بعد سقوط النظام البائد وبدء التجربة السياسية الجديدة في العراق كثر سماع مصطلح ” من أهل الله ” , وشاع استخدامه ليصف فئة معينة من الناس غالبا هم من المعممين اللذين تبوءوا مناصبا سياسية او مسؤوليات في الاحزاب والمؤسسات.
اطلق عليهم هذا الوصف لانهم يظهرون الالتزام الديني سواء في سلوكهم او خطابهم او ولائهم السياسي فضلا عن الجانب المظهري من الزي الخاص برجال الدين. واراد مطلقوا هذا المصطلح به في حقيقة الامر تبيان حقيقة مهمة وهي ان هؤلاء الاشخاص غالبا ماتكون قراراتهم السياسية خاطئة ومعكوسة بل وتجلب الوبال والمشاكل لاحزابهم والجهات التي ينتمون اليها.
رجال الدين ” اللي من أهل الله ” ينظر الناس لهم على انهم رجال دين بمبادئه والتزاماته , ومن جهة اخرى هم سياسيون بمعنى او اخر وينتمون لجهات سياسية ومطلوب منهم العمل والانجاز السياسي , ولان السياسة لا مبادئ فيها , فحدثت هذه الاشكالية وشاع هذا المصطلح.
رجل الدين ” اللي من أهل الله ” كثيرا مايرى الامور معكوسة , فمثلا هو قد يرشح شخصا للانتخابات وهو لايعلم او لايريد ان يعلم ان هذا الشخص هو في حقيقته ابعد مايكون عن توجهات الكيان السياسي الذي ينتمي له صاحبنا ” اللي من أهل الله ” , فقد لايكون نزيها , وقد يكون فاسدا ماليا , وقد لايكون له عهد او كلمة يلتزم بها , وقد يكون تحركه المصلحة والمغنم لاغير.
رجل الدين ” اللي من أهل الله ” قد يزكي شخصا ويأخذه لبغداد ليلتقي زعيم الحزب او القائد السياسي ويقدم له هذا الشخص على انه موالي ومحب وعضو جديد , ولعل القائد والزعيم يفرح ويبتهج بهذا الانجاز الذي حققه له مدير الفرع او المؤسسة ” اللي من أهل الله ” , متصورا انه فعلا مكسب وانجاز , وهو لايعلم ان “اللي من أهل الله” مخدوع وقام بخداعه ايضا , وان الناس مستاءة وتسخر وتتألم لهذا “اللي من أهل الله” وجهله الفاضح بالاشخاص والسياسة.
ان الاحزاب التي تتخذ الاسلام منهجا , كالمجلس الاعلى , والتيار الصدري , وغيرها , قد ابتليت كثيرا جدا خلال السنوات العشر الماضية , بأهل الله هؤلاء , فمتى ينتبه الزعماء والقادة لما يحصل بعيدا عن مكاتبهم.
