26 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

أوان( الكنس )السياسي

أوان( الكنس )السياسي

قبل بضع أسابيع تداولت القنوات الفضائية ، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مشهد لنائب في البرلمان(الاوكراني) متهم بالفساد، وهو يحاول الهرب من الجموع الغفيرة، والتي كانت تطارده بالقرب من مبنى البرلمان، وبعد القاء القبض عليه من قبل الغاضبين، تم حمله ووضعه في حاوية نفايات.وبغض النظر عن مافعله هذا النائب(الاوكراني) فانه بالتأكيد  لم يصل به الامر الا ان يفعل مافعله بعض من الساسيين العراقيين، من الذين يجلسون على كراسي المسؤولية والحكم في اعلى قمة الهرم؟. حيث وصل الامربالبعض منهم الى ان يكونوا أداة للاجندة الخارجية، والتي ارادت وتريد اغراق العراق بالفوضى وعدم الاستقرار، ووحل الطائفية، بل انهم كانوا أداة للارهاب الداعشي ومن قبله القاعدي، من خلال توفيرهم الغطاء السياسي والقانوني للقتلة والمجرمين، مستغلين حصولهم على الحصانة العرفية اوالقانونية الممنوحة لمن في السلطة التشريعية اوالتفيذية..بل وتوفير البيئة المناسبة في مناطقهم وتحت انظارهم ورعايتهم لتكون حواضن للارهاب المحلي او المستورد(اذا صح التعبير). وذلك عن طريق الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لكل التوجهات المعادية للعملية السياسية في (عراق) مابعد الاحتلال الأمريكي، وما حصل في ساحات الاعتصام ومنصاتها، والتي سبقة نكسة حزيران العراقية في سنة(2013)
والمدعومة من كبار قادة الأحزاب في محافظات العرب السنة، الى دليل قاطع على مااقول.حيث تحولت الساحات المذكورة ومنصاتها سيئة الذكر والصيت، الى مقر وممر لشذاذ الافاق وخطباء الشيطان ودعاة الفتنة،بل ولقتل الأبرياء من الجنود العزل من السلاح، وتحت مرى ومسمع الحشود الحاضرة،ووسط صيحات(التكبير) الداعشي، ولتكون بداية الشرارة للخطة الجهنمية المرسومة والمعدة سلفا في دهاليز مخابرات  دول إقليمية شقيقة وصديقة للعراق، لاسقاط العملية السياسية فيه، وإعادة عقارب الساعة الى الوراء. ولكن بحمد الله وفضله، وفتاوى المراجع العظام، وهمة الشرفاء من الحشد الشعبي والقوات الأمنية، خاب ظنهم وخسرت رهاناتهم، وانقلب السحر على الساحر. ان عملية( الكنس) السياسي يجب ان تبدء التهيئة لها من الان، متزامنة مع عمليات تحرير وتطهير الأراضي المحتلة من الدواعش. عن طريق اظهار الحقائق ومحاسبة المخطيء والمقصر والفاسد والسارق والمزور، في كل مفصل من مفاصل الدولة العراقية وتحت أي عنوان يحمله هذا المخالف للقانون، بغض النظر عن دينه وقوميته ومذهبه، فليس الإرهاب وحده من اوصلنا الى مانحن فيه من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية..وانما كان جزء من سلسلة كبيرة من الأخطاء ، والتي تراكمت وتضخمت وانتجت المصائب والنوائب على هذا البلد الجريح، وخاصة وبالأخص نظام (المحاصصة) الذي بلينا به منذ سقوط النظام السابق وحتى الان. انها دعوة لابناء المناطق التي ضربها واحتلها الإرهاب، في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى..ان يقولوا لمن انتخبوهم واوصلوهم الى اعلى الهرم السياسي: ان كفوا عن المؤامرات والدسائس والادعات الضالة والمضلة، والتي أوصلت العراق وبالأخص محافظاتكم وسكانها الى ماجرى ويجري عليها من الدمار والخراب.انها دعوة لاخوتنا(الكرد) في كردستان العراق، ان يقولوا للسادة القادة هناك: اننا جزء من العراق، وان حفظ حقوق الوطن الأصغر لايمنع من إعطاء وحفظ حقوق الوطن الأكبر. وان عليهم ان يتعاملوا مع شركائهم في الوطن كشراكة اخوة في المصير، لا كشراكة التاجر الذي يهدد بفض الشراكة في كل حين، ولاي سبب؟. وتذكروا ان الشجرة مهما علت او كبرت، فانها ثابتة بفعل جذورها..لا بطول اغصانها او كثرة ثمارها. انها دعوة لابناء الوسط والجنوب، ان يقولوا لقادتهم وممثليهم: افضحوا الفاسدين وسراق المال العام، واطردوهم من مناصبهم ووظائفهم التي مكنتموهم انتم منها، ونظفوا احزابكم من بعض المتسلقين والطفيليين الجهلة من الذين اساءوا او يسيئون الى أحزاب كان لها شرف مقارعة الظلم والدكتاتورية. انها دعوة لوضع تشريعات قانونية تنظم عمليات الانتخابات للدورات القادمة،سواء البرلمانية منها او مجالس المحافظات،وبطريقة تضمن عدم وصول من لايستحق الى هذين المفصلين المهمين في الدولة العراقية.انها دعوة لجميع أبناء الشعب العراقي ان يكونوا أوفياء لدماء وارواح الشهداء، والتي سالت وتسيل في كل يوم فوق ارض المقدسات، ارض العراق، للدفاع عنه وتحريره من دنس الإرهاب.                         فهل من مستجيب؟؟؟ 

أحدث المقالات