بينما كان اغلب المعارضين لصدام حسين يستخدمون الأسماء المستعارة خوفا على حياتهم ، كان أياد علاوي يتحدى النظام العراقي علنا بالصوت والصورة . كثيرون الذين تركوا صف النظام العراقي السابق والتحقوا بصفوف المعارضة من خلال اتصالات ونشاطات علاوي المستمرة.
شهادة للتاريخ … لم يكن علاوي يوما طائفيا أو عنصريا بل شخصية وطنية يكرهها الطائفيون والعنصريون ولا يطيقون سماع أخبارها ، وانا على يقين الكثير منهم سوف يشتمني على هذه الكلمات ، علاوي يؤمن بالديمقراطية شكلا ومضمونا في وضع سياسي عراقي متشرذم يؤمن اغلب سياسيه بالديمقراطية وسيلة للوصول للسلطة فقط .
وللتاريخ أيضا ….
لم يحاصر سياسي في السنوات الأربعة الماضية مثل علاوي من قبل حكومة المالكي ، لكنه رغم ذلك حصد أصوات الناخبين بلا دعاية ولا مهرجانات ولا توزيع أوراق خضراء أو وعود بالتعيين ولا حتى سندات توزيع أراضي على الفقراء في الانتخابات الأخيرة .
علاوي ظاهرة سياسية عراقية بحاجة الى تسليط الضوء عليها إعلاميا بشكل موضوعي ومنصف من قبل الوطنيين العراقيين ، ولا أريد الابتعاد عن عنوان مقالي هذا، بالتالي دعوني أسلط الضوء على موضوع المصالحة الوطنية والتي كتبت فيها الكثير اعتقادا مني بأهميتها لتصحيح الوضع المأساوي السياسي خاصة .
في العراق حسب اعتقادي ، هناك شخصيات قادرة على دعم ملف المصالحة الوطنية وتحقيق انجازات مهمة فيه ، هما سماحة السيد عمار الحكيم ، والدكتور أياد علاوي وسماحة السيد مقتدى الصدر ، في مقال سابق منشور على موقع كتابات ذكرت لماذا سيد عمار الحكيم قادر على تقديم الكثير للمصالحة الوطنية ، وهنا سوف اذكر لماذا الدكتور أياد علاوي قادر على تحريك وإنجاح ملف المصالحة الوطنية .
غالبية السنة العرب في العراق يعتقدون أن علاوي الشيعي غير طائفي وهو شخصية وطنية منصفة تعمل على أقامة دولة المواطنة الحقيقية التي لا تفرق بين زيد وعمر ، واعتقادهم هذا ليس قائما على ادعاءات المغرضين المعادين لاستقرار العراق وتطوره ، الذين يدعون زورا وبهتانا أن اعتقاد السنة العرب بالدكتور علاوي أنما نابع من الانتماء إلى حزب البعث !!! وهذا الادعاء مجافي للحقيقة لان علاوي رجل دولة ، واعتقاد هؤلاء الناس به جاء من خلال التجربة والتعامل عندما كان رئيسا للوزراء أو حتى عندما كان محاصرا من قبل حكومة المالكي السابقة .
إضافة الى ذلك ، السيد علاوي يعرف أين المشكلة وماهية الحلول لها ، وهنا ربما يطرح احدهم السؤال طيب لماذا لا يتحرك علاوي ويحقق انجازات في المصالحة ؟؟
الجواب ببساطة ، لأنكم لم تعطوه الفرصة لتحقيق هذه المصالحة ، أذا تحققت المصالحة الوطنية هذا يعني أن العراق سوف يستقر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وهذا بطبيعة الحال ليس في مصلحة الفاسدين والطائفيين في الحكومة .
أذا استقر العراق لن تستطيعوا الفرهود ولن تستطيعوا التحشيد الطائفي والعنصري الذي من خلاله وصلتهم الى هذه المكانة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
نحن الان بحاجة الى المصالحة الوطنية أكثر من أي وقت مضى ، المصالحة أفضل بكثير من الحرب والقتال والدمار وزهق الأرواح البريئة ، أليس كذلك أم أنا على خطأ ؟؟
لكن هذه المصالحة بحاجة الى برامج وخطط وإمكانيات مادية لا يملكها الأفراد العاديون ولا النخب الوطنية ولا الكتاب والمثقفون العراقيون ، بل تملكها الدولة ، والدولة مع الأسف بعنوانها الحكومي خلال السنوات الماضية كانت بلا مشروع وكانت تخلق الأزمات من اجل استمرار تسلط المالكي على مقدرات العراق ، الحكومة السابقة كانت كاذبة في كل ما يتعلق بملف المصالحة ، كانت تصور للناس العاديين أن المصالحة تعني عودة البعثيين الملطخة أياديهم بالدم العراقي للحكم ، هم يعرفون أن هذا الكلام أكذوبة ، من يسمح بعودة المجرمين الى الحكم ؟؟؟ أليس مكان المجرم السجن ؟؟!!!
الإرادة الشعبية العراقية لن ولم تسمح بعودة هؤلاء للحكم ، كيف لمن تلطخت يداه بالدم العراقي يفكر بالعودة الى الحكم ؟؟ لكن يبقى أن ملف هؤلاء يجب أن يودع عند القضاء المستقل وليس لدى جهات سياسية حزبية تقصد من وراء
التشويش واللف والدوران الكسب السياسي الرخيص ، من غير المعقول أن يحاكم حزب سياسي حزبا سياسيا آخر ، هذا يعني اللاعدالة والانتقام بعينها ولا يوجد تفسير آخر .
منذ سنوات وملف المصالحة الوطنية يراوح في مكانه ويجلب الويلات على شعبنا ، في المقابل نرفض أن نستمع إلى صوت العقل والحكمة من اجل مكاسب رخيصة سياسية أو طائفية أو الاثنين معا .
دعونا نسلم هذا الملف للسيد علاوي وننتظر النتائج لكن بشرط أن لا نضع العصي في عجلة المصالحة ولا نشن عليها الدعايات المغرضة من اجل إفشالها ، المصالحة الوطنية خير لنا من الحرب الطائفية وخير لنا من الدمار ، هل هناك من يسمع أو يقرأ أو يرى ؟؟
دعوني أذكركم للمرة الأخيرة بهذا الأسئلة : أيهما أفضل الاستماع الى مطالب المعتصمين في محافظات العرب السنه وتنفيذ المشروع منها أم هذه الحرب والدمار والضحايا والخسائر المادية الكبيرة ؟؟؟ أيهما أفضل أجراء مصالحة وطنية حقيقية أم خلق حواضن للتمرد والفوضى ؟؟
أيهما أفضل البناء أم التخريب ؟؟؟ كلها أسئلة استنكارية وليست أسئلة استفهامية لان حتى الطفل في الابتدائية يعرف الإجابة عليها .. لكن هل هناك من يسمع أو يقرا أو يرى ؟؟؟؟؟؟؟