23 ديسمبر، 2024 12:46 ص

أهداف أم غايات ؟

أهداف أم غايات ؟

بعد كل ثورة، وبعد تحقق الانتصار، أو بعد التأكد من تحقيقه، تطفو المطالب الشخصية، عندما يكون الشعب في خضم الثورة لا يهتم بقضاياه الشخصية والفئوية، يتجه نحو هدف واحد، وهذا ما حدث في بداية سقوط النظام، كان الشعب متوحد فرحآ بالتغيير من نظام قمعي استبدادي، إلى نظام أطلق الحرية والقيود ليصبح المواطن له الحرية، وتخلل هذا التغيير بعض الرفض من قبل جهات خارجية، تصرفاتها بين القبول والرفض! لأنها تريد أن تراعى مصالحها الشخصية! أخذت على عاتقها زعزعة الأمن داخل فئات المجتمع العراقي، من خلال زرع روح التفرقة بين مكونات الشعب الواحد لإضعاف القوة الأساسية بعد قوات الجيش والشرطة، هم العشائر والقبائل الأصيلة التي لها الدور الرئيسي في كثير من الثورات، ومن ثم إدخال الحرب الأهلية بمسميات إسلامية! أمثال داعش، والنصرة ، والقاعدة، وغيرها التي لاقت الجدار الأقوى في التصدي وإلحاق الهزيمة بهم على أيدي أبناء الشعب، الذي يحمل راية التوحيد والجهاد والنصر، وفي خضم هذه الأحداث لم يفكر الشعب هل لديه مسكن أم لا؟ أو الموظف الفلاني راتبه قليل أو كثير ؟ ولكن للأسف قبل أن يكتمل النصر والقضاء على جيوب الإرهاب، نرى المطالب الشخصية والنواقص التي خلفها النظام السابق وهي من ميراث ذلك النظام تعالت اصواتها!
والجميع يعلم أن هناك مجموعات مختلفة لها نشاطات سياسية، وهناك فرق لها نشاطات تخريبية وأصبحنا نحن بمفترق طريقين أحدهما طريق النصر النهائي على داعش والآخر الهزيمة لا سامح الله والعودة إلى ما كنا عليه.
هنا يكمن واجب الشعب قاطبة لاسيما الشباب منه أن يكملوا هذا الانتصار بوحدة الكلمة والهدف الأساس، وهو بناء الدولة العادلة، وتمكين الشباب من قيادة البلد، ولنا احتياجات في المرحلة القادمة، علينا أن نخطط من الآن للمستقبل، ولنا أهداف ولأجيالنا نفس ألاهداف .
وهناك من يرى في تحقيق الأهداف مصالح شخصية! ويرى الآخر كسب ثقة الشارع العراقي، ونرى حركة التغيير نحو الشباب، أصبحت ضرورية جدآ، للنزول إلى مستوى الطموح واستقطاب الشباب، لكي يستعيد العراق عافيته، ويقضي على كل أشكال الفساد الذى استشرى في كل مفاصل الدولة العراقية. فالتغيير سنة الحياة وسمتها، فمرحلة ما بعد داعش هي مرحلة البرامج العملية وتجذير الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية في الدولة العراقية وليس الشعارات والبيانات السياسية.