يدهشني أن كل الأشياء التي تركتها مبعثرة خلفك تترتب في رفوف مخيلتي….
رغم تلاشي رسائلك المكتوبة بربيع قلم لا تزال تنبت كالعشب في داخلي….
أنتزعك من مسام ورقي كالشوك يغزو فتحات جلدي أو كالبرد يهز أوتار صوتي….
تدهشني تلك الأحاديث التي تركناها مركونة على زوايا الأيام كألعاب طفل صغير جفت بريقها في عينيه….
كنت تشاكسني على فنجان قهوتك وتزاحم بها نهاري كأشراقة شمس ونبض حبر…
يا أنت لم تتقلص المسافات التي تمددت بمتداد سطر
ولم تنكمش صفحات أحرفنا على طول تمنياتنا…
يا أيها المستكين في ظلمة الأحاديث الملونة والملتحف بأثواب الضجر كيف لك أن تستعيد وقار كتاباتنا….
كنت أمشي على أطراف أبجديتك وكنت اتأرجح بمركب على موج عضبك وهدوئك…
رغم كل هذه التناقضات وإتساع الفجوات بين قلمك وورقي لاتزال كتاباتنا تشتبك بصلابة واقعنا…
أوراق مرتبة…