• إذا كنا صادقين في زعمنا أننا نعمل من أجل الناس
• ” أقلّب الصحفَ اليومية والمجلات ” والفيس بوك ” كي أجد بعض المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا في العراق الجديد الذي أصبح عنوانه ” داعش ” وهو يسير بخطى التراجع والفساد والقتل اليومي الذي ينتشر يا سبحان الله مثل الوباء في وطن أنهكته الحروب والبطولات الحزبية التي شبعنا منها ، ومن الذين رحلوا والذين لم تنصفهم وسائل الإعلام حسب علمي الفنان والكاتب والمترجم المرحوم ” عادل كوركيس ” ونحن نعيش في حالة من عدم المساواة في كثير من الأصعدة ، وكأننا نعيش في شبكة أخطبوطية من العلاقات والمصالح في زمن التقاتل المذهبي والطائفي ،والناس كما تعلمون مذاهب ومشارق ولا يمكن أن تكره أحداً على تبني ما تؤمن به قهراً وقسراً كما يقال ،وحين تتصفح كتاب ” أوراق من بغداد الجديدة ” للكاتب والفنان والمترجم ” عادل كوركيس ” الصادر عن دار” جدل ” للكتاب الدائم ويقع في 258صفحة من القطع المتوسط ، وهو مقالات في المسرح ، تجد هذا المبدع مغيباً تماماُ من خارطة الإبداع العراقي وكأننا في عصر ” جوردانو برونو ” وكذلك ” و غاليلو غاليلي ” أحدهم قامبنشر نظرية ” كوبرنيكوس ” حول دوران الأرض ،فسجنه رجال الكنيسة ، والثاني راقب السماء بتلسكوب صنعه بنفسه واكتشف أن الأرض تدور حول الشمسفسجنوه ،وذلك لم يلتفت إليه أحد لأنه لم يؤمن في اديولوجياتهمالمزيفة وأنه لم يكن من كتاب التقارير والمطبيلين في ذاك الزمن المقنن بالحزب الواحد ، حتى أنه لم تسلط عليه الأضواء كما سُلطت على الكثير من الجهلة والأميين في زمن التلفزيون الواحد ، ظل صامتاً يعمل بهدوء بين الكثير من الشباب المبدعين وهو يقدم بحوثه الفلسفية ومسرحياته العديدة عبر النشر والتوثيق ، يقول ” السينوغرافيا بين المفهوم والمصطلح ” سوء فهم لمفهوم السينوغرافيا ناتج عن عدم معرفة جيدة بأصوله ،رغبة في التفرد وخلق هالة خاصة بهذا أو بذاك الشخص ناتج عن الاتكاء على الشكل بالدرجة الأولى مما يؤدي إلى استغفال غير المطلعين بالحد الأدنى ،التعلق بكل وارد من دون تمحيص وتفحص واستقباله كأي موضة لا بد من مسايرتها لإثبات أننا ” حداثيون ” وسائرون في المقدمة من الركب ،رغبة مستشرية في التمسك بالشكل والاعتماد عليه وتقديمه على المعنى والمضمون ، اذن هذا المبدع يشخص الأخطاء في زمن ميت لا نجد فيه سوى التطبيل والتهريج ، فظل معزولاً في سجنه الكبير الذي أسمه ” العراق ” وكل محاولاته التي أتسمت بإظهار الجمال وتشخيصه عبر آلية الكتاب الذي عمل إليه سوى في كتابة المسرحية أو في البحوث التي أراد لها أن تكون بين أيدينا ،وهو المعترض على الكثير من المصطلحات ومنها مصطلح الثقافة ، لكن كيف يكون مقبولاُ أو مقنعاً قول ثقافة السلب والنهب ، أو ثقافة القتل والاغتصاب ،ثقافة العصيان ، ثقافة التدمير ، وكلنا يعرف الثقافة إلا كونها صفة ايجابية تهدف إلى التشذيب والتهذيب والتربية والصقل ومن أجل إزالة الشوائب الضارة ، وبالتالي ظل ” كوركيس ” الفنان والمنّظر خارج السرب يغني في العراق القديم والجديد لأنه يشخص الأخطاء ولكن لا منادي في زمن الأسفاف والتطبيل ،ولأنه يخالفهم ويقول لهم في الحياة ثمة أفعال وأعمال نمارسها على نحو تلقائي من دون التفكير بتصنيفها أوتبوبيها في خانة اصطلاحية معينة منتلك التجربة والتجريب فالتجريبية ، وهو بهذا يرشد ويوجه كل العاملين في المسرح العراقي لكي ينهض بالمستوى التنظيري والتطبيقي الذي عمل عليه من خلال نقل تجارب مهمةمن الادب المسرحي التشيكي وكذلك القصص والقصائد وغيرها من موضوعات فنية وأدبية ، وعلينا نحن أن نستذكر ولو بالشيء القليل هذا المبدع عبر أدواتنا البسيطة التي من خلالها يمكنناتوصيل صوته وهو حيُ باقفي أذهان محبيه ، هذا المبدع الذي ساهم في أكثر من خمسين تجربة مسرحية مابين الإخراج ، مخرج مساعد ،ممثل ، تصميم ديكور ومنفذ ، وإضاءة واختيار وموسيقى ومؤئرات صوتية ، دعاية وإعلام وإدارة مسرحية وغير ذلك من متطلبات الإنتاج المسرحي وذلك من خلال فرقة مسرح اليوم والفرق المسرحية الأخرى داخل العراق ، موكدأ ومن خلال كتابه ” أوراق من بغداد الجديدة ” الخلل الاستراتيجي في القيم الفنية والجمالية والفكرية في العديد من صفحات الكتاب الذي بين يدي ، يقول عنه ” عماد جاسم ” رحلقديسالمسرح ” ذلك العاشق للمسرح والقديس الصامت في محرابه ،مدمن الخسارات في الحياة والفن ، في المهرجانات والتكريمات وحتى في الاصدقاء ، لكنه لا يبالي ، وأنا مثلك وعلى طريقك ، لا أبالي