لا ادري لماذ ا ارتسم في ذاكرتي ذلك البيت الجميل وتردد ايقاعه مثل موسيقى تعزفها الروح لحظة شجونها والكلمات التي تشع حكمة وجلالا بمعانيها وابعادها ولا حاجة لي لذكر قوة شاعريتها فهي لشاعرنا العربي العظيم المتنبي الكبير.. أجل وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي واتابع اخبار بلادنا عبرصحافة الانترنيت وهي سلوتنا في الغربة عن ارض الوطن الطيبة وقتل فراغنا الطويل وعنائنا الذي لا ينتهي …حين نقرأ قصصنا التي صارت على لسان العالم الاخر مثلما يحلو لنا ان نسميه وهو حقا عالم آخر فهويختلف بكل شيء عن عالمنا الذي انحدر الى اسفل سافلين وصرنا في خانة لاوصف لهم وأفعال من يتحكمون بمقدراتنا وماتقوم به انفسهم الضالة …وأقول معكم وانتم حتما تقراؤن وترددون دائما مثلي هذا البيت الجميل الذي علمنا الحكمة حين كنا طلاب علم نلوذ بقراءاتنا وحفظنا
وهانحن اليوم نردده معا ونحن نشاهد ونعيش عالم التغيير المفاجيء والذي أظهر رجالا وانصاف رجال ومدعيين ومرتزقة وانتهازيين واميين ومقنعين بالمبادي ومنقبين و((متحججين)) أو متحجبين بالدين وهم حتما بعيدون كل البعد عنه يقودون الدفة لسفينة تعوم في بحر من الظلمات وهياج امواج ورياح عاتية تدور بها في وسط يم لاينتهي ..واشكالا والوانا لاتعد ولاتحصى منهم …ولكن المواقف تبرز لنا الرجال وهم قليلون جدا أذ يتركون اثرا في نفوسنا لنستذكرهم ونجلهم ونتداولهم ..
أجل ….((على قدر اهل العزم تأتي العزائم …وتأتي على قدر الكرام المكارم )) وقد شاهدنا اهل العزم والكرام والمكارم وقد افرزتها احداثنا الجسام الصالح والطالح وميزت ووضعت كل صنف في خانته بكل مجالات الحياة اليومية وتنوعها وتداخلها وتناقضاتها بين مدع بالدين ومتبرقع بالمذهب وقابع خلف الطائفة والمتبرج بكلمات الحكمة والمقنع بالوطنية والرافع سيف اوزيف العشيرة والحزب والمنطقة والمزايد في شعاراته والفضفاض وما الى ذلك ….وهم كثر واعوذ بالله من كثرتهم وتنوع صخبهم كما اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وثمت في الطرف الآخر عالم البراءة والصدق والحياء والعفة والمبدئية الصادقة النبيلة في ابسط اختبار واول اختيار تراهم يركضون للتعبير بدون تردد ولا اقوال ولاصياح ولاضجيج ولا مؤتمرات صحفية ولا ادعاء ولانشر في الصحف ولا اعلان او لقاءات في الفضائيات ولا ولا … ولا وولا مثل مايفعل البعض عندنا هنا من سياسيينا الافذاذ ومثالي قضيتنا الجديدة المتجددة مشكلة المهجرين والنازحين والهاربين من جحيم الموت الساخن في مدنهم …و العراقيون الذين وصلت اعدادهم ثلاثة ملايين فضلا عن الراحلين الى مدن بعيدة تختلف اختلافا جذريا عن موطنهم وعاداتهم اللاجئون الذين تتردد اخبارهم وتتناقل تداعياتهم وكالات الانباء والتبرعات لأنصافهم وهم يحملون اوطارهم واطانهم في قلوبهم الجريحة
الأجانب في العالم الأخر يتبرعون ويبكون ويقودون حملات الاغاثة والاقربون والذين انيطت لهم مسؤولية لجان المهجرين والنازحين في بلادنا نراهم يتبادلون الاتهامات في سرقة هذا الفتات …((وأختلف السراق واندقت من تحت السنتهم الغنيمة )) ويبقى حديثي خارج الاسماء حيث ان المشهد يكتض بكثرتهم وهم يملاؤن الفضاء بفضاعاتهم والاخرون يملأؤون الفضاء بجمال مبادئهم وسمو أفعالهم ويكسبون قلوبنا وعقولنا بقناعاتهم …..والشتاء على الابواب قادم بقوة البرد وزخات المطر والملاذات ضيقة والاعداد والارقام والاحصاء والتقارير الاممية تقرع نواقيس الخطر …..ونحن نردد على قدر اهل العزم تأتي العزائم …..