23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

أهل الفساد جعلوا من وأد الخدائج وقتلهم بالنار حرقا عملا يتزلفون به لحزب الشيطان

أهل الفساد جعلوا من وأد الخدائج وقتلهم بالنار حرقا عملا يتزلفون به لحزب الشيطان

“ما للظالمينَ من حميمٍ ولا شفيعٍ يُطاع يعلمُ خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدُور”.
  الوأد العذاب والموت الزؤام صنوان يلاحق العراقيين المحبين لوطنهم أنى كانوا، يلاحقا كبيرهم وصغيرهم ملاحقة الفصيل لأمه ولا يفرقا بينهما، لا يستثنى منهم أحدا، وكذلك لا يستثنيا المرأة ولا الشيخ ولا الطفل الصغير ولا الطفل الرضيع ولا حتى الطفل الخديج، ويكأن الجميع في قبضتيهما يرضخون لسطوة قانون سعد وحرملة، لا يبطل هذا القانون ما دام أن الحسين في وسطهم حيا، ولا يبطل ما دام منهم وفيهم الرضيع عبد الله يتحرى جرعة من ماء قد تساهم في فضحهم ودمغ حججهم ودحض أكاذيبهم الواهية.
  فكل عراقي يموت صبرا بغدرهم يلحق إلى قائمة الاحياء، وكل عراقي يضاف إلى قائمة الاحياء، يزحزح من قائمتنا نحن الموتى في عالم الحياة إلى عالم الآخرة عالم العلياء والخلود.
  وعبد الله كان وما زال دوما كأبيه (ع) عطشانا مظلوما، وأبا طفلا لعوالم الطفولة، هلل بضمهم اليه في قائمة الاحياء الذين نسميهم نحن شهداء، كانوا أحدى عشر-كوكبا- طفلا خديجا شهيدا وؤدوا حرقا لرفضهم البقاء في قائمة الموتى، وأبقوا على الرقم الثاني عشر مفتوحا ليكتمل بقائدهم الرضيع عبد الله(ع)، إنهم يحبون الرقم الاثني عشر، فقد جبلنا نحن جميعا على تداوله وحبه والتفاؤل به عندما كنا في عالم الذر.   كما رفض أولئك الخدوج النجدة والانقاذ لا لأنهم يعجمون لغة أمهاتهم ولا يجيدون النطق بها، ولا لأنهم لا يدركون ما كان يجري من حولهم من ظلم وظلامات وفساد واختلاس وسرقات، بل رفضوا ذلك لينفروا خفافا وثقالا بما يتماشى مع خط الجهاد ومع إمكاناتهم، وليدلوا وليثبتوا أنهم بالرغم من خفافهم وضعفهم تركوا لأنفسهم بصمة في سفر العراقيين القائم على ركوب طريق الحق والشهادة والتضحية والبذل والإباء ورفض الهوان وانهم مجاهدون حقا قد لبوا نداء الجهاد بطريقتهم الخاصة ضمن حشدهم المستتر الصغير، وليؤسسوا إلى أن “العاشر من آب هو يوم الطفل العراقي”، أو “يوم الطفل المجهول” بقرينة أنهم كانوا يجهلون كل ما كان من حولهم يدور، عندما تجاهلهم من كانوا من يدورون حولهم وارتضوا أن يكونوا في كنفهم كمرضى خدج آمنون، لا غرباء كما كانوا معهم يفعلون.   المشكلة في أنهم رحلوا مجهولون لا أسماء لهم ينادون بها عند تذكرهم، وعند اهداء ثواب سورة الفاتحة المباركة لقبورهم الطاهرة الشريفة، وهذا وزر آخر ومسؤولية اضافية أخرى تضاف على كاهل لمن كان السبب وراء مأساتهم وصادر حياتهم البريئة بعمل تخريبي” متعمد”بحسب ظهور وثيقة تتضمن نتائج فحص مكان الحريق، وأن الحادث لم يكن عرضيا ولم يحدث بنتيجة تماس كهربائي كما هو الرائج، بل جرى عن عمد من فعل فاعل، هذا طبقا لما سيق في “المسلة” العراقيية، وتطابقت هذه التفاصيل التي اوردتها المسلة مع ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي.   حيث كما وعثر في المكان على مواد كيمياوية وعلى مواد تتضمن مركبات البنزين، وهو دليل على سكب هذه المادة في المكان لاحداث الحريق، فأهل الفساد وللأسف الشديد جعلوا من وأد الخدائج وقتلهم بالنار حرقا عملا يتزلفون به لحزب الشيطان، ربما لمن سولت له نفسه فبادر للقيام بهذا الفعل الشائن لقاء قبض دراهم معدودات!!. 
  وسيق في الخبر أيضا أن مجلس محافظة بغداد رجح وجود “عمل تخريبي” في حادثة احتراق أحدى ردهات مستشفى اليرموك، مبنيا أنه من غير المستبعد أن يكون ” عمل ارهابي”.
  يذكر أنه كان عند فترة نشوب الحريق في “قسم النسائية”، أن فريقا من الأطباء في صالة عمليات المستشفى كانوا يقومون بإجراء عملية قيصيرية لاحدى المريضات، ولكنهم لم يغادروا الصالة وترك المريض رغم تعرض التيار الكهربائي للقطع، وإستمروا بإكمال العملية على أضواء جهاز الهاتف، وحاول الأطباء إنقاذ المريضة لكن احتمالية بقائهم بالصالة لمدة أطول تعني إمكانية عدم نجاتهم من الحريق الذي بدأ يلتهم المكان. وبالفعل لم يستطيعوا الخروج من الصالة، وقد قام بعملية إنقاذهم زوج احدى الطبيبات حين كسر شباك الصالة بعد رفض منتسبي الدفاع المدني الدخول وإنقاذهم.
  وبالنتيجة مات هؤلاء الصغار البراعم قبل إبصارهم نور الدنيا الطبيعي في أول حياتهم التي لو عدت عدت بالدقائق بعد تفحم اجسامهم الندية، وما خطرهم؟.
  ومن اعطى الحق لنفسه بمصادرة حياتهم البريئة؟.
  وهل يحاسب الفاعلون الحساب العادل العاجل على ما جنته أيديهم وعلى ما اقترفته أنفسهم الضعيفة من إجرام بحق إفجاع الشعب العراقي برمته من خلال ارتكابهم هذه الجريمة البشعة؟.
  أو هل يمكن السكوت دون محاسبة الفاسدين والمقصرين والمهملين، أو تمر هذه الجريمة دون عقاب حازم أو قصاص ناجز؟.
  أملنا ووفاء لانسانيتنا واحتراما لضحايانا وتوثيقا لتاريخنا وثقافتنا، أن نسعى جميعا حكومة وشعبا، لأن تأخذ القضية مداها وصداها على المستوى الرسمي والاقليمي والدولي والمنظماتي، للحد الذي يصار فيه إلى عمل نصب تذكاري للحادثة يعبر فيه ومن خلاله عن مدى عنجهية ورهبة الحادث الاثيم، وأن ينشأ على غرار نصب الجندي المجهول وبقية النصب المتعارف عليها في جميع بقاع العالم التي تعبر عن موقف ما.  “إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ”.