23 ديسمبر، 2024 7:39 ص

أهالي خان بني سعد: جهود العبادي كالوشم في جسد السوداني

أهالي خان بني سعد: جهود العبادي كالوشم في جسد السوداني

مفهوم الإدراك في العمل السياسي، يعني الإحاطة والشمولية، بكل مجريات البيئة السياسية، وفهم مناطق التداخل الدولي، ونقاط المصالح بعيدة المدى، وبما أن الصراعات الدينية، هي التي تحرك التأريخ منذ قرون، كان الأجدر بحكومة السيد العبادي، الإلتفات الى عمل العلاقات الخارجية، والإسترجاع التأريخي لها، ودورها في مواجهة التطرف الداخلي والإقليمي، ولكن ما شهدناه هو مزيد من الدماء والأشلاء، دون إحتواء أو قضاء، على الفكر المناوئ لسياستنا.
ملاحقة تناقضات، ومخلفات ورموز النظام البائد، قد تحتاج لوقت ليس بالقليل، ولكن أن يستمر نزيفه وحقده، بجيش همجي لا يعرف إلا لغة الدم والتكفير، ولأكثر من عقد ونيف، حاصداً أرواح الأبرياء في أيام إحترنا كيف نسميها؟ لأن مفردات الأيام الدامية والدموية، باتت غير كافية لمسح أنهار الوجع واليتم، ناهيك عن تسمية المناطق والأعداد المهولة، التي ترتحل الى بارئها لا لذنب، إلا لأنها موالية للعترة الطاهرة.
إعترافات منسوجة على ضفاف الدماء، بوداعها لأحبتها في عيد الفطر، الذي لن يمر سعيداً بعد الآن، على أهالي ناحية بني سعد، بسبب رحيل الوالد والزوج والإبن، وسط عالم مظلم تعهد بالقتل في منظر شاحب، يتوسل فيه ملك الموت النظر لحصد هذه الأرواح، فمتى تعيد الحكومة خططها لدراسة البيئة السياسية المتحكمة، في صناعة الموت وتصديره لبلدنا؟ على أنهم يعلمون علم اليقين، من وراء هذا التدمير والخراب!
الناس البسطاء دائماً، ما يطرحون أسئلة حول نهاية الوضع الأمني المتردي، وهل سينتهي بإبادة جماعية للطرف، الذي يقود ملحمة الوجود، والدفاع عن العراق أرضاً وشعباً؟ والحقيقة أن ما تتعرض له هو إمتداد طبيعي، لحركة سيد الشهداء وأنصاره، الذين إشتروا من البارئ عز وجل أنفسهم، ويزلزلوا الأرض تحت أقدام الطواغيت، فسالت دماء زكية طاهرة، على مذابح الحرية والكرامة، والإصلاح عبر الجهاد الكفائي، والقول الثابت، والفعل الشجاع.
الساسة مع غلمانهم، وأبخرتهم النتنة، وضجيجهم الصاخب، هو من صنع الموت لأهلنا، وأدخلوا العراق في دوامة العنف والفوضى، حيث التخلف الفكري، والفساد السياسي، ويعدان أهم أسباب تردي الواقع الأمني، والثمن دمى بشرية، تساق الى عالم الرحيل رغم أنفها، لئلا يعيشوا لحظات العيد في بيوتهم، والحكومة عاجزة عن غلق هذا الملف الدامي، وبدأ التأريخ بالرقود في سراديب مظلمة، لا تحوي إلا رفات أبناء خان بني سعد.
جميع من ألتقيتهم في مجلس عزاء، لأحد ضحايا التفجير الإرهابي في ناحية بني سعد، ذكروا شهادات حية، عن مدى بشاعة الجريمة النكراء، موجهين كلامهم الى الحكومة، حيث قال أحد الحاضرين: ما يقوم به السيد حيد العبادي، في مجال الامن الوطني، أشبه ما يكون برسم وشم أسود، على جسم رجل سوداني الجنسية، فلا يرى شيء مما رسم إلا أسنانه، وإلا الى متى يستمر التدهور الأمني؟ وكم نحتاج لنعود كما كنا؟