لولا أن خلقَ الله سيدتنا حواء لما كان للبشرية وجود ولما ظهر الرسل والأنبياء لينشروا عبير الوحدانية بين البشر .. ولحكمةٍ قضاها الله في كتابه المجيد لم يذكر إسمها الكريم بل ذكرت كزوج لأن أساس الخلق آدم وآدم من تراب وحواء خُلقت من آدم .. ثم تواصل الخلق ليبقى حتى يوم القيامة .. وفي سورة النساء يقول جلَّ من هو قائل (( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) ..وتشير الآية إلى عدد كبير من الرجال والمعطوف عليهم النساء وهنَّ كثيرات أيضاً بل وأصبحت نسبة النساء في العالم في آخر إحصائية لتقارير التنمية البشرية الصادرة من الأمم المتحدة أن نسبة النساء في عام 2015 أكثر من 58,6% ! والسبب معروف لأن مشاكل الإنسانية مصدرها الرجال وضحايا تلك المشاكل سيكون منطقياً وعلى الأغلب منهم .. المرأة هي الأم الحبيبة والزوجة والأخت والابنة والحفيدة .. الأرض بلا نساء مثلَ بحرٍ كبيرٍ بلا ماء ..
لا يمكن لنا أن ننسى المرأة للحظة واحدة فهي في العقل والقلب والروح .. لكنها في العراق تعاني مالم يعانيه معتقلو السجون وأسرى الحروب .. النظرات والتحرشات والتدخلات تطارد النساء العراقيات أينما حللن ومتى ماحللن .. تتورط المرأة في العراق أن تخرج لوحدها فسُتواجه بفيالق من ضعفاء النفوس والمتخلفين والبغاة .. تتورط المرأة العراقية إذا ظهرت في سوق أو جامعة أو مدرسة أو دائرة فستبدأ المطاردات والدعوات ورمي الأرقام والإشارات .. تتورط المرأة في العراق إذا دخلت بمفردها إلى هذا المسؤول أو ذاك الموظف فسيبدأ بثوان بعرض بطولاته ويجري عملية قيصرية سريعة لتنعيم صوته ونشر إبداعاته أملاً في تقاربٍ أو ميلٍ من هذه المسكينة .. ومع أنني أعارض جداً اللبس غير المحتشم والتبرج المبالغ به لكنَّ هذا لايمنع من التنبيه على أن المرأة العراقية تعاني ظلماً كبيراً وخطيراً حالَ دون أخذ دورها الحقيقي في مجتمعنا بعد أن أعياه وأتعبه الرجال .. فالّذين أدخلوا المحتل وفتحوا له أبواب العراق هم من الرجال .. والّذين نهبوا أموال الشعب وأعادوا العراق إلى العصر الطباشيري ! هم من الرجال والكذابين والمزورين والمنافقين الّذين يتلاعبون بمصير العراقيين هم من الرجال .. والغالبية العظمى من الخونة والجواسيس من الرجال .. كل الخراب منّا نحن الذكور ورغم هذا ننظر إلى النساء من فوق متناسين أن آخر كلمات رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كانت للنساء والرفق بهن .. (( أوصيكم بالنساء خيرا)) كل اللوم على من يرى ويسمع ويتغاضى عما تتعرض له النساء العراقيات وضرورة توحد الإرادات كي تُقيم الجامعات العراقية ( على الأقل) أو مايسمى بمنظمات المجتمع المدني ، ندوات ومؤتمرات وحلقات علمية ونقاشية للوصول إلى سَن وتشريع قوانين أو تعديل الموجود منها والذي سببَ ظلماً وتحديداً لدور المرأة ، وإلا سنصحوا يوماً ولانجد غير أقراننا من الرجال وليحدث بعدها مايحدث .. المرأة العربية بشكل عام تعاني ظُلماً وتعسفاً حوّل نساءنا العربيات الى ساكنات ومقيمات وسجينات وأسيرات للمطابخ والقدور ولاهمَّ للرجل حين ينظر الى أي امرأةٍ غريبةٍ إلا أن يكسب ودها حتى وان كانت تسير مع زوجها أو ابنها أو اخيها أو مريضة فالمهم كسب الود وهي الخطوة التي يعتقد الكثير من المتخلفين والمرضى أنها توصلهم الى مايخططون له .. وتجولوا وقلّبوا معي صفحات التواصل الاجتماعي واسألوا أعظم النساء اذا أظهرنَ صورهنَ كم من الصداقات ستأتيها بلحظات ومحاولات التعرف والتقرب .. الخ ..في المجتمعات العربية .. الفاسد اذا كان رجلاً فهذا من حقه حتى ولو ارتكب الفاحشة ثم ذهب ليتزوج من أي امرأة فالمهم ما يحمله من مال أو منصب ولا بأس بكوارثه السابقة .. أما اذا ابتسمت امرأة واحدة عن طريق الصدفة مع أي رجل فقد قُضي على سمعتها وسمعة أهلها وعشيرتها وسحق مستقبلها الى الأبد !