23 ديسمبر، 2024 10:16 ص

أهل الحق .. دولياً هذه المرة

أهل الحق .. دولياً هذه المرة

لم تكن زيارة ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش الى  سماحة الامين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي مفاجأة أو أنها أتت في أجواء هادئة وهي تصنف في الاخر ضمن الزيارات الدبلوماسية أو المجاملة ضمن نطاق النشاطات والروتين العادي الذي يقوم بها هذا الرجل بل أن المستجدات السياسية والانتصارات العسكرية على الارض تفرض نفسها بقوة في المعادلة الدولية ولابد للمجتمع الدولي أن يستوعب مايجري بالضبط بل آن الآوان لجميع الفعاليات الدولية أن تقرأ المشهد العراقي بطريقة جديدة وتتعاطى مع تلك المستجدات بواقعية خالية من الاعتبارات الثانوية التي عرفانها فيها كل تلك السنين الماضية فتغير موازين القوى مستمر مادام أبناء الشعب العراقي المخلصين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل وحدة العراق وسلامة أراضيه وحماية مقدساته فالى زمن قريب كانت كل أحزاب السلطة بجيمع مسمياتها وطوائفها وقومياتها تهيمن على المشهد السياسي العراقي بلا منازع صاحبها الكثير من الاخفاقات الكثيرة والخطيرة في رسم سياسة ترتقي الى مستوى المسؤولية والخروج من كل المآزق التي يعاني منها البلد وعلى مدار عقد ونيف من دون أن تكون لها رؤية واضحة تجاه الكثير من الاشكالات لكن وكما يقال(رب ضارة نافعة) فبعد ظهور داعش في المشهد العراقي وتلك التحديات الخطيرة والتكالب الدولي على العراق ومحاولة أضعافه وتعطيل العملية السياسية فيه بكل الاساليب الدنيئة من تفخيخ وتفجير وخطف وسلب وتهجير على أيدِ داعش الارهابية التي هي غطاء وتابع ذليل لقوى الشر تلك.
برزت معادلة جديدة في العراق هي وجود الحشد الشعبي المقاوم الذي أستطاع أن يتناغم مع هموم الناس ويسهر على أمنهم ووجودهم وكان من أبرز مصاديق هذا الحشد المقدس هي المقاومة الاسلامية البطلة عصائب أهل الحق التي لمع نجمها في الكثير من معارك الشرف والكرامة في آمرلي وجرف الصخر وتكريت وبيجي  وديالى  وغيرها حيث كان لذلك الفصيل وجودا متميزا في تغيير نتائج الحرب لصالح الدولة العراقية وسيادتها ولم يخرج عن نطاق الدولة والقانون وعلى الرغم من الاعلام المسعور الذي صور تلك الانتصارات بأنها أعمال عنف تقوم بها مليشيات ألا أن كل ذلك لم يثني هذا الفصيل عن القيام بواجبه الوطني والشرعي في تحرير الاراضي التي تستحوذ عليها داعش وهذا ماشهد به القادة العسكريين والمراقبين ومن يهتم بالشأن العراقي من أن أبناء الحشد الشعبي المقاوم بكل مسمياته كانوا رقما صعبا في المعادلة العراقية الشائكة فصار لزاما على المجتمع الدولي أن يتعامل مع الواقع الجديد فالزيارة التي قام بها ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق تصب في نفس الاتجاه لأن (أهل الحق) فرضوا أنفسهم بقوة بعد كل تلك التضحيات الكثيرة وبات من الضرورات السياسية أن ينُظر لهم على أنهم كيان مقاوم له وجود قوي على الارض وأن تلك الزيارة أنما جاءت برسالة واضحة مفادها هو ترسيخ واقع المقاومة الاسلامية في المشهد  العراقي والدولي وهو أنتصار مضاف لانتصاراتها العسكرية  فتبادل وجهات النظر بين سماحة الشيخ الخزعلي وممثل الامم المتحدة في العراق تعني وبوضح تام بروز قوة سياسية جديدة آن الاوان للحشد الشعبي المقاوم أن يلعبها ولكن على طريقته وليس على طريقة الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية التي أثبتت فشلها الذريع في أخراج العراق من مآزقه السياسية والاقتصادية والتعليمية ومجالات الحياة الاخرى.
فبات من الضروري جدا أن توحد فصائل المقاومة الاسلامية خطابها التعبوي والعسكري والسياسي وأن تجتمع لانشاء مجلس عسكري موحد تتخذ فيه القرارات الستراتيجية والعسكرية وحتى السياسية وأن تتبنى برنامجا سياسيا قابل للتطبيق ولو بنسب مقبولة وبعكس ذلك فبقائها في الجانب العسكري المقاوم يحفظ لها كيانها الوطني والشرعي ومحبتها في قلوب الناس دون الخوض في العملية السياسية عن طريق الانتخابات فتُجر ديناميكيا الى سوح السياسة المنافقة وتسقط ماء وجهها البهي أمام الامتيازات والمناصب والمغانم فتفقد (التوفيق الالهي) الذي حباها الله سبحانه به وتصبح نسيا منسياً..!!
وهذا ماتريده الكثير من القوة السياسية التي تتنافس على المناصب والامتيازات ولايرضيها دخول لاعبين جدد فيسلبوهم ما أضاعوا البلد من أجله كما أن الكثير من القوى الاقليمية تريد ألهاء هذه الفصائل عن دورها الحقيقي في التصدي لمعالجة الواقع السياسي المتردي في العراق بأشغالها وأنتقال عدوى حب السلطة اليها..لكي تكون مجرد رقم كغيرها من القوى في العملية السياسية الدائرة الان..!!