19 ديسمبر، 2024 5:14 ص

أوردغان بقال الحروب في المنطقة

أوردغان بقال الحروب في المنطقة

صرح أوردغان رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس جمهورية تركيا بعد مسرحية مايسمى بأطلاق سراح رهائن موظفي القنصلية التركية في الموصل الذين أحتجزتهم داعش لآسباب معروفة , قائلا لايمكن البوح بألآسرار الكامنة وراء عملية أطلاق سراح أعضاء القنصلية في الموصل لآننا لسنا أصحاب بقالية , وعلى قاعدة من فمك أدينك نقول للسيد أوردغان الذي جعل تركيا هو وأحمد داود أوغلو الذي أصبح رئيس وزراء تركيا بعد أن كان وزيرا للخارجية نقول لهما : أنتم من حول السياسة التركية من صفر مشاكل الى مشاكل بالجملة تبدأ من سورية وشعبها الذي تعرض لآبشع وأخس حملة عدوان خارجي مثلته عصابات من ” 80″ دولة في العالم تبادلت فيها أدوار لمايسمى ” الجيش الحر ” صاحب مجزرة جسر الشغور ومشهد رمي الجثث في نهر العاصي بمدينة حماة , ثم تلاه لواء مايسمى بأحرار الشام ثم ألوية وكتائب بأسم الصحابة والخلفاء , ثم الجبهة ألآسلامية , ثم جبهة النصرة , وأخيرا ” داعش ” التي فرضت هيمنتها على جميع العصابات بالقتل وألآعدامات والتصفيات الجسدية المستمرة لمعارضيها ومن يقف بوجهها من تلك العصابات , وكل ذلك كان يحدث بتسهيلات تركية شملت فتح الحدود والمطارات التركية والفنادق للعصابات القادمة من مصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر والسعودية والقطرية والكويتية والصومالية واليمنية وألآردنية ثم العصابات القادمة من الشيشان وأفغانستان وجمهوريات أسيا الوسطى ومن تركيا نفسها حيث لعب ضباط المخابرات التركية دور الوسيط الذي يعمل على تذليل العقبات وتسهيل مرور العصابات المسلحة مع العمل المستمر على أستباحة الحدود السورية والغاء منافذ الحدود لتصبح معدة لتهريب قطع غيار مصانع حلب التي تم تفكيكها ونقلها الى تركيا مما تحول السماسرة والتجار ألآتراك الى بائعي خردة لقطع غيار مصانع حلب التي بلغ عدد المنهوب منها ” 1500 ” مصنع كما صرح بذلك فارس الشهابي رئيس غرفة الصناعة السورية , ومن هنا أصبح دور ألآتراك دور البقال تجاه المصانع السورية ولاسيما مصانع حلب , وهذا العمل فيه تجاوز للقوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين دول الجوار ولاسيما في ألآزمات والحروب , وتركيا بزعامة أوردغان الذي قال : نحن لسنا بقالية : وهي فلتة لسان تعبر عن حقيقة الدور التركي تجاه سورية ومصر والعراق وليبيا وتونس , ومن خلال مجريات ألآحداث عبر مايزيد على ثلاث سنوات ظهر بوضوح أن علاقة حميمية تربط أوردغان وحكومته بجبهة النصرة وداعش من أيام أختطاف الزوار اللبنانيين في منطقة أعزاز , ثم قضية أختطاف راهبات معلولة في منطقة القلمون السورية , وأخيرا قضية أختطاف العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال التي بات الوسيط القطري يكتفي بالوصايا والنصائح للعصابات التكفيرية , بينما يمتلك ألآتراك ثقلا مركزيا مؤثرا على تلك العصابات التي  تعتبر حيوية العبور اللوجستي مرهون بموافقة الجانب التركي فقط , والجانب التركي الذي أتخذ دور البقال في أيصال ماتحتاجه العصابات المسلحة من مؤن تسليحية وغذاء ودواء , وهو بدوره أي الجانب التركي من يشتري النفط الخام من داعش التي أصبحت تسيطر على بعض حقول النفط السورية وبعض حقول النفط الصغيرة في شمال غرب العراق