كنت في سيارة “الكيا” أتطلع في الصحيفة استوقفتني المادة( 8) خامسا من قانون تعديل قانون انتخابات مجلس النواب والتي تنص” ان لا يكون(المرشح) قد أثرى بشكل غير مشروع على حساب الوطن او المال العام” لم استطيع ان أهضم هذه العبارة قرأتها أكثر من مرة ولكن دون جدوى(بدأت اقلق على بعض الأشخاص الذين لا احترمهم كيف سيرشحون ورائحة فسادهم تسكب الأنوف وتقض موتى القبور), بدأت ابحث عن معين قد أكون في حلم ويسعفني, لم أجد الا رجلا كبير السن تبدو عليه ملامح التعب والحزن والفقر سألته سيدي هل تجيد القراءة نظر لي باستخفاف وابتسامة ساخرة شعرت بالاهانة وكنت استحقها,قال أنا أستاذ دكتور وباحث في تاريخ العراق “فلان الفلاني” شعرت بالخجل واعتذرت,ثم قال تفضل ماذا تريد قلت هذه العبارة سيدي لم استطيع هضمها واستيعابها تناول الصحيفة وقراء العبارة سكت ونظر لي و قال,أن الزمن أباح لهم القوة ليفعلوا بنا ما يشاءون,ألا إرغامنا على الرضى بما يفرضون علينا والاستخفاف بعقولنا فهذا لن يكون,فان كنا لا نملك حمايات ولا أسلحة ولا أموال,فأننا لا نزال نملك قلوباً تحقد ودماء تغلي وأيمانا بقضية الإصلاح لا تفلها النار ولا الحديد, ان بإمكانهم ألان فعل ما يريدون من الاستحواذ على المناصب والسلطة والمال(اقصد الفاسدين) لكن ليس بإمكانهم ان يجعلون الشعب يحبهم ويحترمهم وسيكون لهم قذاً في العين وشوكه في المضاجع وجسرا تعبر علية كل حكايات الاستخفاف التي تغيظهم,وان كان هذا لا يهمهم فسوف يهم أسيادهم,وأردف قائلا لي لقد أزعجتني بهذه الأخبار ورغم ان لم أصل بعد إلى منزلي لكني مضطر الى اترك الحافلة لانفرد مع نفسي وقال لسائق توقف من فضلك, وترجل دون ان يودعني ونظر لي الجميع باستخفاف كوني تسببت في إزعاج رجل وطني كبير ,فكيف بالك بالذي يزعج شعب .