23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

أوجة التشابه والاختلاف في الملف السوري الفنزويلي بين روسيا وامريكا

أوجة التشابه والاختلاف في الملف السوري الفنزويلي بين روسيا وامريكا

ليس غريبا على الولايات المتحدة الأمريكية ان تتدخل في شؤون الداخلية للدول الأخرى فهي نصبت نفسها بدون تفويض شرطيا على أرض المعمورة وعادة ما تختلق الذرائع والحجج من أجل تظليل الرأي العام وتجييره لصالحها مستغلة قوة نفوذها في مجلس الأمن الدولي وتأثيرها الاقتصادي على العالم والقارة العجوز وخلق اتباع سواء كانوا صامتين او ناطقين مؤثرين ام غير مؤثرين وتصنع جبهة عريضة تحت عدة مسميات من أجل تحقيق أهدافها حتى وان كانت هذا الجبهة عديمة الون والطعم والرائحة كما في مشاركة دول إفريقية في جبهة الأمريكية
وعادة ما يقف حائلا دون تحقيق أهدافها باستصدار قرار أممي يعطيها الغطاء الشرعي للتدخل هو موقف روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن لذلك تلتف حول القرارات وتتدخل وتضرب الشرعية الدولية عرض الحائط وقد تم إحصاء نحو مائتي تدخل عسكري أميركي في العالم، علني وسري، بعضها لتثبيت حكوماتٍ وأخرى لإطاحة حكومات، كما شاهدنا بالعراق واليمن وحتى سوريا تلك الدول التي جرى عليها ما جرى بعد التدخل الأمريكي وبما أن روسيا أصبحت اليوم تمتلك قوة التأثير الذي يقابل القوة الأمريكية فإن موازين القوة قد تغيرت بعض الشي وأصبح لروسيا شان عظيم ولها مناطقها الخاصة والتي لا يمكن لأحد تجاوزها وكما شاهدنا كيف أدارت واشنطن ظهرها عن حلفائها في حربها بسوريا “غير ماسوفة عليها” بعد أكثر من ٨سنوات من الصراع وتركت الأمر للروس من أجل حماية مصالحها ؟
وموسكو وواشنطن ،كلاً يعرف حجم الآخر وليس من المنطق ان يتجاوز أحدهما على الآخر وما نسمعه من تصريحات لا يتعدى سوى استعراض عضلات ليس الا.. لذلك بقيت سوريا صامدة رغم حجم الانفاق العربي المهول والشعارات التي تم رفعها من أجل إزاحة الأسد وبالتالي تركت حلفائها ومضت نحو هدف آخر ، وعلينا ان نعرف ان الأمر مختلف و معكوس تماما في فنزويلا فهي منطقة نفوذ أمريكية لابد لموسكو ان تعي هذة الحقيقة و انها غير سوريا؟ وان تدخل الروس لحماية مادورو ربما لن يكتب له النجاح لعدة اعتبارات ومنها كما أسلفنا كونها أي كاراكاس تقع ضمن المصالح الأمريكية وكما وصفها الإعلام الأمريكي” بالحديقة الخلفية” لهم اضافة الى انها ( غنيه بالبترول )وهذا العذر وحدة يكفي للتدخل على عكس سوريا التي عبارة “عن حجارة ورمال وموت” كما وصفها ترامب وبما أن امريكا ليست بالسذاجة و تعرف جيدا بأن روسيا هي ليست دولة صغيرة حتى تقاتلها وان قتالها لا يشبه الذهاب بنزهة ، ولكن واشنطن لاتقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الدول الاشتراكية بدأت تشكل خطرا على وجودها وحماية مصالحها فهي تعمل جاهدة من اجل تفكيك المعسكر الاشتراكي الشيوعي بكل ما اوتيت من قوة ، وهذا ما يتطلب حزما من واشنطن بضرورة لجم الصين وكوريا وكوبا وفيتنام ودول الإشتراكية اخرى يبلغ سكانها اكثر من مليارين نسمة يدينون بالولاء الى الشيوعية والاشتراكية فقوتهما تعاضمت كثيرا وأصبحت هذة الدول تشكل خطرا مما يعرقل تحقيق واشنطن لمصالحها وفق النظام الرأسمالي الذي تقوده من أجل السيطرة على العالم، علينا أن نعرف حقيقة اخرى ان ترامب لا يحب تحقيق أي شيء من خلال الحروب لأنه يعرف تكلفتها الباهضة وربما لا تأتي النتائج كما يخطط لها فهو يبحث عن نصر من نوع آخر وهو نصر “سياسي” اقتصادي” كما في حصار ايران والصراع العربي الإسرائيلي لذلك ستكون الحرب بالنيابة بين واشنطن وموسكو فكلا يدعم حليفة فالأخير يدعم الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو واشنطن تدعم الزعيم المعارض خوان غوايدو وهذا يعني أن كاراكاس أمام حرب أهلية مدمرة الى ان تتم صفقة بين موسكو وواشنطن ويتقاسموا مصالحهم وفق مبدأ لا غالب ولامغلوب..