مثل حقل نفط عين زالة , فالجانب التركي أصبح بقالا للنفط يشتريه ” 25″ دولار بينما سعره العالمي يزيد عن مائة دولار أمريكي , ثم تحول الجانب التركي قبل ذلك الى بقال لتحويل الخبز المسلفن الذي يدوم لمدة سنة مع تجهيزات ألآدوية , والمواد الغذائية المعلبة بطريقة خاصة من شركات عالمية متخصصة تستلم عمولتها من دول خليجية وجمعيات أهلية خليجية , حتى أن المواد الكيمياوية التي تستعمل كسلاح كيمياوي تعهدت ألآجهزة المخابراتية التركية أستلامها وتسليمها الى العصابات التكفيرية ألآرهابية ضمن خطة تنسيق أمنية في المناطق الحدودية القريبة من الحدود السورية , وبفضل الوسيط التركي ” الذي أصبح بقال الحروب في المنطقة ” يحصل ألآرهابيون وفي مقدمتهم داعش على كل مايريدون من تجهيزات عسكرية حربية حديثة توفرها شركات أوربية وأمريكية وأسرائيلية تعمل في الظل وبشكل سري ولكنه معروف لدى دول القرار لاسيما أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والتي تشترك اليوم فيما يسمى بالحرب على داعش وهي خطة ذات أبعاد لوجستية وسياسية عميقة لايدركها مراهقو السياسة وأتباع أنظمة التبعية في المنطقة وفي مقدمتهم النظام ألآردني الذي تحول الى سمسار حروب المنطقة لآنه لايقدر على أكثر من ذلك , بينما تحول النظام التركي الى بقال حروب المنطقة وصفقاته مع العصابات التكفيرية وأسرائيل ستمضي الى طريق مسدود , لآن داعش والعصابات ألآرهابية لاتمتلك مشروع دولة قابلة للحياة , ولا مشروع مجتمع متماسك حيوي قابل للتعايش مع المجتمعات ألآخرى , أنها صاحبة شعارات للمشاغبة , والمشاغبة سلوك أنتهازي غير ناضج يؤدي بصاحبه للبغي , والباغي مصروع , وعليه فبقال الحروب هو شريك بالمشاغبة , وأطلاق سراح موظفي القنصلية التركية في الموصل من قبل داعش بدون وسيط ثان يدل دلالة واضحة على طبيعة الترابط بين داعش والحكومة التركية , ثم أن عدم مشاركة الحكومة التركية في الحرب على داعش يخفي ورائه مصالح تركيا البقالية التي ستجد نفسها في شراك كراهية عامة من قبل شعوب المنطقة , وستنقلب شهيتها لجني أرباح النفط المهرب وغير الشرعي الى كابوس خسائر كبرى تواجه شركاتها العاملة في العراق , وستنسحب تلك الكراهية على شركاتها العاملة في الخليج , وستظل غزة هي الجرح النازف في الخاصرة العربية ومن تواطئ ضدها وفي مقدمة المتواطئين لصالح أسرائيل هي تركيا , وسوء العلاقة مع مصر وتعكرها مع السعودية  والعراق هي بداية نهاية مرحلة البقالية التركية في حروب المنطقة , لآن الحروب مهما طالت فأنها تنتهي , وسماسرة الحروب الى ألآنزواء وألآختفاء , وتلك حتمية يعرفها من يعرف كيف تبدأ الحروب وكيف تنتهي أن ألآندفاعة ألآوردغانية مع العصابات ألآرهابية , هي أندفاعة لاتنتمي لقواعد المصالح المشتركة لدول الجوار , ولا تنتمي للغة العقيدة ألآسلامية التي ينتمي لها حزب أوردغان من خلال علاقته بألآخوان المسلمين , ولاتنتمي لطبيعة العلاقات العربية والكردية والتركية وألايرانية التي يجب أن يسودها التعاون وألاتحاد لتتجاوز أزماتها ألآقتصادية كما فعلت الدول ألآوربية , أن بضاعة البقالية التركية في حروب المنطقة غير مستساغة محليا وأقليميا وعالميا , وهذا يشكل رفض لايمكن لصاحبه تسويق بضاعته دائما , ومن لايسوق  بضاعته يصيبها الكساد , وتصيبه الخسارة والفشل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات