23 ديسمبر، 2024 4:17 م

أهالي الضلوعية والحشد الشعبي وولادة الحس الوطني للعراقيين

أهالي الضلوعية والحشد الشعبي وولادة الحس الوطني للعراقيين

أظهرت وسائل الإعلام الصديقة والمغرضة على حد سواء مشاهد إحتفالات أهالي الضلوعية ابتهاجاً بتحرير مدينتهم على يد قوات الحشد الشعبي بقيادة الحاج هادي العامري, ونقلت قناة (الحرة عراق) الممولة أمريكيا عن شيخ عشائر الجبور شكره وامتنانه لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي كسرت الحصار المفروض على مدينتهم من قبل داعش الإرهابي, وفي مشهد آخر أظهرت القناة المذكورة إحدى نساء الضلوعية وهي تدعو للحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية الوطنية بالنصر وتشكرهم انهم حافظوا على نساء الضلوعية من الوقوع في الأسر والسبي على يد داعش كما حصل مع نساء الموصل وسنجار.

ان إحتفال أهالي الضلوعية ذات الغالبية السنية بالنصر, واستقبالهم لسرايا الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بالأهازيج له دلالات عديدة من أهمها:

أولاً: ان هذا الاحتفال يمثل إستفتاءاً شعبياً عفوياً على مقبولية الحشد الشعبي وفصائل المقاومة من قبل بقية مكونات الشعب العراقي خلافاً لما يُشاع او يروج له المغرضون.

ثانياً: إدراك أبناء المناطق السنية للمؤامرة الخبيثة التي تحيكها قوى إقليمية ودولية من بينها الولايات المتحدة الأمريكية, وأطراف محلية لتمزيق نسيج المجتمع العراقي على أسس طائفية وعرقية كمقدمة لتقسيم العراق وفقاً لمشروع جو بايدن سيء الصيت .

ثالثاً: يمثل إحتفال أهالي الضلوعية واستقبالهم وقتالهم لجانب الحشد الشعبي وفصائل المقاومة رسالة سياسية عملية مفادها قبول أبناء المناطق السنية بتحرير مناطقهم من قبل سرايا الحشد الشعبي, وكذلك رداً عملياً على الأصوات النشاز التي حاولت النيل من الحشد الشعبي او التقليل من انجازاته او بخسه حقه.

رابعاً: ان الحشد الشعبي بات يمثل مشروعاً وطنياً يوحد أبناء الشعب العراقي بإنتصاراته وإنجازاته حيث ارتوى تراب الوطن بدماء مقاتليه الأبطال مما أعطى له مصداقية عند شرائح كبيرة من العراقيين بمختلف انتماءاتهم وذلك بعد ان فشلت القوى السياسية التقليدية بتوحيد

الشعب العراقي أو العبور به الى بر الامان خلال السنوات المنصرمة, فباتت شرائح واسعة من العراقينن يتطلعون الى الحشد الشعبي وفصائل المقاومة لإنقاذها سياسياً بعد انجاز مهمتها العسكرية في التخلص من داعش الارهابية.

أخيراً ان أعظم دلالة يمكن فهمها من إستقبال اهالي الضلوعية لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة هي تغليب الحس الوطني والعروبي على أي إعتبار آخر, وهو منجز مهم في هذه المرحلة اذ يعيد للأكثرية العربية بشقيها الشيعي والسني هيبتها التي تمزقت بفعل المؤامرات التي حيكت ضدها منذ سقوط نظام البعث سيء الصيت والى يومنا الراهن حيث انشغل عرب العراق بقتل بعضهم البعض لأسباب مذهبية مما اضعفهم وشتت قوتهم فإستفاد من ضعفهم الآخرون.

شكرا لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي بدمائها سيبقى العراق موحداً أرضاً وشعبا