18 أبريل، 2024 4:28 ص
Search
Close this search box.

أوتار القيثارة السومريه بأيادٍ سياسيه… ولعلاوي اللحن الأجمل

Facebook
Twitter
LinkedIn

في تصور فني بسيط للوضع العراقي منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا، ومن تصريحات رجالات الدولة بإتهام بعضهم بالعزف على اوتار مختلفه، نستلهم اختيارنا في تمثيل العراق ارضا وشعبا كالقيثارة السومرية التي يعود تأريخها الى عام 2450 ق.م. وتعتبر أقدم آلة موسيقية عرفها التأريخ، فهي رمز لكل العراقيين ومحببة لديهم لجمال منظرها وإرتباطها بالحضارة العراقية الأصيله، حيث انها قيثارة لا تقدر بثمن على الاطلاق، كما انها تعطي لحنا جميلا، فنحن شعب يعشق كل انواع الجمال رغم تعدد الاطوار الحزينة من الماضي الى الحاضر وربما وصولا الى المستقبل، ولصياغة أعذب الالحان لابد من مشاركة جميع الأوتار في لحن واحد، حيث تمتلك القيثارة أحد عشر وتراً يمكن القول بأنها تمثل أطياف الشعب العراقي.

سلمت القيثارة السومرية إلى الحكام الذين تولوا رئاسة وزراء العراق كأمانة واجب الحفاظ عليها ونأتي بذكر جميع المؤتمنين وما قدموه من مقطوعات إنعكست على الشارع إنعكاسا سياسيا واضحا.

الدكتور اياد علاوي في فترة توليه رئاسة الوزراء يجمع بين الأوتار بفنية رائعة وإحتراف يملؤه الامل، فقدم في فترة قصيره لحنا جميلا أشبه بلحن إنشودة موطني ليرضي بذلك كل الأذواق واضعا بصمته التأريخية لتذكر بين الحين والآخر على إنها ألأجمل وألأكثر وطنية من غيرها.

ثم يستلمها السيد الجعفري ليقدم لحنا غير مفهوم على الاطلاق، لم يكن ذلك اللحن وطنيا ولا كونفوشوسيا حتى، بل إقتصر أمره بالعزف على وتر واحد وترك بقية الأوتار مهملة دون النظر إليها. فأضاع بذلك فرصته للمحافظة على اللحمة الوطنية بل وترك القيثارة مهملة يملؤها الغبار غير آبه لها.

جاءت فترة المالكي الذي عمد الى تقطيع جميع الأوتار وبتمزيق كامل، وإضاعته أجزاء كبيرة منها وعلى مدى ثمان سنوات، معتمداً على غطرسته بأنشودة “ماننطيها” واضعاً الشعب في أسوء صورة للعراق الجديد، وللقناعة المطلقة لجميع الشركاء والمتأخرة في رؤيا الواقع المزري اقصي المالكي ليُرَفع السيد حيدر العبادي رئيساً لوزراء العراق،

العبادي يستلمها بنظرة حزينة وحائرة على ما وصلت إليه الامور والفوضى العارمة التي خلفها سابقه، دون القدرة على ارجاع اوصال القيثارة المنهوبة وبدون دراية من أين يبدأ، فوجد الشعب بأجمعه يلتحم ويقدم نفسه كقيثارة بديلة في أجمل صورة وبأعذب الالحان، إلا ان دولة الرئيس وعلى ما يبدو لايمتلك الحس الوطني، ولا الجراءة في اصلاح ما افسده غيره حيث بدت هناك معزوفات خارجية تفرض انغامها على النغم الوطني محطما بذلك آمال الشعب أجمع.
ولايزال الشعب ينتظر رجل المرحلة والمستقبل على أمل بناء مستقبل واعد للملمة أوصال العراق ومحاسبة السراق وليعود لحن موطني يعزف على اوتار القيثارة السومرية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب