23 ديسمبر، 2024 9:15 م

أياكم والذي لا تؤمن غوائله

أياكم والذي لا تؤمن غوائله

خير ما ابتدئ به عمودي هذا حديثان للرسول محمد (ص) واسوأ ما اختتم به رغدة!

(1)

الغوائل

حذر الرسول محمد (ص) من التعامل مع الكائن الذي لا تؤمن ردود فعله، في حديث نبوي شريف، جاء في نصه: “إياكم والذي لا تؤمن غوائله” واقترب من انسنة التحذير في حديث لاحق محذرا من “غائلة الاعين”.

الغائلة.. لغة هي كل ما ينطوي على خطر مباغت.. غير واضح للعيان ولا مرصود، فيتمكن المقصود من اتقائه، يظهر فجأة فيجهز على دبيب الحياة.

وفي المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية في مصر، كلمة (غائلة) تعني: الداهية. وغاله.. غولا: أخذه من حيث لا يدري فاهلكه و(اغتاله) اخذه من حيث لا يدري فاهلكه.

لذا اشار الرسول الكريم في حديثه الى اخذ الحيطة الدائمة من كل ما تؤمن غوائله، فالغدر رابض بين جوانحه، قد يتفجر هلاكا على الاخرين في اية لحظة.

واذ يطلق محمد (ص) في حديثه هذا، فهو لايبغي ان يعيش الناس في قلق متوتر.. يتوجسون خيفة من عود قريب يتربص بهم الواهي، كامن في المحيطين البيئي والاجتماعي، من ناس ودواب وجبال وصحارى وسهول ومياه؛ فقد قال الرسول في حديثه الشريف (الذي) وهي اسم موصول يشار به الى العاقل وغير العاقل من بشر ونبات وحيوان وجماد.

ما يوجب على الاشقاء المصريين وضع ثقتهم في من هو اهل لها ولم يسبق لتوجهاته ان جرت ويلات على الشعب، فمن يرتكب فعلة ما مرة واحدة، مستعد لتكرارها مهما اعتذر.

الحذر يوجب التحوط لبركان قد ينبجس فجأة وسط صخور جبل يفسرها شظى او بحر يهدر صحراء تعصف ودمار يحيق من دون ان يوترنا هذا الشعور او يبعث فينا خوفا مقيما، والخوف كل الخوف ان تندفع الانتخابات باتجاهت عاطفية وليست عملية في مصر وتتداعى باتجاه الهاوية لا سمح الله.

اما في حديثه.. عليه وآله والسلام.. “اياكم وغائلة الاعين” فانه انسن القضية حصرا بالبشر على وجه التحديد؛ لان الناس وحدهم الغمازون الذين يقولون ما يطمئن الاخرين وهم يستغفلونهم بغمزة تدعو لتضامن في (النصب) والشعبان العراقي والمصري اكثر شعوب العالم عاشوا النصب وعانوه وترجموه الى واقع كابدوه على ايدي انظمة تسقط واخرى تقوم متفقة على مبدأ اضعاف الشعب قوة للحكومة، بدل تقوية البلد كاملا بشعبه وحكومته وارضه ومائه وسمائه.

واشارة العين في غفلة من المرء تضادا مع ما سمعه وخلاف ما اتفق عليه، وتلك هي (غائلة الاعين) التي يعنيها الرسول عليه الصلاة والسلام، محذرا ممن يجيد ايصال الفكرة ونقيضها.. ثقول كلاما ما لشخص ويغمز بخلافه لشخص آخر.. وهذا ليس غريبا على فلكلور الشعوب فالسيدات الارستقراطيات في اوربا يقبلن ازواجهن وهن يخلفن الاصبع السبابة على الوسطى دلالة الكره .