يحدث هراء التوظيف بالمحسوبيات والمنسوبيات في بلد اول ديمقراطية عربية -محّوَّرة بالمحاصصة – او قل في بلد الغرائب واللامعقول العراق التائه في بحر الارهاب ونزاع الامراء وخلافات الكيانات السياسية وما اكثرها ..
فبعد ان تم اجبار وزير الموارد المائية على تقديم الاستقالة من قبل زعيم كتلته .. برزت للسطح تبعات قراراته الخاطئة .. وبالخصوص في آليّة شغل الدرجات الوظيفية .. ففي الوزارة عدة الاف من الاجراء وبمختلف الشهادات الهندسية والمهنية , وهم ينتظرون ومنذ سنوات – قد تصل الى اكثر من ثمان سنين للبعض منهم – في الحصول على درجة وظيفية على الملاك الدائم , آملين بتطبيق العدالة في التعيين حسب الاسبقية في سنوات الخدمية وفي الاختصاص .. لكن ما ان غادر الوزير الاّ ووردت رسل سوء ادارته بتشطيب كافة الدرجات الوظيفية المخصصة للوزارة .. حيث تم تعيين العشرات من ذوي الوساطات والمحسوبيا ت ومن غير الأُجراء ذوي الخدمة الطويلة في الوزارة , وبغض النظر عن ملائمة اختصاصاتهم لمتطلبات عمل الوزارة .. فكل من استطاع الوصول الى مقام السيد الوزير قد حصل على فرمان التعيين وباستثناء خاص من كل الشروط والتعليمات التي اصدرها الوزير السابق .. وبقي الفقراء الاجراء ممن امضوا السنوات الطوال وحصل البعض منهم على خبرة غير قليلة يلعنون ديمقراطية المحاصصة الحزبية ومحسوبياتها , ويرفعون اياديهم الى السماء للانتقام ممن سرق حقهم ..
يقول ديستوفيسكي الكاتب الروسي , والكافر في نظر جماعات الاسلام السياسي الذي ينتمي له السيد الوزير : ” لو لم يكن الله موجودا لاصبح كل شيء مباحاً ” في اشارة الى انه سوف لايكون هناك اي شيء يمنع الانسان من ان يرتكب العمل المنافي للاخلاق اذا لم يكن متدينا .. او على الاقل ان هناك قيمة عالية للايمان بالله في كونه داعما للاخلاق ..
نرجوا من السيد الوزير الجديد اعادة النظر في توزيع هذه الدرجات وضمن ضوابط عادلة للجميع , والغاء الاوامر الوزارية الصادرة سابقا , مثل ما حدث في وزارة التربية منذ سنوات , حيث ابطل الوزير اللاحق اوامر التوظيف الباطلة للوزير الذي سبقه , وتم توزيع الدرجات الوظيفية المخصصة بتعليمات عادلة !
قال اخ ناصح : لو كان ابي ذر حاضرا لخرج شاهرا سيفه على الظالمين – قاطعي الارزاق –
لكم الله يا مكاريد العراق