8 أبريل، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

أهكذا تكون المراجل (هي هاي المرجلة)

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبيل اعدامه بثوان معدودات نطق الرئيس العراقي السابق صدام حسين بهذه العبارة بعد ان سمع عبارات التشفي وصرخات الحقد ودعوات الانتقام للتعجيل بفرج الامام الثاني عشر (المختفي) وبالنصر لأتباعه والتهلكة والانتقام من “عدوه” – بالرغم من دعاء الملايين عبر القرون الماضية بالتعجيل بالفرج إلا أنه لم يفرج عنه لحد الآن وهذا يسبب اشكالا كبيرا لمؤسسي الدين الاثنا عشري حيث لم يرى اتباع هذا المعتقد الفارسي سوى أحد عشر إماما منهم وعندما شاءت قدرة الله وتبين بالدليل القاطع أن الامام الحادي عشر لم تكن له ذرية لا إناثا ولا ذكورا اضطر هؤلاء لابتداع هذه الاسطورة الغريبة التي بدونها تنهار الاسس التي بنوا عليها هذا الدين الفارسي القائم على الاساطير والكذب والتقول على لسان أحفاد رسول الله (ص) – .

 

ومن غريب الامور أن المحكوم بالإعدام يرفض تغطية وجهه بينما المنفذون للعملية يخفون وجوههم وكأنهم مرعوبون من المحكوم الاسير أو من غضب قد ينتاب الناس فينتقموا من الجلاد. فليس من شيم الرجال الحقيقيين الجبن والخوف إلا من الله وحده. فعندما كان المحكوم حاكما كان هؤلاء يطبلون ويزمرون له ويفدونه بالروح والدم ويتراقصون أمامه كالقرود… وعندما دار الزمان دورته وأتت أمريكا وحلفائها لتقلب حاله من حاكم الى محكوم بالإعدام شنقا حتى الموت نرى أشباه الرجال بعضهم يخفي سحنته وبعضهم الآخر يعبر عن ما يختلج في صدور الفرس وأعوانهم ويرددون عبارات التشفي والحقد الدفين على من جرعهم كأس السم لثمان سنوات بغض النظر عن أسباب الحرب ومسبباتها.

 

ولا شك في أن العراقيين اليوم وبعد أن ذاقوا بعضا من علقم التدخلات الايرانية في شؤون بلدهم ورأوا بأم أعينهم ما فعله عملاء ايران وأعوانها بالعراق وشعبه والفساد الذي نشروه والطائفية التي أججوها والقتل الذي عم البلاد والأمن والاستقرار المفقود والتبعية المذلة والتخريب المتعمد للبلاد وهدر الثروات ونهبها والديمقراطية الكاذبة المزورة وأخيرا وليس آخرا الحرب الاهلية التي يسعون اليها عامدين متعمدين ليزيدوا القتل في جميع العراقيين ويقسموا البلد ويفتتوه إكراما لعيون الفرس لكي لا يقلقوا مستقبلا من هبّة أخرى للعراقيين يذيقونهم بها كأس سم آخر… لا شك في أن العراقيين قد أدركوا اليوم سبب تلك الحرب التي جنبتهم هذا المصير وأجلته لما لا يقل عن خمسة عشر عاما أو يزيد. فلم ير العراقيون من المحتل وأتباع إيران منذ أن أتوا خلف هذا المحتل سوى الارهاب والتفجيرات الخراب والدمار واللصوصية والقتل والنصب والاحتيال اضافة الى الفشل الذريع في إدارة البلاد بحكم رشيد ورجال دولة أكفاء… فكل السياسيين ومن مختلف المكونات لم يكونوا سوى نكرات من سقط المتاع يتصارعون على المناصب والمكاسب وكسب ود ورضا دولة الولي الفقيه التي حلت محل المحتل الامريكي وتسلمت منه ادارة شؤون العراق عن طريق أذنابها ومواليها من أتباع إيران.

 

ومن الواضح أن مصطلح “أتباع إيران” لا يعني “أتباع أهل البيت” من عرب شيعة العراق فالبون شاسع والفرق كبير. فعرب العراق شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة بل وأكراد وتركمان وغيرهم شاركوا جميعا في صد الغزو الايراني لثمان سنوات، ومنعوا دولة الولي الفقيه من تصدير إرهابها الى العراق وحافظوا على بلدهم خاليا ونظيفا من أية مجاميع ارهابية لم تجرؤ على دخول العراق إلا بعد احتلاله وقدوم زمر اتباع ايران ليحكموا بفضل المحتل الامريكي وبرعاية تامة وتوجيهات صارمة من دولة الفقيه الدجال، الطامع تاريخيا في هذه الارض وثرواتها وموقعها الاستراتيجي الذي يسهل عليهم التمدد في المنطقة بأسرها حال تمكنهم من السيطرة على هذا البلد، بغية تحقيق هدفهم القديم الجديد في استعادة الامبراطورية الفارسية التي لم ولن يغفروا للمسلمين العرب الاطاحة بها ونشر الدين الحنيف في ربوعها.

 

 وبالرغم من المحاولات الحثيثة لخلط الاوراق والمزج بين اتباع ايران وأتباع أهل البيت من العراقيين إلا انه من المعروف أن أتباع ايران يسعون للسيطرة بصورة رئيسية على شيعة العراق واستغلالهم طائفيا ليكونوا وقودا للمحارق التي تفتعلها دولة الفرس لتحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية العنصرية التي لا علاقة لها بدين أو مذهب انما اتخذتها أدوات للتضليل والتجييش الطائفي واستغلال المشاعر الدينية وعواطف الناس من البسطاء والجهلة والسذج. فلا يمكن للعربي العراقي الاصيل والواعي أن تنطلي عليه أضاليل الفرس وتلاعبهم بالدين واستغلالهم لعواطف الناس بغية زجهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل المستفيد منها أعداء العراق بضمنهم الفرس والمتضرر الوحيد منها هو العراق بلدا وشعبا. فبالإضافة الى أن أتباع إيران وخلال سنوات حكمهم للعراق لأكثر من عقد من الزمن أساؤا كثيرا للشيعة العرب ولسمعتهم فهم أيضا سعوا جاهدين لتفريقهم وعزلهم عن إخوانهم عرب العراق من المسلمين السنة، بل لزرع الفتن بينهم ونشر ثقافة الحقد والبغضاء التي يحاول الفرس تصديرها لهم وإقناعهم بها ليكونوا حطبا للنار المجوسية التي يحاولون تأجيجها في كل المنطقة. لذلك فان المستهدف الرئيسي من قبل المشروع الفارسي التوسعي هم شيعة العراق كمرحلة اولى يتم بعدها تجنيدهم قسرا في الجيش والمليشيات الطائفية الايرانية الصنع والمنشأ لمحاربة ابناء جلدتهم وبهذا تتم لإيران السيطرة على كامل الاراضي العراقية لتكون معبرا لهم وجسرا للوصول الى السيطرة التامة على سوريا ولبنان وباقي دول المنطقة. فكل العراقيين الواعين والمخلصين يعلمون جيدا أن تشكيل الجيش بهذا الاسلوب الطائفي وزج مليشيات طائفية ذات ولاء ايراني صريح ومعلن وتبديد ثروات العراق وسرقتها لصالح ايران وإفقار متعمد لأهل الجنوب العراقي لإجبارهم مضطرين على التطوع في هذا الجيش والمليشيات الاخرى هي مخططات ايرانية نفذها اتباع ايران بكل دقة لتحقيق الاهداف السالفة الذكر.

فهل يتنبه أبناء العراق الشيعة العرب ويصحوا من غفوتهم ويدركوا حقيقة التآمر الفارسي عليهم لينتفضوا ضد هذا المأزق الذي يحاول اتباع ايران توريطهم فيه قبل أن يستفحل فيهم وباء الحقد الفارسي ويجعلهم يتنصلون من عروبتهم وعراقيتهم وحتى من تشيعهم العلوي ليكونوا أدوات وعبيدا للفرس وعملائهم من اتباع ايران وتشيعهم الصفوي الفارسي الذي لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد. وأن يهبوا كما في ثورة العشرين مع كل العراقيين ليحرروا العراق من هذا التسلط الاستعماري العنصري الجديد القادم باسم الدين والمذهب من جارة السوء والحقد الدفين.

 

فالرجال مواقف والمراجل مواقع ولا بد للرجال الحقيقيين أن يكونوا واعين وأن يتصدوا لمخططات الاعداء من حيثما أتت وأن لا ينجروا خلف مؤامرات الفرس التي ينفذها اتباعهم ومطاياهم من أشباه الرجال ممن أثبتوا عبر كل هذه السنين خستهم وفسادهم وفشلهم إلا في تنفيذ أجندات خارجية لتدمير العراق وتقسيمه وزرع الفتن بين ابناء شعبه تحقيقا لمصالح فارسية عنصرية وأحلام عصفورية بائسة وأهداف توسعية طامعة عفا عليها الزمن. فلم يرى العراقيون من هذه الحثالات التابعة لإيران سوى الغدر والخيانة والحقد الفارسي الذي لا يمت بأي صلة لأفعال الرجال فجيشهم ومليشياتهم أبطال وصناديد عند تعاملهم مع المدنيين العزل ومقتدرين بجدارة على مداهمة منازلهم وخطف واعتقال ابنائهم وانتهاك حرماتهم أما عند المواجهة مع ثوار العشائر والمجالس العسكرية فهم بالهزيمة كالغزال وبنزع ملابسهم العسكرية وارتداء الدشاديش كالبرق في سرعته. أما عند تحقيق الثوار المدافعين عن عراقيتهم وعزتهم وكرامتهم أي نصر في الميدان نرى مراجل أشباه الرجال تتجلى في القصف الثقيل البعيد المدى والقصف الجوي على مساكن المدنيين ومساجدهم ومستشفياتهم. فهل هذه هي مراجلكم يا أتباع إيران ومطاياها ؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب