ما أضعه بين أيديكم وأكشفه لكم في هذا المقال يتعلق تحديداً بأمرين رئيسيين : السياسة المخابراتية الإيرانية في تجنيد العملاء . أوكار رصد ومتابعة وتنفيذ مهام التجنيد لصالح المخابرات الايرانية . علما ان كشف حقيقة كيف تجري الأمور خلف ستار كواليس المسرح العملياتي المخابراتي يتم بناءاً على تراكم معلوماتي أمني نحصل عليه نتيجة متابعة لنشاطات العدو وفعالياته المخابراتية .
ننوه بأن ما سنطرحه هنا لن يقدم كاملاً بالتفاصيل حفاظا على مصادرنا وحماية لها.
تحدثنا في مقالنا السابق عن صنف “الجواسيس المثاليون” …. هو ما تسعى خلفه المخابرات الايرانية لبناء قاعدة جاسوسية ضخمة إعتمادا على جيشا من الجواسيس المثاليون . حيث تعتمد المخابرات الايرانية العقيدة المذهبية في التجنيد سعيا لتجنيد شباب المسلمين الشيعة من العرب وغير العرب وباتت تنتشر في أوساط المجتمعات الشيعية بواسطة رجال الدين والنساء ، وهذه السياسة أتبعتها منذ الحرب العراقية – الايرانية وإدخال العقيدة المذهبية في بناء المؤسسات الامنية والمخابراتية وصناعة ذراع خارجي تناط به المهام الخارجية ( تجنيد ، إغتيال ، خطف ، تجسس ) فضلا عن بناء قوة إقتصادية عبر توظيف المال في إنشاء مصانع وشركات وتحويلها لأعمال منظمة تدر الكثير من الأموال تعمل جميعها كواجهات للحرس الثوري الإيراني في الخارج . تصنف تلك الواجهات الاقتصادية على النحو التالي : أما تعمل بعضها كواجهات للتجنيد والتجسس بشكل شبه كامل ، أما البعض الآخر يعمل كأجسام خاملة أو نائمة لا نشاط مخابراتي تقوم به إلا نادرا ” المهام النوعية الحساسة ” . فهي مزروعة لمهام أكثر تعقيداً . وتلك من الصعب جداً كشفها إلا من خلال مراقبة حثيثة لفترات زمنية طويلة وزرع عناصر مخصصة لهذا النوع من المتابعة الحثيثة لكل شاردة وواردة.وهذا يحدث في كثير من المصارف التي قد تؤدي مهمة واحدة خلال العام الواحد أو أكثر من عام حتى! لصالح واجهة مخابراتية إيرانية !!. فهي لا تمارس مهام كثيرة حفاظا عليها من الكشف.
المراكز الدينية والحسينيات والجمعيات الخيرية …أغلبها تعد أوكاراً للتجنيد والتجسس على الأفراد والحكومات والمؤسسات . في أوربا على سبيل المثال فالحسينيات الشيعية تعتبر من أبرز الأوكار الجاسوسية التي أكتشفنا نشاطات مريبة لها ، فهي تتلقى أموالا من الحرس الثوري بواسطة رجال أعمال تدرج تحت مسمى ” تبرعات ” رجال الخير والمتمكنين!!. على سبيل المثال فهذا الأمر يحدث مع قناة “فدك” في بريطانيا التابعة لما تسمى بهيئة خدام المهدي ويديرها المدعو ياسر الحبيب ، فتمويلها كما معلن من خلال رجال أعمال شيعة من كافة أنحاء العالم ، وطلاب حوزويين ، بالحقيقة هي تتلقى تبرعاتها من “المخابرات الايرانية – الادارة المالية ” بتوصية رسمية من رؤساء أقسام : “تجنيد العملاء ، التجسس المضاد” ( معلومة تم الحصول عليها من داخل المؤسسة الإيرانية الامنية ) . أما الحبيب فهو كثيرا ما يهاجم الحكومة الإيرانية بتوصية من قبل المخابرات الايرانية ، ذلك للتغطية على نشاطه المخابراتي وكذلك للحفاظ على علاقته الوثيقة جدا بالمخابرات البريطانية التي يقوم بمهام إعلامية بالاتفاق معها ايضاً ، وهو لا يتلقى تعليماته مباشرة من المخابرات الايرانية وإنما يتلقاها من خلال أحد رجال الاعمال الباكستانيين ” المتبرعين ” لقناته تلك . فالنشاط المرتبط به ليس إعلامي فحسب ، وإنما مخابراتي ، كذلك يتلقى بعض المعلومات الحقيقية”المدروسة ” من قبل المخابرات الايرانية لإيصالها للمخابرات البريطانية ليتمكن من إيصال معلومات “نوعية” كاذبة للجهاز البريطاني ايضاً.
نأتي على ذكر أمثلة للحسينيات التي في حقيقة الأمر هي أوكارا للمخابرات الايرانية …. حسينية الحيدري السويد –ستوكهوم- فورباري التي يديرها المدعو أبو حيدر ، هي حسينية تابعة لمنظمة بدر العراقية ، تقوم الحسينية بتقديم تذاكر سفر مجانية لإيران بحجة العلاج وزيارة الاماكن المقدسة للأشخاص الذين تأتي التعليمات بإرسالهم لإيران بهدف التجنيد ذلك بعد مراقبة ودراسة لحالة الشخص المرشح ليكون عميلا للمخابرات الايرانية ، هذا الأسلوب المتبع من قبل المخابرات الايرانية داخل الحسينيات لتجنيد الشباب والاشخاص الذين يوضعون تحت الرقابة لمدة شهر واحد قد يمدد لفترات أطول بحسب الحاجة .
يذكر ان هذه الحسينية زارها في العام 2008 باقر جبر صولاغ وألقى خطبة فيها وتم خلال زيارته تلك توزيع مشاريع ومقاولات في العراق لرجال أعمال مقيمين في السويد . من ضمن الواجبات التي تقوم بها الحسينية تجنيد الشباب للقتال في العراق فيتم إرسالهم فرادا فرادا يقاتلون لمدة شهرين – 3 شهور ثم يعودون للسويد ويتلقون رواتب مخصصة لهم مقابل ذلك .أما الجانب المخابراتي فيتم إرسالهم لإيران .
في مقالنا القادم سنستمر في مشوارنا بكشف الأوكار التجسسية للمخابرات الايرانية في أوربا ..
للحديث تتمة…