14 نوفمبر، 2024 10:15 ص
Search
Close this search box.

أهوال السلطة الرابعة ومأساة صاحبة الجلالة!!

أهوال السلطة الرابعة ومأساة صاحبة الجلالة!!

من قال أن حال صاحبة الجلالة يتدهور الى هذا الحد من الانحدار، ومن كل هذه اللامبالاة التي تمتهن فيها السلطة الرابعة،وتتعرض كل يوم الى الاندثار والى غياب تلك الاقمار التي تفارقنا كل يوم، ولم يتبق غير الشموع نستذكر بين ثنايها بقية أمل يتشظى بين ركام الزمن الاغبر واهواله المفجعة!!
عراق يتمزق وتنحدر فيه القيم وتتهاوى الاخلاق وتتصارعه احلام العابثين بالسلطة ومشعلي الفتن لينحدر الشعب العراقي الأعزل الى هاوية سحيقة ، حتى ان تاريخه الذي كان زاخرا بالبطولات والمآثر، واذا به بين ليلة وضحاها يتحول ال رجال مدجنين لاحول لهم ولا قوة.!!
غوغاء وفوضى تعم العراق من اقصاه الى اقصاه، حتى اطفال العراق وشيوخه ونساءه وخيرة شبابه يذبحون كل يوم والسكاكين يقدمها لنا الحاكمون بأمر الله ، وبتوجيه من سلاطين الجيرة وأئمة الضلالة، ليرغمونا على اعتناق مذاهب، بالرغم من ان الدين واحد والرب واحد ، لكنهم اختلقوا لنا آلهة ما انزل الله بها من سلطان!!
عراق تمزقه الأحزان وصيحات الثكالى وعشرات الناس الابرياء تقتل كل يوم بسيارة مفخخة هنا أو عبوة ناسفة هناك او بغدر من تجمعات تعامل البشر كالحيوانات وتقدمهم قرابين لمن نصبوا انفسهم عليهم أولياء!!
صاحبة الجلالة تبكي حظها العاثر الذي اوصلها الى هذا المنحدر اللعين واصوات البعض ممن ادعوا تمثيلها او انغمروا في لعبة الاقتال الطائفي والمذهبي راحوا يحركون آلة الاعلام الرهيبة، لخدمة اطماع هذه الجهة او تلك التي تريد ان تسهم في حملة تقديم رقاب العراقيين قربانا لآلهة الضلالة، التي راحت تعيث في الارض فسادا وطغيانا واستهتارا بالاخلاق والقيم، واصبحت تلك المسميات الجميلة من ذكريات الماضي القريب!!
اجل حتى بعض المنضوين تحت عرش السلطة الرابعة من راح يدوس على قيمها ويخضع الاخرين لإرادته ، ليرغمهم على ان يقبلوا بإستباحة الديمقراطية واغتصاب جسدها على مرأى ومسمع الجميع، ولا أحد ممن يدعي انه راعيها او حامي كلمتها بمقدوره ان يرفع عنها هذا الوباء الذي يفتك بجسدها كالسرطان القاتل، وبقي صامتا او يردد مع الاخرين صيحات وشعارات لاتغني ولا تسمن ، وليس بمقدورها ان تحل رجل دجاجة!!
الكل خضع لقانون الغاب ولا احد بمقدوره ان يرفع عن البلد اهوال حروب داحس والغبراء وحرب البسوس، وهناك من يعيدنا الى اهوالها ويصيح ليل نهار اننا بدون ان نشترك فيها سنكون في خبر كان، والعراقيون اصبحوا كلهم في خبر كان..والناس تتحدث عن تاريخهم لتقول عنه انه من بقايا الماضي أي : كان ياما كان!!
صدقنا الدعاية الاميركية بأنها ستجلب لنا الامن والامان والحرية، واذا بنا لا أمن ولا أمان ولا حرية، بل دكتاتورية فاقت دكاتوريات العصور الوسطى غلوا وتطرفا واستهانة بالدم العراقي!!
والطامة الكبرى أننا صدقنا دعاية دول الجوار ورجال ديننا واصحاب العمائم ومن نصبوا انفسهم سلاطين علينا انهم سيعيدون لنا الكرامة المغدورة، واذا بكرامتنا وحريتنا تحت ظلهم تستباح كل يوم وسيادتنا تنتهك ويستبيح الغرباء ديارنا ويصبحون هم أهل الدار والعراقيون هم الغرباء!!
ليس صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة التي تحولت الى السلطة العاشرة بمقدورها ان تحمي عروش مملكتها ..وليس بمقدورها ان تكف الاذى عمن يغتال رجالها ، بل ليس بمقدورها ان تقول للظالم كفى ظلما واستباحة للدم العراقي، حتى ان العراقيين راحوا يكفرون بكل هذا القدر اللعين الذي سلط عليهم من لايرحموا شعبهم ولا يدعوه يبحث عن يوم للخلاص من ربق القتل والتدمير وانتهاك الحرمات!!
كل يوم تودع صاحبة الجلالة خيرة رجالها وصفوة شبابها قربانا للآلهة على مذبح الحرية المغتصبة المنحورة بسكاكين عراقية ارسلتها لنا دول الجوار بلا استثناء ، وهي من اوصلت العراقيين الى هذه الحالة التي يبكي عليها الحجر قبل البشر!!
ولو كانت صاحبة الجلالة تدري ان اهوال بلدها تصل الى هذا الحد من عظم المأساة وحجم الفوضى والدمار وضياع وتدهور القيم، لما قبلت ان تتولى الحكم في العراق او تعيش تحت فلك حراب رجال الساسة وأئمة الضلالة ، ولكن القدر الاحمق التعيس هو من مارس ضدها كل هذا التضليل والخداع، وصدقت انها تعيش في بلد الوهم ، عفوا في بلد الديمقراطية، واذا بالديمقراطية والحرية تسبتاح كل يوم، وتحولنا الى خراف وقطيع غنم تلاحقنا الذئاب لتفترس اجسادنا كل يوم وتقدمها قرابين لرجالات السلطة علهم يرتووا من دماء العراقيين كل يوم، وتحولنا الى خراف وقطيع غنم نذبح كل يوم قرابين لآلهة القتل وطواغيت الشر التي تعشعش في احيائنا وتفتك بأجسادنا ليضيع دمنا بين القبائل!!
الحل الوحيد لمأساة العراق هو ان نعود الى عراقيتنا الطيبة الاصيلة ، ليحكمنا أهل النخوة والشهامة ومن في ضمائرهم اصالة المنبع وصفاء السريرة ، وان يرحل عنا الغرباء والقتلة والمجرمين ومن نصبوا انفسهم سلاطين علينا، عندها يعيش العراقي بأمن وأمان وينعم بالحرية والكرامة والاطمئنان على مستقبله..وهو ما اصبح حلم ملايين العراقيين الذين تصدح به حناجرهم كل يوم!!

أحدث المقالات