لم يمض شهر على تحرير الكويت (مارس عام 1991) من قوات الاحتلال العراقي على ضوء قرار مجلس الامن (660) القاضي بسحب العراق ل”جميع قواته فورا ودون قيد او شرط الى المواقع التي كانت تتواجد فيها قبل الاحتلال” حتى اعقبه قرار آخريحمل رقم ( 688 ) وبنفس العام (ابريل 1991) والذي اجبر العراق بموجبه سحب قواتها من كردستان .
وتحرر البلدان من ربقة النظام الدكتاتوري الصدامي البغيض وبدءا بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال “المؤقت بالنسبة للكويت “حيث بدأ الغزو من 1990 وانتهى في 1991″والاحتلال الطويل المزمن الجاثم على صدر كردستان منذ ان وضعتها بريطانيا وفرنسا تحت تصرف السلطات القمعية في العراق وفق اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية منذ تأسيسه عام 1921) ..البَلَدان بدءا بلملمة اوضاعهما واستعادة عافيتهما بعد فترة من الخراب الشامل.
اطلت الكويت من جديد على المشهد السياسي والاقتصادي العالمي وازدهرت مؤسساتها وظهرت اقوى من الأول ، ومن جانبها انكفأت كردستان في بيتها واقامت مؤسسات دولة لم تكن موجودة من قبل كتشكيل الحكومة والبرلمان وطورت من علاقاتها السياسية بالدول الإقليمية والدولية و وفرت الامن والأمان للمنطقة وتحولت الى ملاذ آمن لمئات الالاف من النازحين واللاجئين وفتحت أبوابها للاستثمار الأجنبي من خلال إقرار قانون الاستثمار وبدأت ببناء شبكة من الجسور والطرق والانفاق من الصفر ، و “قمنا بإعادة إعمار آلاف القرى التي دمرها البعثيون وأنشأنا صناعة النفط واقتصاد السوق الصاعد” وفق ما جاء في مقال كتبه رئيس إقليم كردستان “نيجيرفان بارزاني” لصحيفة “التايمز” البريطانية ، وتابع بارزاني الذي وضع اللبنات الأساسية لاقتصاد الاكتفاء الذاتي من خلال تنويع مصادر الاقتصاد ، ان قرار الحظر الجوي الاممي قبل 30 عاما “سمح لنا ببناء دولتنا” ، وأشار ان اقليم كوردستان تحول الى مضافة لاكثر من ” مليون لاجئ سوري ونازح عراقي فروا من داعش وكانوا سيقتلون او سينضمون إلى هجرة اللاجئين إلى اوروبا لو لم نفتح ابوابنا”.
مهما كانت أوجه التشابه بين الحالتين الكويتية والكردستانية فانهما مختلفتان تماما ولا يمكن مقارنتهما باي حال من الأحوال ، الكويت دولة مستقلة ذات سيادة عضو في المجتمع الدولي ، بينما مازال أقليم كردستان يأن تحت وطئة الاحتلال العراقي”الرسمي” وليس عضوا في الأمم المتحدة و محروم من كل الامتيازات القانونية الدولية..
مجلس الامن شكل للكويت لجنة خاصة بالتعويضات عن الاضرار التي لحقت بها جراء الغزو وفق قرار (692) واجبر العراق على دفع مبلغ وقدره 52.4 مليار دولار على شكل دفعات تقتطع من صادراته النفطية ، وآخر دفعة كانت بقيمة نحو 630 مليون دولار ، بينما سويت خمسة الاف قرية كردستانية بالأرض وقصفت عشرات مدنها بالقنابل الكيمياوية”غاز الخردل وغاز سيانيد”وآخرها كانت مدينة”حلبجة” بالإضافة الى وأد 182 الف انسان مدني بريء ، أطفال شيوخ في الصحراء الجنوبية ، وفظائع أخرى لا تعد ولا تحصى ارتكبها النظام البعثي ، ولكن مرت على المجتمع الدولي مرور الكرام ، لا تنديد ولا تعويض ولا عقوبة على المجرم ، كل ما فعله ان اخرج القوات الغازية من وطننا وسلمه لنا قفرا خاويا ومدمرا وقال لنا ؛ هيا عيشوا حياتكم ودبروا احوالكم!
والنتيجة ان غزو الكويت لفترة سبعة(7) اشهر كلف العراق 52 مليار دولار ، بينما غزو العراق لكردستان وتدميرها طوال 101 عاما لم تكلفه سنتا واحدا!
وعندما طالبنا بحقنا في الاستقلال والانفصال عن المحتل سنة 2017 وقف المجتمع الدولي ومعه المسلمون ضدنا .. وخذلونا و..العالم دائما يخذلنا.