20 مايو، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

أوباما بين نارين … رؤية إستشرافية

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الحقائق التي لا ينتطح عليها كبشان ولا يختلف عليها اثنان أن الموقف الذي اتخذه الرئيس أوباما بصدد استخدام النظام الحاكم في سوريا لأسلحة الدمار الشامل في قتل الشعب السوري المبتلى بطاغيته بشار الأسد لم يكن انتصافاً للأرواح التي أزهقت ولا الدماء التي سالت فقد تجاوز عدد الشهداء منذ بدء الإنتفاضة اكثر من مئة ألف شهيد واعداد النازحين تجاوزت الملايين بحث اصبح اكثر من ربع الشعب السوري مهجر دون أن يرف جفن لدعاة الانسانية في العالم الغربي ، ولكن الذي أثار حفيظة أوباما هو تجرؤ بشار على اللعب بورق الكبار واستخدام اسلحة لا يجوز استخدامها الا من قبل الكبار وهذه هي القواعد التي حددها الكبار ورُب سائل يسأل من الذي ضرب هيروشيما وناكازاكي ومن الذي ضرب الفلوجة وباقي مدن العراق بالأسلحة المحرمة دولياً ؟ أوَ ليس أمريكا نفسها !!! ولعل حالات التشوه الخلقية في الفلوجة وحدها بفعل استخدام تلك الاسلحة بلغت ارقاماً مخيفة والبصرة الفيحاء وحدها تجاوز عدد المواطنين المصابين بالسرطان خمسة وستون الف مصاب ومبتلى !!!
اذن لابد من اجراء رادع لئلا تتجرء باقي الدول على ان تحذوا حذو بشار خاصة مع تنامي الترسانة البايلوجية واسحلة الدمار الشامل والسعي الحثيث لامتلاك السلاح النووي أو التلويح باستخدامه من قبل كوريا وايران والصين و….ليكون بشار عبرة لمن اراد ان يعتبر ….والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تأخر الرد الأمريكي الفرنسي ومن تحالف معهم حتى اللحظة ؟؟؟
والجواب بكل بساطة سادتي أن أمن اسرائيل من أمن امريكا وبشار والقوى الداعمة له بدءاً بايران والعراق وباقي الأحزاب كحزب الله وغيرها من الأحزاب التي تحمل شعارات الهية هي الحليف الإستراتيجي لإسرائيل بعيداً عن الشعارات الزائفة التي لم تعد تنطلي الا على السذج ممن جعلوا اصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وعموا وصموا واقتنعوا ببلادة أو عن قصد بالاسطوانة المشروخة التي أكل عليها الدهر (محور المقاومة والممانعة …!!!؟؟؟) وواقع الأمر لولا هذه التحالفات لأنتهت اسرائيل منذ أمد بعيد وخير شاهد ماحدث في حرب حزب الله المزعومة التي اطلقت فيها الآف الصواريخ وحصيلة الخسائر من اليهود هم بضع عشرات من المصابين وكل الصواريخ تتساقط في أراضي لا يسكنها بشر رغم صغر المساحة الجغرافية لفسلطين عموماً وبالمقابل دمار يكاد يكون شاملا في لبنان لتنعم اثرها اسرائيل بأمان لم تحلم به ، فالبمحصلة النهائية هذا التحالف له الفضل في ديمومة وبقاء اسرائيل حتى اللحظة في قلب العالم الاسلامي والوطن العربي لذا فالحيرة ستلازم الرئيس أوباما اذا ما فكر في توجيه ضربة تأديبية إلى نظام حزب البعث الحاكم في سوريا والمدعوم من ايران وحلفائها في العراق ولبنان والمفارقة أن حزب البعث هو ذات الحزب المجتث والملاحق في العراق ؟؟؟ فبقاء الربيبة المدللة اسرائيل يتحتم عليه بقاء بشار ونظامه وتحالفه خاصة  وقد اصبحت سوريا هي الساحة التي تستقطب (الجماعات الجهادية المتطرفة ) من كل حدب وصوب وعززت من ديمومة زخم الاسلام السني المُمثل بالجيش الحُر في سوريا، ولا يخفى عليكم الاتحاد الذي نشأ في سوريا بين تنظيمي القاعدة في كل من العراق والشام ليطلق عليه (دولة الشام والعراق الاسلامية) ناهيك عن جبهة الجهاد والنصرة و قائمة الأسماء ستطول ، فاستهداف تحالف بشار يعني ترجيح كفة الاسلاميين والسنة وقد تكون الغلبة (للجماعات الجهادية المتطرفة الوافدة إلى سوريا من المجاهدين المهاجرين والمؤتلفين معهم ) الذين ان استقر لهم الأمر فلن تنعم لا اسرائيل  ولا سوريا بل وحتى دول الجوار بأمان ، وممن المعلوم أن سوريا ونظامها البعثي النُصيري يُمثل اليوم حجر الزاوية والقاعدة الرصينة التي يرتكز عليها (نظام ولاية الفقيه في ايران) فاذا ما تهاوت هذه الركيزة سيكون العراق هو خط الدفاع الأول عن النظام آنف الذكر مما يعني انتقال الصراع السوري إلى ارض العراق المبتلى ………
فمن وجهة نظري المتواضعة أن اوباما أمام خيارين ، الأول هو توجيه ضربة قد تكون زوبعة في فنجان أو كوخزة دبوس لا غير لضمان بقاء حكم حزب البعث النصيري في سوريا ، والخيار الثاني أن تتسارع الأحداث بعد توجيه الضربة الأمريكية المرتقبة على سوريا سينجم عنه رسم خارطة لتحالفات جديدة في المنطقة سينجم عنه تحالف نُصيري ، أيراني ، شيوعي اشتراكي ممثلاً بروسيا والصين وكوريا و…. وتحالف اميركي (مسيحي ) ممثلاُ بدول الاتحاد الأوربي، اسلامي سني يصاحبة ابراز لمظلومية السُنة التي ستتصدر واجهة الأحداث والصراع وهو بداية لحرب عالمية ثالثة تستهدف المعسكر الشيعي الشيوعي .
وأزاء تسارع الأحداث لا نملك الا استذكار حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) الذي ورد عن الفتن والملاحم القائل : تصالحون الروم(المسيحين) صُلحاُ آمناً وتغزون عدواً مشتركاً من ورائكم ……..
اللهم إحقن دماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ..
وأجعل بلاد المسلمين ديار أمن وأمان …
اللهم لم شعث المسلمين وأرأب صدعهم ووحد كلمتهم …
إنك ولي ذلك والقادر عليه ……………
[email protected]

    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب