23 ديسمبر، 2024 6:01 م

أوباما يتراجع عن مواجهة أيران مادلالات ذلك ؟

أوباما يتراجع عن مواجهة أيران مادلالات ذلك ؟

بعد أربع وثلاثين سنة من المواجهة بين أيران وأمريكا يعلن الرئيس ألامريكي أوباما رغم الضغوط والغضب ألاسرائيلي التراجع عن مواجهة أيران , وترجيح كفة المفاوضات والحوار , ويعلن أوباما : أن ألاستمرار بالمواجهة مع أيران أمر مكلف لافائدة من ورائه ؟
كانت أيران أيام الشاه هي شرطي الخليج ألامريكي , ولم نسمع في تلك ألايام من أمارات الخليج والسعودية مانسمعه اليوم من تحريض طائفي والسعي الحثيث لآشعال نار الفتنة بين شعوب المنطقة معتمدين على الجماعات التكفيرية ألارهابية التي أصبح عملها في العراق عدائيا عشوائيا يعمل  للقتل  من أجل القتل وعمل من هذا النوع يلقي المسؤولية على جميع العراقيين مسلمين ومسيحيين وصابئيين وأيزيديين والمسلمين منهم الشيعة والسنة بمرجعياتهم وبمثقفيهم وسياسييهم وعشائرهم , ولا أقول العرب وألاكراد لآنهم جميعا مسلمين مشمولون بخطاب ألاسلام , ومن لايعتمد هذا العنوان فهو شريك في التوجه المعادي لهذه ألامة والذي تسعى اليه الصهيونية مستغلة وجود الغطاء ألامريكي لها والذي لم يعد قادرا على ألاستمرار بنفس روح وأندفاعة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات مرحلة التفرد بأحادية القطب عالميا والذي أنتهى على مشارف الحالة السورية بعد أن أنهكته الحالة العراقية وألافغانية , فعاد يبحث عن أدوات تبعده عن التدخل المباشر وتكاليفه , ولكنه أي ألامريكي لم يحسن أختيار ألادوات فأقتربت النار منه لذلك لم يعد يرى من مصلحته أستمرار المواجهة مع أيران ؟
وقرار التراجع عن المواجهة مع أيران فيه شيئ من الحكمة والتعقل يحسب لصالح ألادارة ألامريكية ولكن بشرط ألالتفات الى متغيرات المنطقة والعالم وأحترام أرادة الشعوب والتي سيكون الشعب العربي والشعب ألايراني في مقدمتها , ولكن لآن أنظمة الشعوب العربية لازالت غارقة في مشاكلها مع شعوبها , فلن يتحقق شيئ في العاجل للشعب العربي , بينما سنرى أن الشعب ألايراني سيحظى بتقدم واضح لصالح أرادته لآن نظام الحكم فيه يستند الى قاعدة شعبية واسعة تجاوزت العقد الطائفية ووقوفها في مساندة ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان من مصاديق ذلك , ثم أن نظام الحكم في أيران رغم وجود بعض الملاحظات ألا أنه أستطاع أن يبني وينتج ويقدم صناعة لانقول أنها تنافس الصناعات المتطورة ألا أنها ملفتة للنظر وتستحق ألاحترام , فالمرأة في أيران مثلا أصبحت ناطقة بأسم وزارة الخارجية ونائبة لرئيس الجمهورية والمرأة ألايرانية في مجال ألاعلام والفن والممثلات خصوصا أصبحن ولو ظاهريا ينسجمن مع الظهور الذي يريده ألاسلام في ألاداء الملتزم لذلك أصبحت المسلسلات ألايرانية أكثر قدرة على أقناع المشاهد العربي , وهذا نجاح يحسب للآيرانيين محليا وأقليميا وعالميا , بينما لم يحرص ألاعلام العربي والعراقي خصوصا على أحترام عادات وتقاليد المجتمع العربي وعقيدته ألاسلامية التي لاتزال تشكل منبع الحيوية وألاندفاع في النشاطات ألاجتماعية , ولقد قرأت أخيرا لمدير شبكة ألاعلام العراقية رأيا يطالب فيه المنبر الحسيني أن يكون منفتحا لغير المعممين من علماء ألاقتصاد , وعلماء النفس وألاجتماع وخبراء السياسة والدولة , ونحن نقول هذا صحيح , ولكن هل أن مدير عام شبكة ألاعلام العراقية طبق هذا في مجال عمله ” قناة الفضائية العراقية وفتح أبوابها للاختصاصيين والمفكرين ؟ وهل سأل نفسه ماذا عمل لصحيفة الصباح التي عمل رئيسا لتحريرها , هل أصبحت تستحق ماينفق عليها من أموال الدولة وأستقطبقت ألاقلام العراقية التي أنتشرت تطرز صفحات الصحف والمواقع وظل هو يتناحر مع من عملوا معه من الذين ربحوا ألامتيازات وخسرت المؤسسات ,  أم درج على مادرج عليه من كانوا قبله مما حول الفضائية العراقية الى عاملة بالمناسبات ليقال عنها أنها تحتفي بالمناسبات ولكن مع غياب المضمون والمفهوم فقبل أن يعطي ملاحظاته للمنبر الحسيني عليه أن يلتفت الى الفوضى التي تعم برامج الفضائية العراقية
وتبقى دلالات التراجع ألامريكي عن مواجهة أيران تسجل حجة جديدة ضد الذين أنساقوا مع حملة العداء لآيران وهي حملة صهيونية نجحت في تسويقها المديا ألاعلامية المملوكة لآنظمة التبعية في المنطقة والذين سيكتشفون أنفسهم في ساحة مهجورة من ألاتباع بعد أن بدأت مصادر تمويل تلك الحملة تتعثر ويختلف محرضوها والداعون اليها فيما بينهم على ألادوار التي ماعادت تغري الكثيرين عندما رأوا ماحل بأمير قطر ومايواجه أوردغان تركيا من مشاكل جعلت بعض نواب حزبه يعلنون خطأ سياسة أوردغان رغم كونه لازال يحرص على العلاقة مع أيران , وهذا النمط من التعشيق السياسي لم نجده عند الذين تحمسوا لعداء أيران في العراق والمنطقة العربية , ومن هنا سيكون مصير الكتاب الذين أندفعوا لموجة العداء لآيران أنهم سيجدون عن قريب عالما جديدا لآنهم أستسلموا لآضغاث أحلام .