المسرحية المضحكة والفصل الساخر الذي قدمهما يسمى بمجلس ( محافظة الأنبار ) لم يكن إلا جزءا من عملية الإحتماء والهروب والإختباء من ضغوطات الواقع المرير والتراكم وعدم مواجهة واقع ما يمر به أكثر من نصف مليون مواطن من محافظة ( الأنبار) يعيشون في مخيمات لم تشهد البشرية مثيلا لها في كل تأريخ الحروب ، فهذا المجلس هو وكتلتيه المتصارعتين على المصالح والنفوذ والتحضير للمقاولات وأرباح المستقبل لم يكن من العدل أن يقدم للإستجواب أحد أعضائه السابقين والمكلف بمنصب المحافظ بل كان من العدل ومراعاة لمشاعر النازحين والمهجرين في الأنبار وتحقيقا لأبسط شروط العدالة أن يقدم جميع أعضاء المجلس لمحاكمة عادلة وإستجواب من أطراف محايدة بما فيهم السيد المحافظ والسيد رئيس المجلس ، ولنرى من سيخرج بالبراءة ومن يخرج محملا بذنوب ما حل بنا من خراب ودمار لأننا سنتفرج عن قريب على فصل آخر من هذه المسرحية تستبدل فيه المقاعد وتبقى نفس الوجوه , الغالبية العظمى من مواطني محافظة الأنبار يؤيدون في ظل الظروف التي شهدتها وتشهدها المحافظة، إقامة إقليم .. لكني بإختصار أذكر أهلي في الأنبار بضرورة توافر بعض الشروط كي نفكر على الأقل بإقامة إقليم أولها وجود حكومة مركزية غير مرتبطة بتبعات سياسية وتمتلك إستقلالية تامة في إتخاذ قرارات مصيرية ، الأمر الآخر توافر قيادة محلية متمكنة لقيادة المحافظة في الفترة الإنتقالية فضلا عن وجود اقتصاد قوي وحدود مؤمنة بشكل كامل وتنظيم عمل الكتل والأحزاب السياسية داخل المحافظة والسيطرة على مئات العشائر التي قد تتمرد في أي لحظة وتعلن أقاليم لعشائرها بالتعاون مع دول إقليمية ، وإعادة إعمار وبناء ما دمرته الحرب المريرة ضد قوات العدوان الداعشي المحتل وتعويض أكثر من مليون متضرر من أبناء المحافظة .. جميع هذه المتطلبات لا يمكن تحقيق أي منها مادامت كلمتنا غير موحدة ومازلنا نعيش في دوامة من أكاذيب سلطة محلية أوقعتنا في فخ خرجنا منه مكبلين بالأحزاب والآلام والجراح .. أما لو سألت عن رأيي الشخصي بهذا الموضوع فأقول ببساطة أن الإقليم سيحول محافظتنا إلى قطع أراضي تشتريها الدول المجاورة ! فلنتق الله جميعا ونفكر أولا بالحفاظ على وحدة العراق العظيم .. والسلام