ان توجيه الدعوة او استدعاء السيد المالكي لزيارة الولايات المتحدة الامريكية يقصد بها مناقشة تفعيل الاتفاقية الاستيراتيجية متزامنة مع تصاعد العمليات الانتحارية لعناصر دولة العراق الاسلامية و القاعدة بوتيرة غير مسبوقة كشفت حقيقة الخلل الكبير في اداء الاجهزة الامنية و الاستخباراتية و عجز القوات المسلحة من تقليل حجم الخسائر الكبيرة التي تلحق بالمناطق السكنية و الاسواق الشعبية و ما يستهدفه الارهاب من مناطق بعينها.
كما جائت الدعوة مع اقتراب موعد الانتخابات و تفاقم حدة الخلافات حول قانون الانتخاب المزمع تمريره في البرلمان، بجانب اخر فقد سبق زيارة السيد المالكي السيد اياد علاوي الى امريكا و ان كانت مبررات الزيارة جائت لاسباب صحية، و كذلك اعتزام رئيس البرلمان السيد النجيفي و رئيس اقليم كردستان البرزاني زيارة الولايات المتحدة ايضاً بعد ان تنتهي زيارة السيد المالكي مما جعل الكثير من المهتمين و المتابعين للشأن العراقي و تطورات المنطقة يفسرون الزيارة بانها قد تجاوزت الدعوة الى استدعاء للمالكي، و ان صح ذلك فانه يفسّر باتجاهين:
الاتجاة الاول: ان رأي المؤسسات الامريكية عدم القبول و الرضا من السياسة التي ينتهجها المالكي في ادارة شئون البلد من خلال استفرادة بالهيمنة و تحملة مسؤوليات كثيرة و كبيرة و حساسة دون ان يحقق شيئاً ملموساً، مع ان الزيارة قد اثيرت حولها الكثير من التساؤلات، يتجلى ذلك بمواقف بعض صقور الكونجرس الامريكي، منهم ( لينسي غراهام و جو ماكين). فقد قيموا الوضع بالعراق ( بالهش) و انه يقوم على اضطهاد الاخرين و الاستفراد بالسلطة مما افقد العراقيين طعم حياتهم. كما اكد ذلك الرئيس اوباما عندما اشار للمالكي انه ينظر للعراق ( انه بلد جامع للكل و ديمقراطي مزدهر) و دعا الى عدم تأجيل الانتخابات و ضرورة اعتماد استيراتيجية شفافة مع الشركاء. هذه مؤشرات هامة و خطيرة تثير الانتباه الى صورة حكم السيد المالكي و طريقة ادارته للسلطة و مستوى الاداء المتدني من وجهة نظر الادارة الامريكية مع ان المالكي يطمح الى اخذ موافقة المؤسسات الامريكية و اجهزتها بالترشيح لمرة ثالثة مما يشير لعدم موافقتهم او ان لهم رأي مخالف لطموحات المالكي في البقاء و الاستئثار بالسلطة.
الاتجاة الثاني: ان الولايات المتحدة لم تشجع تسليم الاسلحة التي سبق و ان طلبتها حكومة المالكي سواء طائرات ( اف ١٦) او الاسلحة الاخرى و التي تم التعاقد عليها بحجة انها تخضع لموافقة الكونجرس على مثل تلك الصفقات لكن الصورة الحقيقية ان المبررات توضح عدم تسليم الاسلحة خوفاً من استخدامها ضد الشعب العراقي كما يقال. و يبدو ان زيارة بعض قادة الكتل و علاقاتهم ببعض اعضاء الكونجرس ساهم الى حد كبير بتاخير تسليم تلكم الصفقات و ربما تمهيداً لالغائها، كما يبدو ان نجم المالكي قد أفِل، و ان حكومتة قد استنفذّت و استهلكت و فقدت بريقها، و هنا تم التركيز على جانب آخر و هو توفير بعض المعدات ذات العلاقة بمكافحة الارهاب و التدريب و اعتماد الخبراء.
ان ارتفاع وتيرة القتل و التفجيرات ربما هي بداية الى تحضير (سيسي العراق) او التمهيد لتحجيم السيد المالكي على نطاق المسرح السياسي و تقزيمه قدر الامكان، و من يدري.. فهناك نفوس شرهه للسلطة تترصد المالكي و تطمح باحتلال موقعه و قد يتم المجيئ بعادل عبد المهدي او اي شخص اخر و بذات الطريقة التي نصّب بها المالكي بعد استبعاد السيد الجعفري، و ما تصاعد العمل الارهابي و ما يدور في سوريا الا جزء من المطبخ الذي يعّد للمالكي بالذات.
و سنرى…..
[email protected]
004369910381116