الإرهاب لايُمارس من الخارج فقط .. بل تغذيه الدول بالأموال والأسلحة لتنفذه من داخل الدولة التي تريد السيطرة عليها عن طريق مجاميع مسلحة ، فلم يسلم الشارع العراقي من ممارسة الإرهاب وسياسة الدم والتصفيات التي تُنفّذها الجهات الخفية “لتكميم الأفواه وخلق البلبلة وإدامة الفتنة وتغذية العنصرية وفرض سيطرة السلاح المُنفلت” .قبل مدة قريبة التصفية طالت الأمريكي ستيفن ترول، أحد أفراد شركة ميلينيوم لخدمات الإغاثة والتنمية، الذي عمل في معهد “غلوبال” لتعليم اللغة الإنكليزية في بغداد الذي تديره زوجته، وبحسب ماذكره موقعي رويترز والحرة، وتأتي تفاصيل أكثر أهمية، إن ترول شارك في العمل التبشيري في الماضي، وكتب برنامجاً في ديسمبر من عام 2012? وانتقل مع أسرته إلى الشرق الأوسط لدراسة اللغة العربية .بعد قتله مئات الطلاب عبروا عن حزنهم واسفهم إثر حادثة إغتياله .. لكن هنالك من قال: “أمريكي غبي شعنده جاي هنا بالعراق؟ ، أو كافر يفرفر بشوارعنا وبلدنا ، أو تصفيات لعد شعبالهم حتى يعرفون منو مسيطر على البلد” .بين مدة وأخرى نشهد إغتيالات سياسية للناشطين والإعلاميين والمُحلّلين السياسيين أو الأمنيين، الهدف منها إعلامياً .. لأن الجميع لايختلف على قضية وجود جهات أو أجندات تنفِذ عمليات الذبح والقتل و تتسيد على الدولة والشعب والقانون؟ لكن من هي الجهة ينتمي إليها فصيل الكهف الذي اعترف أو إدعّى إنه مُنفّذ العملية؟ والنقطة الأهم هل العراك الإيراني الأمريكي داخل العراق سبباً في الإغتيالات؟ ولماذا لم نتخذ إجراءات تحقيقية حازمة في الحادثة؟ .
الغرابة في الأمر أن الفصيل المُنفِّذ أطلق على نفسه تسمية “الكهف” وكأن أصحاب الكهف كانوا يتعبَّدون الله بسفك الدماء ! والأغرب أن تتخذ الجماعات التي تقتل بإسم الإسلام والوطن دلالات دينية بهدف التأثير إعلامياً ، الأمر الآخر أن الجماعة لم تنتقم في الوقت الذي قُتل فيه قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بحسب ماذكر بيانهم أن قتل ترول إنتقاماً لشهدائهم .. فهل ترول يمثل كل أمريكا؟ وبما أن الإنتقام جاء للشهيدين فهل الفصيل تابع لإيران؟ .. لكن لماذا أخروا الإنتقام ثم اعترفوا؟ تناقضات كثيرة تشوب الحادثة رغم وضوح أسبابها، كذلك فإن المصادر الأمنية كشفت عدم إعتقال أي أحد من المُنفّذين ! ، كما أن الفصائل تصول وتجول وتعترف بجرائمها لكنها لاتعترف بتبعيتها، هذا مايستدعي من الحكومة الجديدة “إتخاذ قراراً أمنياً صارماً يخص طبيعة وجود الفصائل ودورها وتحركاتها داخل العراق .الخلاصة: نعيش عالماً من الفوضى والفساد الذي لن ينتهي إلا بنهوض النظام وإسترجاع صلابته على أفراد الحكومة والشعب والجهات المتسيدة التي تفعل ماتشاء داخل بغداد دون رادع أو سيطرة، الأهم من ذلك إسترجاع ثقافة عقولنا والإنفصال عن النَفَس العنصري والطائفي والتباهي بالنسب والعشيرة والحزب وتقديس فلان وعلان وكل مظاهر الجهل التي أوصلتنا إلى العدوانية والوحشية والتطرف.