7 أبريل، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

أوراق بنما وما أدراك ما أوراق بنما؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنولوجيا المعلومات والإتصالات تغير المعادلة وتضع بيد الشعوب أسلحة ناعمة فعالة تخترق الحواجز وتعلو الأسوار العالية التي طالما أحاطت بها الحكومات نفسها لحجب الحقيقة وارتداء ثوب الفضيلة المزيف، إذا لولا الإمكانيات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات لما تمكن شخص مهما أوتي من قوة أن يستولي على مثل هذا الكم الهائل من المعلومات.أوراق بنما عبارة عن ملفات تحتوي على بيانات 40 سنة، مسجلة على 11،5 مليون وثيقة، تخص تعاملات مالية مشبوهة وغير مشروعة، بضمنها التعامل مع زعماء عصابات تهريب المخدرات والمنظمات الإرهابية والميليشيات المنفلتة مثل حزب الله اللبناني والدول المارقة مثل كوريا الشمالية وإيران، تديرها مؤسسة قانونية مغمورة في بنما تدعى موساك فونسيكا ولها فروع في هونغ كونغ وميامي وزيوريخ، ضمن شبكة من البنوك وشركات الظل ومشروعات التغطية، تتغلغل أذرعها الأخطبوطية في أكثر من 35 بلد عبر العالم، ولها خبرة هائلة في الإلتفاف حول القانون وحماية زبائنها من سرّاق المال العام، “الكرام النبلاء” الذين يصم دويّ ذكرهم الأسماع وتعمي هالة منظرهم الأبصار.داخل هذه العالم السفلي لا وجود للأوغاد والسفلة والمنحطين كما قد يظن القارئ ويتوقع عندما يقع بصره على هذه السطور، وإنما 12 من قادة الدول السابقين والحاليين، مثل بوتين الذي تتحدث الوثائق أن مقربين منه تمكنوا من تهريب 2 مليار دولار، ورئيس وزراء آيسلندا والباكستان والملك السعودي والأذربيجاني، وأكثر من 140 سياسي وموظف رسمي عمومي، بضمنهم ثلاثة من كبار مسؤولي الفيفا، إستغلوا قنوات رسمية مزيفة في الإتحاد الكروي ومؤسستة القانونية المسؤولة عن ضمان أخلاقيات العمل!، لفتح حسابات في ما وراء البحار، أحدهم، وهو النائب السابق للرئيس بالذات، وقد ثبت بالأدلة لدى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، أن 33 على الأقل من المستفدين من خدمات الشبكة السفلية هذه، متورطون مع الجريمة المنظمة والإرهاب العالمي وجرائم الدولة.نتذكر بهذه المناسبة ما قام به برادلي مانينغ، الجندي الأمريكي الذي كان يعمل محللا في استخبارات القوات البرية الأمريكية بالقرب من بغداد عندما سرّب 250 ألف وثيقة و500 ألف تقرير حربي وفضح العديد من الجرائم التي ارتكبتها قوات بلاده في العراق وأفغانستان من خلال الهاكر الأسترالي جوليان أسانج عبر الويكيليكس، ثم جاء مواطنه إدوارد سنودن موظف وكالة المخابرات المركزية، المنتدب للعمل مع وكالة الأمن القومي وسرب بدوره مئات الآلاف من وثائق الوكالة المصنفة على أنها سرية للغاية وألقى الضوء من خلالها على الواقع الهش لأنظمة المنطقة والعديد من أنظمة العالم الثالث وتبعيتها من جانب، وتغول الولايات المتحدة في كل مكان من جانب آخر، وتعاملها المذل في كثير من المواقف مع حلفائها.العالم يتغير ومراكز الثقل لم تعد مستقرة في مكان واحد وبإمكان شخص ضعيف أن يهز العروش ويزعزع القلاع المحصنة، وتلك لعمري عبرة لا يجب أن تفوت أي صاحب قلم وأي عامل في مجال الإعلام والكتابة[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب