نستطيع ان نصف حال البصرة واهلها، كذاك الشاب الذي أنقذ “فيلاً” من كمين نصب له، وبعد عدة سنين، وخلال حضوره سيرك أقيم في بلدته، غضب فيل ضخم كان موجود في السيرك، وهجم على الجمهور، هرب الجميع ألا هو بقي في مكانه مبتسم، معتقد انه نفس الفيل الذي أنقذه قبل سنين، وسيرد له الجميل، ولا يمكن ان يؤذيه” فكيف من تمنحه الحياة، يقتلك؟!”
بالفعل اقترب الفيل منه، لكن داس عليه وكسر أضلاعه ” تبين انه ليس نفس الفيل الذي أنقذه، وهو متوهم”, فتندم ولات حين مناص.
البصرة تعطي النفط، الشهداء، الممر الرئيسي لتجارة العراق من خلال الموانئ، وارتباط حدودها البرية بدولتين، بالإضافة الى وجود الكثير من المعامل والصناعات، التي ترفد ميزانيات العراق بأموال كثيرة.
كان أهلها يتوقعون بعد تغير النظام، ان يتم التعامل معها بصورة مختلفة، وعلى اقل تقدير تعطى وفق استحقاقها، وما تقدم من عطاء للوطن، لكن للأسف، اتضح لشعبها انها ليست الدولة التي كان يحلم بها، لكن في الوقت الضائع، تماما مثل صاحبنا والفيل، أي بعدما تكسرت اضلاعه شعر انه كان واهم.
لا توجد عائلة بصرية، لم تفقد عزيز عليها، اما في الحرب، او بالأمراض السرطانية المنتشرة كأنها الأنفلونزا، ونستطيع القول ان البصرة، هي أكثر مدن العالم، التي تستهلك اقمشة سوداء.
كل ذلك خارج إرادة الحكومات الحالية، فالأمراض سببها كثرة الحروب، التي خاضها النظام السابق، اما الموت سببه داعش، ومن على شاكلته.
لكن الامراض والموت بالانفجارات، وان كان واجب الحكومة معالجتها” لكن هم طايحة للأجاويد” لكن ما يحصل اليوم في البصرة، قتل الحياة بالكامل وموت جماعي، لشعب يبلغ نفوسه أربعة ملايين نسمة.
رب السموات والأرض يقول ” وجعلنا من الماء كل شيء حي” , وحكومتنا الموقرة, ترى ماء البصرة اصبح مسموم, ولا يصلح حتى للحيوانات.
فرئيس الوزراء مشغول بنفسه وتحقيق حلمه في الولاية الثانية، اما محافظ البصرة، لا يستطيع ان ينسى انه ” دلال عقارات”, فلا زال يبيع الكلام فقط.
انقاذ أربعة ملايين بصري، من خلال بناء سد، وانشاء محطات تحلية، لا يكلف ثمنها، مبيعات يوم واحد من نفط البصرة.
لكن هيهات هيهات، ان يشعر المسؤول بالمواطن، فتاريخنا لا يذكر ان في العراق، حكومة اهتمت بمواطنيها.
الى الله المشتكى، فهو المنتقم الجبار