10 أبريل، 2024 8:18 م
Search
Close this search box.

أوجه الشبه بين العراق وأفغانستان في هزيمة العقل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كلما أشاهد أخبار أفغانستان وعودتها السريعة الى سطوة حركة طالبان الظلامية .. أرى مستقبل العراق المظلم ، فنحن لا نختلف عنهم سوى بدرجة التخلف ، إذا كانوا هم نسبة التخلف لديهم 100% فنحن في العراق 70 % .. لكن الأصل واحد هو ان هذا التخلف بنيوي أصيل بيولوجي ، وليس بفعل التاريخ أو سوء التعليم وقلة الثقافة ، في أفغانستان حكم النظام الشيوعي البلد ، وكذلك تواجدت أميركا هناك وحاولت تغيير المجتمع وأرادت له المدنية والديمقراطية وكان الفشل بالمرصاد وإنتصر الفكر العشائري والطائفي والفكر الديني الإرهابي ، وفي العراق حكم الإستعمار الإنكليزي البلد وأضعنا الفرصة ولم نستفد من حضارته ، ثم جاءت أميركا بكل ثقلها العلمي والحضاري كذلك أضعنا الفرصة ، والمفاجأة الصادمة شهد العراق المزيد من تراجع المجتمع الى أحضان العشيرة و رجال الدين وإضمحلال المجتمع المدني ، وأنتج أعدادا هائلة من عصابات المافيا واللصوص والعملاء .

من يقرأ تاريخ العراق السياسي المليء بالصراعات والمعارك ، وغياب الهموم الوطنية عنه ، ومن يطلع على حوارات مايسمى ( النخب المثقفة ) وغطسهم في مستنقع الأيديولوجيات وإنغمارهم في أوحال الغوغائية … الإطلاع على هذه الكوارث يجعلك تشعر بالفجيعة واليأس من المستقبل ، ويتأكد من وجود حائط سميك أمام حركة التاريخ والتطور ، حائط من التخلف الأصيل يندحر أمامه العقل والأمنيات النبيلة لتطوير المجتمع وبناء البلد !

ليس أمام العراقيين أية آفاق للتغيير والإصلاح ، بل سيكون هناك المزيد من الصراعات الداخلية مادامت ثروات بيع النفط سائبة وتدر مليارات الدولارات على عصابات الأحزاب بدون رقابة ولا محاسبة .. لذا سيشتد الصراع الداخلي مع دخول عشائر البصرة والعمارة على خط سرقة النفط وإحتلال أرصفة على موانيء لأغراض التهريب ، وكذلك ليس من مصلحة إيران حصول التغيير نحو الأفضل للواقع السياسي في العراق ، إذ ان إستعادة سيادة الدولة وقوتها تعني للإيرانيين حرمانهم من نهب ثروات العراق والسيطرة على قراره السياسي ، وهذا التشابك في المصالح ما بين الأحزاب الشيعية والنظام الإيراني هو مرشح في الإستمرار بقوة في ظل تغيير إستراتجية الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط وخفض أهميته بالنسبة لمصالحها ، وضعف قوى المعارضة الشعبية بين صفوف العراقيين.

علينا توقع إنسحاب أميركا من العراق مثلما حصل في أفغانستان .. وتركه نهبا للفوضى والخراب .. لاحظ أفغانستان منذ آلاف السنين وهو بلد متخلف مهمل دوليا ، فما المانع ان يكون العراق كذلك حاله حال لبنان واليمن والصومال والدول الأفريقية واللاتينية .. وكم كان المسؤول الأميركي صريحا وبليغا حينما علق الإنسحاب الأميركي من افغانستان قائلا : (( لايمكن ان نكون أكثر حرصا من الأفغان على بلدهم )) بمعنى هذا شعب ميؤوس منه هو لايريد التطور والديمقراطية ولايمكن ان نكون حريصين عليهم أكثر منهم على بلدهم ، وهذا القول ينطبق على خراب العراقيين وتدميرهم لوطنهم ، كيف يمكن ان تتطور الشعوب والعقل مهزوم أمام سطوة العشيرة ورجل الدين والطائفة والقومية .. ومصالح الساسة وأحزابهم ، وكسل وعدم دفاع الشعب عن حقوقه وغياب الهدف الوطني المركزي في التنمية و البناء والتقدم ، من هم في العراق الذين يفكرون بمصالح وطنهم أولا ؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب