جوهر الكلام:
أهداف التوغل “الإسرائيلي” في الجولان السوري بعد “الأسد”!
يبدو أن “إسرائيل” تستغلّ الفرص القريبة والبعيدة لتوسعة كيانها على حساب الدول العربية المحيطة بها تنفيذا لسياساتها التوسّعية الاستيطانية.
وبعد الأحداث المتسارعة في الاراضي السوري وسقوط نظام بشار الأسد قبل شهر تقريبا، تَوغّل الجيش “الإسرائيلي” عدّة كيلومترات داخل الجولان السوري، وسيطر على موقع “جبل الشيخ” السوري بعد أن غادرته قوات النظام، وفقا لصحيفة “معاريف الإسرائيلية”!
وقد صادقت حكومة بنيامين نتنياهو، بالإجماع منتصف كانون الأوّل/ ديسمبر 2024، على خطّة قدّمها نتنياهو، لتعزيز “النموّ السكاني” في مستوطنات الجولان المحتلّ، وبتكلفة تزيد عن (11) مليون دولار!
وقد أعلن الجيش “الإسرائيلي” مواصلة الاجتياح داخل الأراضي السورية، عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي غرب سوريا، وهي منطقة محاذية لهضبة الجولان التي تُسيّطر عليها “إسرائيل”، وذلك بعد ساعات معدودة من الإطاحة بنظام الأسد.
والمنطقة العازلة بين الطرفين “الإسرائيلي” والسوري تقع تحت سيطرة قوة حفظ النظام التابعة للأمم المتحدة، التي تُعرف باسم “يوندوف”، والتي تُنفّذ دوريات متواصلة في المنطقة العازلة بين المنطقتين الخاضعتين للسيطرة “الإسرائيلية” والسورية.
والغريب أن قوّة حفظ النظام بقيّت بالمنطقة الفاصلة رغم الخروقات “الإسرائيلية” ولا ندري ما دورها إن لم تتمكّن من منع “إسرائيل” من اقتحام الأراضي السورية؟
وهل سينتهي عملها في المنطقة لحين نهاية تخويلها السابق يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وفقا لتخويل الأمم المتّحدة، أم أن المنظّمة الدولية ستُجدّد عملها الذي يُصوّت عليه كل ستّة أشهر؟
والتوغّل الصهيوني أثار سلسلة من الإدانات الأمميّة والدوليّة بسبب انتهاك “إسرائيل” اتّفاق فكّ الاشتباك الموقّع في العام 1974 مع سوريا!
ورغم الادانات العربية والغربية للتغلغل “الإسرائيلي” إلا أن حكومة نتنياهو تجاهلت كافّة المناشدات والقرارات الدوليّة واستمرّت في تنفيذ مخطّطاتها الهادفة لتوسيع رقعة الكيان الصهيوني واستغلال الأوضاع الحالية في سوريا!
ولم تكتف “إسرائيل” بتعزيز انتشار جيشها في المنطقة العازلة بل شنّ طيرانها عشرات الهجمات الجّوّيّة على أهداف حيوية ودقيقة في عموم المدن السورية!
وتهدف “إسرائيل” وفقا لتصريحات مسؤوليها ولبياناتها الرسمية من وراء هذا الاختراق والضربات الى تحقيق جملة أهداف، ربما، من أبرزها:
تطبيق خطّة طوارئ لمنع الفصائل المسيطرة على مجريات الأمور السورية من استهداف “إسرائيل” والتجمّعات السكنية في الجولان مستقبلا.
توسيع نفوذ “إسرائيل” واحتلالها للمزيد من الأراضي السورية.
تحجيم القدرات العسكرية للحكومة السورية الجديدة.
منع ظهور جبهة جديدة قد تؤثّر على الحرب في غزة.
تشجيع النموّ الديمغرافي في المستوطنات، ومضاعفة عدد السكّان “الإسرائيليين” في المنطقة.
السيطرة على موقع “جبل الشيخ” الاستراتيجي، والذي يشرف على لبنان وسوريا والأردن، بارتفاع أكثر من 2800 متر، واستخدامه للمراقبة والردع!
جعل المنطقة منزوعة السلاح عبر مطالبة “إسرائيل” الأهالي بتسليم أيّ سلاح لديهم، وكذلك تفجيرها، قبل أيام، لكافّة أنواع الأسلحة التي تركها الجيش السوري بعد انسحابه من المنطقة المحاذية، وغيرها من المكاسب العسكرية والاستخباراتية “الإسرائيلية”!
وقد نقل عن نتنياهو قوله بأن “مرتفعات الجولان ستبقى جزءاً من إسرائيل إلى الأبد”!
سوريا، قالت الحكومة المؤقتة بزعامة أحمد الشرع بأن “إسرائيل” تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا، وأن بلاده غير مهتمّة “بالانخراط في صراعات جديدة”، وتركيزهم “على إعادة الإعمار”.
وللتاريخ نؤكّد بأن المزاعم “الإسرائيلية” بأن هذه “التحركات مؤقتة” هي فخّ وتخدير ومحاولة لخداع الرأي العام العالمي والعربي، وذلك لأن التجارب الماضية أثبتت بأن “إسرائيل” لا تنسحب من أي مكان تُهيمن عليه إلا في حالة الضغوطات العسكرية القاتلة!
dr_jasemj67@