27 ديسمبر، 2024 3:27 ص

أوكرانيا.. خسرت روسيا ولم تربح الناتو

أوكرانيا.. خسرت روسيا ولم تربح الناتو

عجز حلف شمال الأطلسي.. الناتو، عن حماية أوكرانيا، بعد توريطها بمشاكسة روسيا، ولم يفِ بإلتزاماته الدفاعية، كما تنص قواعد العمل المشترك، المبرمة بين دول الناتو وعموم الإتحاد الأوربي برعاية أمريكا التي تنصلت…

سيناريو 2 آب 1991 بين العراق والكويت، يعيد نفسه في الحرب الروسية الأوكرانية، مع أرجحية للعراق بكون أمريكا أعطت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إذناً مبطناً بعدم التدخل، تنكرت له عندما دخل الجيش الكويت، ودمرت العراق بالشرعية الدولية.

خسر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مبالغ طائلة كانت روسيا تدفعها إليه منحة، نظير عدم إنتظامه في الناتو، مشكلاً مسافة آمنة بينها وشمال الأطلسي، وبدخول زيلينسكي في الحلف، تصبح موسكو تحت رحمة الصواريخ الغربية.

بوتين فاجأ الناتو محتلاً أوكرانيا، على أمل تنصيب حكومة محسومة الولاء تفصل بينه وشمال الأطلسي، فخسر زيلينسكي المنحة والبلاد.

ثمة دول أدارت الأزمة نحوها مستفيدة، بتصدير الغاز الى عشرين دولة أوربية كانت تعتمد على روسيا في تأمين حاجتها من الغاز.. بالصهايج مؤقتاً على أمل مد أنابيب من الآن الى المستقبل.

نهازو الفرص يطيلون أمد الحرب؛ التي لن تنتهي من جانب روسيا.. الطرف الأقوى.. إلا بضغط عالمي غير متوفر؛ لأن العالم لا يتدخل ما دامت مصالحه مؤمنة.. وأمريكا تريد إنهاك روسيا بحرب حدود كعادتها مع كل من يستفزها.

عرفت أمريكا بخلق حرب حدود لمن يقلقها؛ فتتجنب مقاتلته بإدخاله حرباً تشغله عنها وتلحق ضرراً به أقسى مما لو قاتلته مباشرة.. بالنتيجة الغزو خلق فرصاً لإعتياش دول وحسم العلاقة المتوترة بين القطبين لصالح أمريكا ضد روسيا؛ إذ إنشغل العالم بالتعاطف مع أوكرانيا، ونسي جرائم أمريكا في العراق وسواه.

روسيا ليست ملاكاً.. قبل وبعد غزوها أوكرانيا.. لكن أمريكا شيطان صريح، أرادت أن تجعل من أوكرانيا معسكراً لصواريخ الناتو التي تهدد روسيا وتضعها تحت رحمة حلف شمال الأطلسي، لكن بوتين إحتل أوكرانيا؛ محبطاً خطة أمريكا، فتجددت خطط إحتياط كيفتها الولايات المتحدة بمرونة لإحتواء الإحتمالات… وتحقق لها ذلك؛ ما جعلها تدع الحمامة الأوكرانية تواجه مصيرها.. مزقاً.. بين مخالب النسر الروسي الفظيع!

ورطوا أوكرانيا وتخلوا عنها كي لا يدخلوا حرباً نووية تأكدوا من أن روسيا عازمة عليها بجد؛ وأفادوا من المأساة الأوكرانية ليغامروا بأوراق قمار مؤجلة.

وبعد السماح للعراق بغزو الكويت، دمروه تحت ذريعة خرق الشرعية الدولية بإحتلال دولة عضوٍ في الأمم المتحدة.. حرروها وتوقع العالم الإجهاز على سلطة صدام حسين، لكنهم أبقوه؛ كي يخيفوا دول الخليج ويمرروا صفقات عليها ويبيعونها سلاحاً لن تحتاجه فعلياً إلا أن المذعور يتمسك بأوهى الآمال…