23 ديسمبر، 2024 4:52 م

ألا يُلزمنا المشهد الدموي في العراق اليوم أن نلقي أقلامنا وأوراقنا في عصف الريح المدوّي الذي يصحب انفجار المفخخات,لتستقرَ أخيرا في برك الموت الحمراء.
ورقة عند رأس مقطوع لكادح خرج متحديا العراق ليطعم عائلته أرغفة خبز مشتهاة بلا بطر .وفاكهة أصغر بكثير من رأسه الذي يبدو ثقيلا فوق رقبته لأنه ينوء بالعراق الخفيف العقل .
ورقة بين ثديي مرضعة لا يدّران كثيرا,فصغيرها يطمعُ بعلبة حليب خارج حدود البيت, فهي الآن داخل حدود الموت لأن دجلة والفرات يدران كثيرا لبنَ الشيطان الأحمر ويفرّخان أبالسة وذئابا مولعةً باللون الأحمر ,  الماء أحمر, الشوارع حمراء, الكراجات حمراء, الأسواق حمراء,الحقائب حمراء …
ورقة فوق ساقٍ لطفل مقطوع أو ساقين , اقترفَ الخطى باتجاه المدرسة وهو يردد درس الأمس( موطني… موطني..الجلال والبهاء والسناء في….) لم يكن يخطر بباله أن الجلال تعني الجلاّدين والبهاء تعني البهائمية والسناء تعني سكك الموت .
ألا يلزمنا المشهد المخيف مراجعة أنفسنا , لنعرف أين نحن من هذا كله…..؟
ما نفع كتابتنا في بلد مثل العراق يصدر في اليوم والليلة أكثر من مدونة للموت…؟
ما نفع منجزنا بشتى مدارسه الأدبية والفنية في بلد يرسم لنا بين الحين ولآخر  لوحات لمجازر الأشلاء بريشة موت سريالية….؟
راح الموت وجاء الموت ونحنُ نبحث عن معنى تفاهتنا.
وإلا , بربّك قلّي- سأكون من أتباعك حينها ومقلديك- هل سمعت يوما..
* إرهابيا ترك القتل لأنه قرأ أو سمع قصيدة او قصة أو رواية…؟
* ميلشيا تمتهنُ الموت , أعلنت إلقاء السلاح عملا بوصايا مجموعتك الشعرية أو القصصية الأخيرة .؟
* رجلَ السلطة, يعرق وجهه خجلا حين يراك..؟
*……….؟
*……………؟
*…………….؟
عفوا لا أعرف أين أاستقرتْ الأقلام . ربما في عيون القتلى أو آذانهم.
شهود عيان قالوا:
كانت العبوة مفخخة بأقلام كثيرة…!!
 
*  19-3-2013 هلوسة اثرَ مشاهدة صور التفجيرات المروّعة في بغداد.