12 أبريل، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

أوروبّا “متصاهرة وكرويّة” لن تسمح لتكون “دواعشيّة” ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

البدلة الفرنسية في كاس العالم صعب هضمها هذه المرّة على غير عادة الذوق الفرنس العالي من الناحية الفنية “الشكليّة” فهي بدت في لقائها الكروي الهندوراس اليوم أشبه ببدلة تلامذة مدرسة ! ذلك واضح من الياقة البيضاء واللون الأزرق المدكّن للبدلة المختلفة هذه المرّة درجة زراقها عن لون وزيّ الفريق الفرنسي المزرقّ الأخّاذ , لربّما أرادت فرنسا , بالياقة البيضاء , تبني نوع من صرامة تضفيها على هيئة فريقها الكروي بتبنّي فكرة “بيكمباور” عندما كان أول مدرب كروي يرتدي البدلة الرسمية لا “التراكسوت” ليتبعه بعدها الجميع كان أوّلهم في العراق المدرّب القدير واللاّعب العراقي السابق أيّوب أوديشو لاعب الطلبة ومدرّبها فيما بعد .. بالمقابل .. فحين نرى الاجناس المتنوعة تتشارك في تمثيل بلادهم الجديدة فرنسا الّتي حوتهم حين حوت آبائهم أو اجدادهم فذلك يعني البشرية توشك استقبال عهود قادمة تخف كثيراً فيها العنصريّة والعرقيّة أو الدينيّة أو حتّى الطائفيّة , فحين نرى المنتخب الكروي الفرنسي مثلاً يمثّل بلاده فرنسا , وهم جميعاً وُلدوا فيها وهم من أصول أفريقيّة أو اسيويّة , نرى عدد الفريق الكروي اليوم يتساوى تقريباً مع ذوي البشرة البيضاء ذوي الأصول الفرنسيّة ويتنادى بعضهم بعض للمشاركة بفرحة تسجيلهم هدف في لحظات هي أشبه بتناول جرعة دواء جماعيّة لكلّ مكوّن الشعب الفرنسي تسهم لاشكّ تسهم في ذوبان العناصر الصلبة في الجدار النفسي العازل فيما بينهم , أو ما تبقّى منه , والمتكلّس بسبب تراكم الأنا عند طرف دون آخر , لهفة محبّة من الجميع وبتلقائيّة وبعفويّة , والجمهور الفرنسي يهتف بحرارة لـ”بن زيما” من أصول عربية او جزائريّة وبعفويّة , ليس في فرنسا وحدها فجرع تذويب عناصر العزل المتكلّسة تعمّ جميع أوروبّا واضح ذلك من فرقها الكرويّة الّتي باتت تزخر بالتلوّن العرقي والديني , وذلك مؤشر على انصهار وشيك بالقياس الزمني المستقبلي سيعمّ العالم طالما ينطلق من أوروبّا , وفيما يدعوا العقل الغارق بالغيبيّات من الّذين فتحت لهم أوروبّا أبوابها برعاية قانونيّة أوروبّيّة تفرض المساواة على الجميع كلّ همّه أن تكون أوروبّا مسلمة بعد عشرين سنة قادمة ! ؛ تنحسر في أوروبّا العنصريّة والعرقيّة وتتراجع بما فيها حتّى الدينيّة أو المذهبيّة وبرعاية أوروبّيّة وانتشار جماهيري شعبي أصولهم أوروبّيّة ! , وذلك لم يكن ليحصل أو يبادر بالحصول في أوروبّا لولا وجود عقول تنويريّة , لا منتمية , ديمقراطيّة لا زالت مؤثّرة من يوم ولدت في عصور النهضة الأوروبيّة , وكرة القدم بالذات باعتبارها الاوسع جماهيريّة عالميّة تبنّت الموضوع دون قصد سوى أنّها كشفت عن اللهفة المشتركة والجماعيّة في الفوز المشترك في “التجانس الأخلاقي البشري” وبفاعليّة كبيرة , وذلك ما لا يفهمه العقل “الاستسلامي” يظنّ الاخلاق ضعف وبوادر لأسلمة أوروبّا ! , ومراعاة أوروبّا مشاعر المسلمين حين تضخّ “التمور” بكمّيّات كبيرة في أسواقها جميعاً استعداداً لرمضان وبوقت مبكّر ! الرموز الدينيّة ممّن يصف الكرة “ظاهرة” يجري خلفها مجانين ! لا يقدّر مشاعر الآخرين بالوقت الّذي هوى وغيره من شيوخ النفط من “وعّاظ” ممّن يتصدّرون عمليّة “توجيه الناس” لن يستطيع هدم حجر صلبة واحدة من الجدر العنصريّة أو العرقيّة في بلدانهم , أو المذهبيّة حتّى , إن لم يكونوا هم أنفسهم تلك التكلّسات الّتي خلّفها الزمن من الّتي يجب زوالها بجرع تنويريّة بفعّاليّات جماعيّة من ألوان حياتيّة مختلفة ! على كلّ حال “التلامذة” فازوا بجدارة على الهندوراس بقدم عربيّة شارك في شحنها لتفجّر الفرحة الفرنسيّة جميع ألوان الطيف الفرنسي بطيف واحد كروي , في المقابل أيضاً فقد زرع بن زيما “الفتنة” بين هدّافي العالم اليوم بعد تسجيله لوحده الأهداف الثلاث لبلده فرنسا بما لربّما سيؤثّر على الأداء الجماعي لبقيّة فرق البطولة الّتي تضمّ بين صفوفها خيرة هدّافي العالم فحتماً سيسعى كلّ لاعب تسجيل الأهداف للحاق بهذا اللاعب الفرنسي ممّا سيضعف لربّما من أداء التشكيلات الهجوميّة لتلك الفرق بأن تتبلور لديهم الانانيّة لتسجيل الأهداف فتفقد الكرة بعض رونقها وتقلّ جرعات المتعة لدى الجماهير الكرويّة وعشّاقها داخل أهمّ فرق النخبة الكرويّة ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب