23 ديسمبر، 2024 1:45 م

أوباما طائفيا وأمريكا فقدت مصداقيتها

أوباما طائفيا وأمريكا فقدت مصداقيتها

لم يكن أوباما واضحا في سياسته تجاه العراق لاقبل ألانسحاب ولا بعد ألآنسحاب , وكان متعصبا تجاه سورية بما لايتناسب ومواقف دولة تدعي أنها حامية الديمقراطية وأذا بها تتبنى تاجر مخدرات مثل أحمد الجربا ليكون رئيس مايسمى بألآئتلاف السوري المعارض في فنادق أسطنبول ولندن وباريس والدوحة وجدة والرياض , كل ذلك حدث ودمرت سورية وهجر شعبها , واليوم يعاني العراق من تمدد داعش في بعض المدن العراقية وأمريكا تعلم ذلك , وتعلم أن سلاح داعش غربي وقناصاته أسرائيلية وتعلم تمويله القطري والسعودي والكويتي وألآماراتي مثلما تعلم التسهيلات التي تقدمها تركيا الى التنظيمات التكفيرية ألآرهابية وعلى رأسها داعش وتعلم أن رجال مخابرات تركية يتنقلون مع عصابات داعش , كل ذلك تعرفه أمريكا فلماذا كل هذا الخوف والهلع من داعش وهل ماتقوم به أمريكا تجاه داعش صحيحا وجادا ؟ أما من حيث الصحة فالحرب على داعش صحيح من حيث المبدأ , ومفيد للمنطقة وللعالم , أما من حيث جدية أمريكا في حربها على داعش فالمسألة فيها نظر للآسباب التالية :-

1- لماذا ظلت أمريكا لاتحرك ساكنا عندم دخلت داعش الموصل نتيجة خيانة وتواطئ معروف ؟

2-  ولماذا أشترط أوباما تدخل أمريكا مرهون بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق وأمريكا التي تعلم كل شيئ في العراق أين كانت عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ؟

3-   ولماذا تبدو أمريكا فجأة وكانها حريصة على طائفة من طوائف العراق وهي التي كانت الى أمد قريب تعزلها ولا تثق بأهلها والمسؤولون ألآمريكيون كانوا يظهرون شكهم وخوفهم من أبناء تلك الطائفة الكريمة , بل أن ألآمريكيين هم من وضعوا أسس التفرقة وحلوا الجيش العراقي عند دخولهم بناءا على تلك التفرقة الطائفية , وكان ضباطهم حريصون على معرفة أي عراقي يتعرفون عليه هل هو شيعي أم سني , واليوم يطالعنا أوباما وكأنه حريص على السنة ويقول أنهم أبعدوا عن السلطة ؟ هل أوباما حقا حريص على حقوق أهل السنة في العراق ؟ أم أنها خدعة جديدة تمارسها أمريكا لتجد مزيدا من التدخل في شؤون العراق كما فعلت عندما دعمت صدام حسين وكانت صحفها منذ عام 1969 تنشر صور صدام حسين وتقول هذا الشاب له مستقبل في العراق ومخابراتها كانت تدير تلك اللعبة حتى ورطوا صدام حسين بحرب الجمهورية ألآسلامية في أيران وعندما بدأ صدام يتمرد على طاعتهم أسقطوه , وألآمثلة التاريخية كثيرة , ولكن مايهمنا في العراق ونحن نعاني من ألآرهاب التكفيري الذي نمى وترعرع في أحضان مملكة أل سعود وعربان الخليج ثم أستعمل أمريكا في حرب أفغانستان حيث تمدد تنظيم القاعدة ووجد من الشحن الطائفي المترسب عبر سيل من الروايات المنحرفة عن الحق لصالح سلطات زمنية مثل السلطة ألآموية والعباسية ثم العثمانية ثم أنظمة تبعية سايكس بيكوالتي أعطت الذريعة لتنظيمات ألآرهاب التكفيري أن تجد لها متنفسا ومبررا لآعدائها الخلافة مستفيدة من جهل وتعصب طائفي ومن فقر وفساد متفشي في أنظمة دول المنطقة وفي مجتمعاتها المتخلفة في كل شيئ  , فهذه داعش اليوم بعد أستيلائها غير المستقر على بعض أبار النفط في سورية والعراق بدأت تعلن أنها تعطي لكل من يريد من أتباعها أن يتزوج بيتا للسكن مع راتب 400 دولار ومنحة زواج ” 1200 ” دولار وللمهاجر منحة ” 400 ” دولار زيادة على راتبه و ” 50 ” دولار لكل طفل و” 100 ” دولار عن كل زوجة وبنزين لسيارته  , والسؤال من أين لها داعش كل هذا المال ؟

