23 ديسمبر، 2024 7:21 م

أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ

أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ

تذكرتك هذا اليوم في شارع المتنبي والسماء ترقص فرحا وتصب دموعها في المطر و اسراب  من المتبضعين للثقافة والانس والموسيقى تجول منتشية بصباحات شارع الفكر والثقافة واللقاء اذ تبدو الوان الفرح البغدادي على هذه الجادة بكل تفاصيلها فهنا خان اعيدت تشكيلته من قبل امانة بغداد وفي مقدمة هذا الخان يقف نصبا لمهدي الجواهري الشاعر المعروف وسط فناجين قهوة لا ادري ان كان يرضى ابا فرات ان يكون قرب فنجان قهوة او نخب كاس من الحياة ويمتد الخان و في مسالكه تجاذبات غناء مقام بغدادي انقطع التيار الكهربائي فيها فصدح صوت مغنيها عاليا باقوى من صوت مكبرات الصوت واخر اعتلى منصة لااعرف من هو لكنه كان يحمل صورة لبغداد ( زمان كان قبل نصف قرن ) ويغني على منصة ( واكف على المسعودي .. امان امان ) في ذات المكان  تجاذبه اصوات عذبة هنا وهناك وتغني وتنشر الفرح بآلة عود يعززها صوت يقلد و يترنح بين صوت ياس خضر ورياض احمد وحسين نعمة ولاينتهي الا بطلب جمهوره الذي تابط سمعه بانهم من محبي يوسف عمر وبالذات في اغنية مشهورة مخفية تترحم على داود .

 هذا هو العراق ليس حزنا انما فرحا يذوب في خيال المبدعين فليس مصادفة ان التقي بالاديب والروائي والعقل السياسي  زهير الجزائري في هذا الشارع  الذي جاء بعيونه السردية والممتعة بكل تفاصيلها سياسة وفنا وموسيقى حاملا معه رسالة فكر واسرة عريقة في اعرق المدن وبخياله وتلقائيته الجميلة التي عهدتها به .
بعد هذا شاهدت اللبوة الفنانة  اسيا كمال وهي تحمل كل قارة اسيا بالوانها وتذكرت حديثها عن زيارتها للهند وكيف تحلق حولها  معجبين بفنها والتقطوا صورا تذكارية .

 وشاهدت ايضا فيما شاهدت  الجادرجي نصير الذي عاد الى عشه الجميل في يسار العراق وبغداده الجميلة وهو فرح بفرح حفاوة المحيين له في هذا الشارع من بغداديو وعراقيو المدن الاتون الى هذا الشارع العتيد حين التمعت عيونهم برؤياه وهو يتبضع ثقافة وفرحا في عيون محبيه

 كما هزتني مشاهدتي لحضور متتبعات لشارع الثقافة والعلم من بيروت وهن ينتشين َ بكاس شاي من قهوة الشابندر واخذتهن الدهشةُ لبغداد الموسيقى خاصة في رحلة نهرية على ضفاف دجلة الخير , وصورن وبكين بدموع الحب والموسيقى حيث رفعت على صدرها ” كارولين”  عقدا ً كانها جؤذرا ً وكان العقد هو خارطة العراق مصنوعة من الذهب الخالص وهي تبكي فرحا حين حضرت بغداد لاول مرة  ولامستها ارضا وشعبا وهي حية نابضة بالحياة والى جانبها ” غنى حيدر ” من نبطية لبنان وهي مبتهجة بعيونها الملتمعة بخضراء لبنان وحب سواد العراق

شاهدت فيما شاهدت سياسيون واسلاميون منفتحون يضحكون ويقهقهون لبعض ما قرؤه في اخبار النت الافتراضي ورعيد فضائيات باتت تعيش على اخبار داحس والغبراء  صدقا كان ام كذبا

ولايفوتني انني كنت مع عبد الحليم الرهيمي في المساحة التي افردها المتنبي لمؤسسة المدى وهي قاعة تستحضر في كل جمعة رموز ثقافية وفنية لماضينا وحاضرنا  اذ التقيت في هذه القاعة اعمدة الصحيفة علاء المفرجي وعلي حسين وعدنان حسين الذي استانس بحديث عبد الحليم الرهيمي  وزوجته ” عزّة ” وتذكرا مقاهي لندن و تجمعات العراقيين المعارضين فيها ايام كانت بغداد ترزح تحت نير الدكتاتور والمستبدين معه

وارد بدر السالم كان منتصبا في ركن الشابندر اذ كان يحيي معجبيه ممن تاثروا بقصصه ورواياته ايام حصده لجوائز كثيرة من خشني الجسد الذين تمتليء بهم ساحات الثقافة حاليا وقليلا من ناعسات وناعمات الحب

لااختم حديثي هذا عن زيارتي هذه للمتنبي بل بعض ما شاهدته في زيارتي هذه وللحديث تتمه …