23 ديسمبر، 2024 2:59 م

أهل نجد يسألوننا عن دم البراغيث والعراق ينزف!

أهل نجد يسألوننا عن دم البراغيث والعراق ينزف!

سأل رجل من أعراب نجد عالماً من الكوفة، عن دم البراغيث في الثوب، هل يجوز الصلاة به؟ فأجابه العالم: ما أرى بأساً وقال لأصحابه مستهزئاً: يسألوننا عن دم البراغيث، ولا يسألوننا عن سفك الدماء في العراق! والحقيقة أن ال سعود، طالما لم يهتموا بإقتراف أكبر جرائمهم، بل إنهم يحاولون بشتى الطرق، إثارة المزيد من الفوضى والخراب، والأدهى من هذا يتدخلون بشوؤننا، فنرى خنزيريها الجبير والسبهان، ينتقدان الحشد المقدس المشارك في تحرير الفلوجة، بل ويطالبان بحله! 
حجم الفردوس يزداد يوماً بعد آخر، فتوابيت الليل قادمة نحوها، لتمتلأ سرائرها شيباً وشباباً، بالأرواح الراضية المطمئنة، فالطعن بدم بارد يدفع ثمنه هؤلاء الراحلون الى السماء، بينما الحكومة تتوعد وتدين، ولا جديد في مجال تصحيح الخطط الأمنية في العاصمة بغداد، أو إستخدام التقنيات الحديثة كما يحدث في دول العالم، لكن تصدعاً واضح الملامح، أصاب قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن حماية الأبرياء، والتي تصطنع الشجاعة لمواجهة الناس، عقب كل تفجير إرهابي، وتدور الإتهامات بين زيد وعبيد! 
جدل عقيم دائر بين فطاحل الحكومة، في رئاسة الجمهورية، والوزراء، البرلمان، وبين القادة الأمنيين، وبحضور الإرث الفاسد من الماضي القريب، عليه لا ميثاق مع مَنْ يجبرون أبناءنا على الصمت، ليرحلوا رغماً عنا، لكن صدى الصراعات في تلك القيادات، لم يثمر إلا عن مزيد من التراجعات والإنتكاسات، نتاجها دماء عراقية طاهرة، سبب سفكها المنتج الوهابي التكفيري، الذي يفتك بعراقنا منذ عقد ونيف من الزمن، تضاف الى جرذان آل أمية، الذين لا يريدون للعراق نصرأ أو إستقراراً! 
ألم يحن الوقت، لنسأل عن دماء العراقيين لمَ تذهب سُدى؟!فهم قد سألونا عن دم البراغيث في ثوب الصلاة، وكأنهم يريدون مع الخالق عز وجل تجارة لن تبور، أما سياسو الصدفة والقادة في عمليات بغداد، فيكتفون بالمطالبة بنصب مزيد من السيطرات، والكاميرات، والإختناقات، ألم يفكروا في شهداء الكرادة، وبغداد الجديدة، والشعب، ومدينة الصدر، والكاظمية، وخان بني سعد؟ ألم يحن وقت الإجابة الحقيقية، بأن حرمة المسلم في دمه، وماله، وعرضه؟ لنترك إبناء سلول يعيثون فينا قتلاً وتفجيراً؟! 
شهداء الكرادة بوفرتهم وغيابهم، يتركون في القلوب شجوناً وأحزاناً وجروحاً لا تنسى أبداً، فدموع الشمع أضاءت منذ ليلة البارحة، لتعلن حدادها عليهم، لكنها تصرخ بصوت مدوٍ، يجب على الجميع أن يسمعه، الكلمة الباطلة والسامة أشد فتكاً من الإرهاب، فصحيح أننا قد رحلنا، لكن لتجعلوا من محنة رحيلنا، فرصة للوحدة والتعاضد، وإحرسوا بوابة تغييركم، لأن دماءنا مع تضحيات الجيش الباسل، والحشد المقدس، والحشد العشائري، نمتلك القدرة على المضي بطريق الحياة من جديد، بكم أيها العراقيون الأباة!