18 ديسمبر، 2024 10:02 م

أن تقتل أخاك يعني أن تنتحر بغيرك هزمت “داعش” بإنتصار إرادة الإسلام

أن تقتل أخاك يعني أن تنتحر بغيرك هزمت “داعش” بإنتصار إرادة الإسلام

شوه تنظيم “داعش” الإرهابي، المعاني الإسلامية الحنيفة؛ بإجتزائه الآيات مرحلا معانيها من السلام.. خلاق الحضارة، الى الإرهاب.. مدمر الحضارات آخذًا ” وإقتلوهم حيثما ثقفتموهم” غاضا الطرف عن “وإن جنحوا للسلم فإجنح له” وقس على هذه الإجتزاءات، قوام الفكر الداعشي المهووس برائحة الدم، تزكم ضمائر موتورة، لا تجيد العيش في أجواء صحية، قدر توقها لنشر الذعر وبث الفوضى، تقض مضاجع الأطفال وتمتهن حرمة النساء حياءً.. تبدد الثروات.. تقطع النسل وتقتل الحرث!

لكن بعد تصدي شباب قواتنا الأمنية البطلة، تجتث وجود “داعش” من جذره السافي مع رمال صحارى الأنبار، شائها على حدود التيه بين الموصل وتركيا وسوريا، ورقة خاسرة لم تعد رهانا لأحد ممن ألّبوها، بل تنكر لها الجميع متنصلين… يبرأون منها الى العالم المتحضر، مشهدين الله على أنهم تائبون وخير الخطائين التوابون… أفبعد الحق سوى الضلال!؟

شوه “داعش” تعاليم الإسلام، وحوله من دين رحمة، بين طيات القرآن الكريم، الى أداء نقمة نفّس أفراد “داعش” وقادته ومنظومته الإيديولوجية، عن مكامن ساديتهم “تعذيب الآخر” بل عاشوا عقدا شوهاء، من مثل المازوشية “تعذيب الذات” لأن الإنسان إذا قتل أخاه الإنسان، من دون سبب، كأنما ينتحر بسواه! وحكمة الإمام علي.. عليه السلام تقول: “أما أخوك في الإسلام او نظيرك في الخلق”.

وبقدر ما شوه “داعش” الإسلام، عادت الدول المعتدلة الى رشدها، في نصب الحق بموضعه، من الإيمان.. بعد هزيمة “داعش” أمام قواتنا العراقية البطلة.. المجتمع الإسلامي، ممثلا بدول الإعتدال، بدأ يلملم شمله كي لا تتكرر التطرفات الفكرية، التي تتخذ من منهج السلام القرآني، ذريعة لإعمال السيف في الناس الأبرياء، ومداهمة أمن الشعوب المستقرة.. سلاما.. سلاما.

تطرفات بناها “داعش” إنطلاقا من هوسه الدموي، الذي فسر على ضوئه نصوص القرآن، والقرآن براء مما يأفكون، فندتها قواتنا الأمنية؛ لأن آخر الداء الكي؛ ولا يرد الحديد إلا الحديد.. فولاذ تشظت عليه “داعش” كالزجاج الهش وأوهى جلداً.

بعد المخاض العالمي، الذي مرت به الأسرة الدولية؛ جراء إرهاب “داعش” الذي أقلق المطارات وعمال المساطر والسياحة، في كل مكان من العالم، أصبح العراق منقذا؛ تصدى لـ “داعش” بدم شبابه وأرواحهم الشهيدة وثروات شعبه التي أنفقت ثمنا للسلام العالمي.

كل ما جرى للعالم، وبعد إنجلاء غمة “داعش” إحتكمت أنظمة كثيرة، الى منطق العقل، بعد أن كانت سادرة في غيها، وهذا ينفذ بنا الى خصوصيتنا العراقية، التي يجب أن تتعظ مما جرى، في الإحتكام الى منطق العقل وعقلنة الإنفعالات المتشبثة بمفاهيم خاطئة، جعلت البلد فريسة سهلة بيد “داعش” ولم نفلح بالإنتصار عليه، إلا بالتخلي عن قناعات جوفاء، ليس لها مقابل حقيقي، على أرض الواقع.. ميدانيا.

الآن وجب تمدين مؤسسات الدولة، من دون التخلي عن الإسلام، بل وضعه في نصابه الحق، سبيل عبادة مثلى للرب العظيم، مركزين على النقاط المضيئة، في الديانات كافة، وفي المقدمة منها الطروحات الدنيوية في الإسلام، التي توجه الى سبيل الفلاح في الآخرة، على هدي حكمة سيد البلغاء.. الإمام علي عليه السلام: “إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”.. فـ “لا جيرة ولا تفويض” كما يقول الإمام جعفر الصادق.. عليه السلام.