11 أبريل، 2024 5:20 ص
Search
Close this search box.

أول الغيث قطر ثم يسقط الاخرون

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو أن رمال ورماد الصحراء القاسية والتي تجاوز عمرها الزمن فعلا كانت تخفي تحتها جمرا ملتهبا ربما قد يكون عمرة ليس بالقصير وكانت هذه الرماد تنتظر ريحا حتى تذر الرماد وتوقد الجمر الذي تحتها لتنتقل احدى الجمرات وتستقر في أبار الخليج الغنية بالبترول فتلتهب ويصعب جدا اطفائها ويبدو ان هذه الريح ضربت الخليج فعلا ومن المخطط لها ان ستقتلع الجذور وتذهب بخيراتها الى اناس اخرين ينتظرون هذا اليوم فدول كبيرة يسيل لعابها على هذه المنطقة منذ زمن بعيد فخيراتها تكفي ان تعيش اجيالها ردحا من الزمن بدون ان تصاب بالفقر.
ليس لعاقل ان يصدق ان تصريحا اعلاميا واحدا من قبل الدوحة كفيل بان يشعل المنطقة برمتها ويدخلها في ازمة خانقة وتتطور الاحداث سريعا جدا ويفرض حصارا جويا وبريا وتقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية على قطر مالم يكن هنالك اختلاف واضح بين دول الخليج وهشاشة منظومتهم الامنية والسياسية والاقتصادية ناهيك عن الاجتماعية فتاريخيا قطر لها مواقف مختلفة مع دول الخليج ففي عام 1992 تصادمت مع السعودية على عائديه مخفر الخفوس وادت الى مصرع جندين وفي ذات العام كان هنالك صراع قطري بحريني على عائديه جزر اخر. وهنالك ملفات كثيرة ساخنة كانت مخفية سابقة طفت اليوم على السطح ومنها ان قطر وحسب رواية الخليج هي من تزعزع الامن في العراق والبحرين والسعودية فضلا عن مصر وانها تدعم حركة الاخوان والقاعدة وانها قامت مؤخرا بأغراء مواطنين بحرينيين سنة لتجنسهم قطريا وان الامارات وليبيا ومصر ,يدعيان بان قطر تدعم منظمات ارهاربية لزعزعة امن دولهم فهل تستطيع هذه الدويلة الصغيرة عمل كل هذا مالم يكن هنالك دعم خارجي. والحديث عن علاقات امريكية اسرائيلية قوية مع قطر هذا اذا ما علمنا ان لأمريكا اكبر قاعدة في الدوحة وان الاخيرة لا تشعر بالذنب عندما تعلن عن علاقات طيبة مع اسرائيل فضلا عن حماس. ولكن الغريب عندما يتحدث الاعلام السعودي عن علاقة حميمة مع ايران وحزب الله والعراق في الوقت الذي تقود فيه قطر اكثر الحركات تشددا لمواجهة الحركات التي تحسب على ايران في سوريا فكيف تكون صديقة وعدوة في ذات الوقت.؟ والاغرب هو اعلان السعودية انهاء عمل قطر في حرب اليمن ولم تتحدث عن سوريا.
ان فرض الحصار الجوي والبري وربما البحري من قبل مصر يدل على عمق الخلافات العربية وما تصريح قطر الا هو القشة التي قصمت ظهر البعير فالاقتصاد القطري اليوم في حالة خطيرة بعد هذا الحصار وهنا لا نستبعد ان تقوم السعودية التي ساهمت سابقا في انقلاب الحكم في القطر عند حكم حمد بن خليفة مستغلة الخلاف العائلي آنذاك بين الاسرة القطرية , ان تقوم اليوم بهذا الدور لان قطر باتت مصدر ازعاج وقلق وان محاولة ترويضها لم تفلح
وقد يؤدي هذا الحصار الى تعاطف كويتي عماني مع قطر لأنه هاتين الدولتين لا تؤيدان السعودية في حروبها في اليمن وسوريا والتدخل في البحرين فضلا عن كونهما لا يران في قيادة السعودية للخليج ان تنعم دول المنطقة بالأمن والحفاظ على خيراتهما .ان هذا الحدث سوف تكون لة تبعات على المنطقة وربما ستؤدي الى تحالفات جديدة وقد تكون روسيا اكثر الربحين لا نها سوف تجد لها موطئ قدم اذا ما علمنا ان امريكا لا تخاطر بعلاقاتها مع السعودية وستقف الى جانب الفريق السعودي لانها تبحث عن ظالتها المال وقد وجدته بدون عناء عند السعودية لذلك فالمنطقة على كف عرفيت كما يوصفون.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب