22 ديسمبر، 2024 11:00 م

أهرامات العراق تتساقط تباعاً

أهرامات العراق تتساقط تباعاً

وسط صمت حكومي ليس بالجديد والغريب على العراقيين ، تناقلت العديد من وسائل الاعلام أخبار الحالة الصحية المتدهورة للفنان الكبير ” طارق الشبلي ” الذي يعد واحداً من أبرز الملحنين من جيل السبعينيات ، حيث قدّم لساحة الغناء العراقي عبر عقود من العمل الفني المخلص عطاءاً طيبا وممتعاً تمثل بالعديد من الألحان المميزة التي ظلت خالدة في ذاكرة الغناء العراقي ، كما عكست هذه الألحان المستوى الفني الراقي والواعي لهذه القيثارة العراقية الرائعة .
لقد شهدت الساحة الابداعية العراقية في السنوات الأخيرة فواجع متلاحقة تمثلت برحيل العديد من الأسماء المهمة في تاريخ الابداع العراقي (فناً وأدبا وتراثاً وعلماً ) وذلك بسبب الامراض والعوز والاهمال ، دون ان تسارع الحكومة في مدّ يد العون والرعاية اللازمة لها باعتبارها ثروة وطنية واجب على الحكومة حمايتها والمحافظة عليها ، لكننا وللأسف لم نشهد وفاءاً يذكر لعطاء وتاريخ هذه القامات في حين يقوم البرلمان بتشريع القوانين ويصرف من المال العام الكثير لتصليح الموخرات وتجميل الوجوه لنوابه الذين لايرتقي عطاءهم وتاريخهم الى مستوى ماقدمته هذه الاسماء من بذل وعطاء ورفعة لتاريخ الابداع العراقي ولسمعة الوطن في المحافل العربية والعالمية .
ان التاريخ سوف لن يحفظ اي كلام او خطبة لسياسي ، فهي فقاعات لاتصمد في الذاكرة طويلا ، في حين سيحفظ بأحرف من نور ماخطته أنامل هذه الكوكبة العراقية وسيحفظ تاريخ الفن العراقي والاغنية العراقية ـ على وجه الخصوص ـ وبفخر عطاء الكبير ” طارق الشبلي ” فقد مضت عقود على نجومه التي طرز بها سماء الاغنية دون ان يخفت بريقها في الذاكرة العراقية ، فما زلنا نهيم عشقاً وطربا ً بألحانه ( يفر بيّه ) لمحمد الشامي ، ( اكول الله على العايل ) لعارف محسن ، ( حال الصفاف ) لسعدون جابر ، ( بهيده ) ( شوكي ) ( مثل نجمه والكمر ) ( يدنية لالي ) ، لسيتا هاكوبيان ، ( لو تحب لو ماتحب ) لمحمود أنور ، ( امكبعه ) ومئات الألحان التي غناها المطربين العراقيين والعرب ومنهم عبدالله رويشيد وراشد الماجد .
السلامة والعافية لمبدعنا ” طارق الشبلي ” .