لست منتميا الى جماعة و لست عشائريا الا بقدر ما تمثله لي العشيرة من حسب و نسب و شرف بافعال رجالها. و لكن في السياسة لا أقبل العشائرية ابدا لانها من الامراض السياسية مثلها مثل الطائفية لايفرق عنها شيء.
يبدو اننا أمام ظاهرة تغول خطيرة تتصاعد في مجتمعنا العراقي المتجانس و قد حدثت من بعض مكوناته تجاه الاخر ، و حدثت بين اتباع المكون الممسك بالسلطة السياسية بعضهم البعض ، و اليوم يطفو على السطح مثل هذا في المكون الممثل للسلطة التشريعية ، فهناك ظاهرة تغول و ارهاب سلطة و استغلال قضائها و اجهزتها الامنية لصالح جهة او شخص بدا يضرب خصومه السياسيين و منافسيه القانونيين بادوات اتاحتها له السلطة بدعم من دولة الاحتلال الايراني التي يبدو انه يمثل وجهة نظرها و اهدافها السياسية .
قبل اشهر اصطدم هذا الشخص بممثل اخر من السياسيين ينتمي لعشيرة كبيرة و كادت ان تقوم معارك عشائرية لولا ستر الله و تسامح الخيرين و لقوة العشيرة المستهدفة تراجع المتغول عن نيته السياسية و سويت المسالة بالاعتذار .
و قبل ذلك اعتقل رجل من عشيرة اخرى كبيرة و هو شيخ و عضو مجلس محافظة سابق لمجرد انه كان يكتب على صفحته و يعبر عن رايه فتعرض لسياسات هذا -المتشبث- بالانتقاد.
و اليوم تنصدم عشيرة كبيرة اخرى باقصاء شيوخها كيديا و قضائيا من الانتخابات لاعتقاد الطرف المتغول ان هذا الرجل العشائري و المثقف له شعبية كبيرة في الدوائر الانتخابية المشتركة بينهما . و يبدو ان الرجل المستبعد تعسفيا له جمهور لذا خافوا منه و تحولوا من منافسته بشرف الى محاربته باستهتار.
و رغم انني لست ارى من اي طرف يلتحق بهذه العملية السياسية المشبوهة برمتها خيرا، و لكن،،
هذا التسارع في الاحداث و الركض السريع الى الدكتاتورية و ظهور مراكز قوى تلجا الى الارهاب (السياسي) يجب ان يتدارك بسرعة قبل فوات الاوان . فان سكتنا عن هذا اليوم فسياتي يوم يلقى علينا القبض لاننا ندلي براينا . احث الجميع على الكتابة و التوجيه و الاستنكار و لجم هذا الرجل الذي يبدو انه صدق نفسه و يريد ان يستولي على حرية الناس و حقوقهم بعد ان استولى على اموالهم و بحجة ماتم من شيء من الاعمار .وكذلك امثاله في كل العراق .
لست اخفي الاسماء هنا محاباة و انما لتجنب الدخول في اصطفافات او مهاترات . فقضيتي عامة كما هي عادتي ليست نصرة لأحد . و لذا فالجمهور يعرف ما اقول و من هي الاسماء و عليه التحرك للجم صنع دكتاتور جديد قبل استفحال الامر و هو امر خطير جدا يهدم كل ما تحملنا من اجله السراق و الحثالة و النصابين . و الاخطر ان الاقزام او اصحاب العقد النفسية اذا امسكو بالسلطة و مهدت لهم فسيفتكون بالزرع و الضرع .
الكرامة و الحرية اهم من الاعمار . و استقرار الدولة و ديموقراطيتها اهم من العشائرية و التنافس غير الشريف . و على الذين يحاولون التغول على الشعب و على منافسيهم في السياسة ان يستفيقوا . و على الناس ان تساند الحق ، لا مكان للاقصاء السياسي الكيدي و المبيت الذي يمهد للدكتاتورية المرفوضة.