نجد دائماً في ذكر سيرة الامام الحسن “ع” , التطرق لاهم حدث في حياته عليه السلام وهو الصلح مع معاوية , وفعلا هو الحدث الاهم في تاريخ مسيرة حياته , التي غيرت مجرى السياسة والحكومات وتبادلها , ولكن ان يركز التاريخ على جزء فيها ويصب جام غضبه عليه ويترك جوانب اخرى الا وهو اهل العراق ، مدعاة للتساؤل. ؟
لماذا يقص الينا التاريخ ان اهل العراق خانوا الامام الحسن عليه السلام وهم اهل غدر ومكر ولايقبلوا بولاية ال علي “ع” , هل اهل العراق كانوا فعلا كانوا امويي الهوى , اذا كانوا كذالك لماذا اقام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب “ع” في العراق , ولماذا بقي ابنه الامام الحسن “ع” فيها , واذا كان فعلا قد خانه قادة جيشه لمعاوية ووضعوا الاف الجيوش تحت امرة معاوية , وتنفذت عيون معاوية بين رجالات الامام , وتعرض الامام للاغتيال وطعنه في فخذه وتسليبه رداءه , لماذا لم يرحل الى المدينة , ليأمن على نفسه فيها , هل هو كان طالباً للحكم وبقاءه في العراق حفاظاً للحكم , ام ان رسالته لايمكن ايصالها الا عبر بوابة انصاره من رجالات اهل العراق , الا يحتاج تركيز اعلام التيار الاموي والعباسي على وضع اهل العراق موضع التهمة والشك دائماً موضع تساؤلات كثيرة .نعود لنسأل هل أهل العراق فعلاً خانوا الامام الحسن “ع” ..؟ و سلموه على طبق من ذهب لمعاوية , اذا كان الجواب نعم , لماذا لم يقدم معاوية على اجبار الامام الحسن عليه السلام على بيعته او قتله او اسره على اقل التقادير بعد ان تركوه اهل العراق , وحيداً فريدً يلوذ بعياله , لماذا جنح معاوية للسلم وطرح وثيقة الصلح وهو من بدأ به وكان مراده الحفاظ فقط على ملك الشام ولا حاجة له بالعراق , ولماذا فتح معاوية افاق الشام امام انصار الحسن لنشر فضائل علي فيها طيلة فترة الهدنة ال10سنوات من (41 ه _ 51 ه) , ان الاجابة على ماتقدم من استفهامات هي , ان الحسن عليه السلام امام معصوم وحينما يقدم الى شيء يقدم من باب تقدير مصلحة الامة وليس من باب ظغوط الرجال , ومايظهر هذا ان الامام كان في موضع القوة وموضع السيطرة على امور العراق والحكومة والجيش ويملك القوة الكبيرة القادرة على ردع العدو الشامي , وهي التي اخافت معاوية واوقفت حملاته على العراق , ولكن موافقة الحسن (عليه السلام ) لمصالحة معاوية لامور عدة يجهلها المجتمع حينها والتي كانت ثورة سياسية بديلة عن الثورة العسكرية , منها ايقاف انشقاق الامة الاسلامة الى دولتين شامية وعراقية , وايقاف سيرة الشيخين وبدعهم كصلاة التراويح والطلاق بطلقة واحدة بدل الثلاث وايقافهم لزواج المتعة الذي هو حصانة من الزنى وايقاف حج المتاع , وفتح افاتق للسياسة الجديدة وهو باب التبادل السلمي للسلطة من معاوية للحسن “ع” وبعدها الى ماينتخبه المسلمين خليفة لهم , عبر وثيقة الصلح التي وافق عليها اعيان المسلين وجمهورها , وايقاف سب علي في الامصار الذي استمر 30عام طيلة حكم معاوية للشام ,وعدم التعرض لشيعة علي وحتى من حاربوا معاوية , ان جهل بعض المسلمين الذين لم يستطيعوا صبرا مع الحسن كانوا يصفونه بمذل المؤمنين , لم يعرفوا نتائج هذا الصلح الا بعد عشر سنوات , بعد خيانة معاوية للصلح بنفسه وابتدا بسم الامام الحسن “ع” وتمزيق الوثيقة وتحويل الحكم لابنه يزيد . نعم اهل الشام لم يلتزموا بوثيقة الصلح كما لم يلتزم اسلافهم ببيعة الغدير ولكنها حجة عليهم دامغة ، تكشف غدرهم باهل البيت وليس اهل العراق , الذين قاعدة ومنطلق لثورات المعصموين , ومصنع كانوا ولازالوا للشهادة والحفاظ على الاسلام المحمدي من بدع الاسلام الاموي .