4-  ونعود لآمريكا وأوباما لماذا لم يسلحوا الجيش العراقي ولماذا بقيت أمريكا تقدم رجل وتأخر أخرى في تسليح الجيش العرااقي ولماذا كانوا يشترطون في المتقدمين للتدريب على الطيران الحربي ألآ يكونوا من الشيعة ؟ نقول هذا ليس من باب الطائفية التي نمقتها ولكن من باب حقوق كل المواطنين العراقيين من عسكريين ومدنيين لماذا تتعامل معهم أمريكا وأذابها في المنطقة هكذا؟ ولم يتوقف ألآمر على أمريكا بل أن دويلة صغيرة مثل ألآردن كان ضباط أمنها يمنعون من كان أسمه شيعيا من الدخول الى ألآردن ويدعون أن هذه تعليمات من أيام صدام حسين , والسؤال هنا للحكومة العراقية التي تعطي النفط للآردن بأسعار زهيدة لماذا لم تحسم هذا التصرف الشائن ضد العراقيين من قبل ألآجهزة ألآمنية ألآردنية وأخرها المؤتمر المشبوه الذي عقد في عمان لدعم ألآرهاب ؟

أن أوباما بتصريحاته عن الحكم وأهل السنة في العراق أنما يتدخل تدخلا سافرا في شؤون العراق الداخلية لاسيما ونحن على أعتاب تشكيل حكومة جديدة ,بما يعني أنه ضغط على رئيس الحكومة المكلف , وهذا التدخل يمنح داعش مزيدا من الغلو في مواقفها ويعزز من شعبيتها المبنية على الحقد الطائفي وفتنته المقيتة , ثم أن أمريكا بدعواتها ألآخيرة لجمع الحشد ضد ألآرهاب تفقد مصداقيتها ومصداقية ديمقراطيتها التي لم تعد تحظى بقناعة الشعوب التي ذاقت المرارة كالشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي الذي عرف الكثير عن تخبط أمريكا وحلفائها والتابعين لها رغم أنه لايزال غير قادر على التخلص من أرباك منظومة القيم التي جعلته ينتخب الجهلاء والمرتشين والسراق والمتزلفين ومن ضيعوا حقوقه وهدروا كرامته وضيعوا سيادته وأضعفوا دولته ولازالوا يتصارعون على المناصب وداعش تعيث بالعراق فسادا , ولو كان هناك وعيا شعبيا حقيقيا لقامت التظاهرات ضد فساد أحزاب السلطة , وضد فساد الذين لازالوا يعوقون تجهيز الحشد الشعبي التطوعي ومنهم من كان وراء مجزرة سبايكر التي لو حدثت في دول أخرى لآسقطت حكومات , أن الذين تلكأوا في تدريب وتسليح الجيش العراقي يجب أن يحاسبوا ويحالوا للقضاء لآنهم خدعوا الشعب وهدروا المال العام , ولم يحسنوا دارة الدولة والملف ألآمني الذي تركوه بأيدي فاسدة لو عرفها الشعب وعرف ماذا تعمل وكيف تدير العمل لكفر بها وبمن كان ورائها , وأخيرا لنا عتاب مع السيد رئيس الجمهورية في تصريحاته لوكالات وصحف أجنبية عن ضعف الجيش العراقي مبينا لتلك الجهات عدم قدرة الجيش العراقي على مواجهة داعش لوجود أسلحة متطورة عند داعش وعدم وجودها عند الجيش العراقي وتصريح من هذا النوع ومن هذا المستوى الذي هلل له البعض جريا على مسلسل العواطف التي لاتميز بين الناقة والجمل , والسيد رئيس الجمهورية لم يكن بعيدا عن السلطة بل هو من مكوناتها طيلة السنوات الماضية ويعرف أشياء كثيرة منها عدم تسليح الجيش ورئيسه جلال الطالباني كان يقول عن المالكي لايصلح في مكان المالكي ألآ المالكي نفسه ؟ فلماذا لم يستثمر الدكتور محمد فؤاد معصوم وجوده في مجلس النواب ليثير تلك المسائل وهو من واجباته ومن حق الشعب العراقي عليه , أن المقارنات بين داعش والجيش العراقي بهذه الطريقة فيها تهوين للجيش وتشجيع لداعش وهي مسؤولية يعرفها أخصائيو الحرب النفسية