23 ديسمبر، 2024 11:27 ص

أهوار ذي قار لن تخسر ثقتها بنفسها!

أهوار ذي قار لن تخسر ثقتها بنفسها!

صور من الماضي تروج لها حريتنا، التي إغتالها لصوص البعث، حينما جففوا أهوارنا بغضاً بساكينها الأحرار، فكلاهما وهبا الدفء والكرامة، لمن عاش بين دفاتها الصابرة، بأيام المحنة تلا فيها أبناؤها قصائد موجعة، كانت نتاج سني الموت القسري، في ظل سلطة القمع والإستبداد، بأنه يجب الشعور بالذنب مقابل التعلق بالحياة، لكن الأهوار أبت السير وفق الأهواء، فأثارت حريتها الشماء آذان البعث الصماء، وفشلت مغامرات الطاغية المقبور، نعم إنها أهوار ذي قار، لن تخسر ثقتها بنفسها أبداً!بعد عام 2003 الإنعطافة التأريخية أشرقت بقلب سريع الذوبان، ذلك أن رحلة الفرات قد بدأت ليعانق بيته العتيق، فتتجمع النوايا الحسنة، من أجل النوارس ونباتات الأهوار، إنها مدينة مكتنزة بشتى أنواع الحياة، ففي هذه المناطق يروي الطين، كتابة أول حرف ليجسد عالم الحضارة، وما يجري من حوله قصب راقص على أنغام الهواء، وبردي يسجل أروع قصص، عند معبد لايعرف له ليل، فهو في تواصل مستمر مع مدن الشمس، فهناك إشارة نصر محلقة ستنتصر لذي قار! بطاقات بردي ملونة، ونوارس السعادة تلتقط أنفاسها وسط النهر الأخضر، تترقب أملاً قادماً، في أن تكون أهوارها ضمن لائحة التراث العالمي، في منظمة اليونسكو، لذلك لن تحرق الأهوار ذكرياتها، بل ستضع إصبعها الذيقاري، وسط عالم يمتزج فيه العلم بالعمل والقول بالفعل، في حملة تحشيد كبرى، لتنال الأهوار الصامدة نصيبها من الإهتمام العالمي، رغم التركة الثقيلة التي ألمت بها، طيلة ثلاثة عقود من حملة الإعدامات، ليموت جنوبنا الثائر ولم يدرك الطاغية أنها صرخت: هيهات منا الذلة! حان وقت العمل بخطة، تتجاوز أفكارها العقول الخاملة الكسولة، ولتكن حملة أهوار الناصرية، قولاً وفعلاً، نهاراً وليلاً، لنحول جنة أرض ذي قار، الى محمية عالمية تنبض بالحياة، كما كانت في الماضي السحيق، تشع بمعابدها، وزقوراتها، وقوانينها، وملوكها، بليلة سومرية بهيجة، يوم يدرك العالم، أن هذه البقع المائية الطامحة بالحياة، من أعظم المناطق التي توفر ملاذاً آمناً، لأنواع الحياة النادرة، عليه قررت الأهوار إختيار حياة جديدة، تنظم حولها الكلمات لتنهض بحب العراق، لذا لن تخسر ثقتها مطلقاً!