23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

أن الله تحت عباءتي

أن الله تحت عباءتي

توالت افكار كثيرة على مجتمعاتنا العربية وخصوصا في العراق وكانت في المجمل دينيه متجددة ولست هنا بصدد تقييمها وإنما لتسليط الضوء على الكثير من سلوكياتنا تجاه تلكم الافكار.
حيث هناك صفات تفرد بها الانسان بشكل عام وأخذ القرآن على عاتقة توصيف احداها وقال(وكان الانسان عجولا)لذلك قد تعمد القرآن بسرد الكثير من القصص وأخبار القرون التي سلفت لأخذ العبرة والتعلم من اخطاء الماضي وعدم الانجرار وراء العجله التي التصقت بشخصياتنا كبشر…نعم كل ذلك لم يحقق للقرآن ما كان يصبوا اليه فلا نزال نرفض كل فكرة لمجرد اختلافها عن ما نعتقد ضنا منا ان ما نحمله في عقولنا هو الحق المطلق وغيره مجرد اوهام متأثرة بالغرب الكافر كما يحلو للبعض تسميتهم !! والغريب في الامر ان بعد رفض الفكرة وتكفير صاحبها والتشهير بسمعته نجلس بعد فترة من الزمن ليست بطويلة لنناقش ما قد طرحه لنكتشف ان الرجل لم يرد لنا سوى الخير وتحرير عقولنا المكبله بلعنة الحضارة  الاسلامية ومنجزاتها متناسين ما امسينا عليه اليوم !!!وهذا قد تكرر في اكثر من زمن ففي القديم ظهر (الحلاج)وتعرض لأبشع انواع السلوك العدائي حينما تكلم بعبارات لم تستطع عقولهم آنذاك بتحملها وواحدة من تلك العبارات هي التي اخترتها لتكون عنوانا للمقال فهم لم يكتفوا برفض الطرح الذي انتهجه وحسب بل قاموا برمي جسده في نهر دجله قبل ان يمزقوه علما انهم لم يناقشوه وقاموا بتثقيف الناس على عدم الاستماع الى افكاره ومثل هذا الكثير يمر علينا بين الحين والحين ولا نتعلم ان للآخر الحق بنشر فكره وللآخرين الحق بالاستماع اليه ولكن هذا لا يعني بالضرورة ان اي فكرة طارئة تكون صادقه لكن دعونا نؤمن بالقاعدة العقلية التي تقول (خذ الحق منه ودع الباطل عليه) …..ولكن وبالرغم من التحرير السياسي الذي شهدته معظم البلدان العربية والحرية الكبيرة التي لم تكن حاضرة قبل الربيع العربي الى اننا اليوم في امس الحاجه الى التحرر الديني كون اغلب تلك البلدان قد تسلق على هرم سلطتها الفكر الديني المتطرف نعم لم يعد هناك حضرا على الطرح والنقد السياسي بل اصبحت هناك حرمة على جميع الافكار التنويرية واعتقد ان السبب من وراء الرفض والتحريم هو الخوف من سقوط عروش المرجعيات الدينيه المتطرفة المستفيدة من الوضع الراهن ماديا بشكل كبير نعم وذلك لقربها من الاسر الحاكمة التي تحكم هذا البلد او ذاك ولاختلاف تلك الافكار عن المنهج الذي تنوي تسييره السلطة على عقول البسطاء وتحث علماءها لدحض تلك الافكار بتحريمها وتجريم صاحبها وهذا اضعف الإيمان. لذلك سأطرح امثلة وتساؤلات لعلي اصل فيها الى ما ارجوه …كيف كانت (مصر)قبل مئة سنة من الان ؟؟نعم هي من أكثر البلدان نتاجا للأدباء والمفكرين والفنانين بل صاحبة الامتياز في تطوير الثقافة في ذهن المتلقي العربي وكان ذلك بفضل التلاقح الذي تملكه في النسيج البشري من مسيحيين ومسلمين ولكن تهاوى هذا الابداع ليتحول الى صراع عقائدي رخيص وكل هذا بسبب الافكار الدينيه الرجعية وهذا ما يجعلنا نتساءل ماذا انتجت (مصر)بعد المئة سنة ؟؟الى اي اتجاه ستسلك بنا هذه الافكار؟؟لذلك نحن في امس الحاجه لإسقاط الحكم الديني ودعم المواطن والمواطنة وبحاجة الة الدولة المدنية والتعايش السلمي الذي نطق به القرآن قبل آلاف السنين…فلم تنهض اوربا لتصبح ما هي عليه الان إلا بإسقاط حكم الكنيسة التي عاثت في الارض فسادا وكما نحن الان لن ننهض إلا بعزل الفكر المتشدد والعمل على اقامة دولاً مدنيه تحكم البلاد العربية ليكون فيها صوت الشعوب اعلى من اصوات المستفيدين على حساب الاخر التي تدعوا لرفض التجدد وقد سمعنا تلك الاصوات طويلا ما الضير ان استمعنا وأنصتنا لغيرهم!!!ما الفائدة المرجوة من الاستمرار للانصياع الى الجهل والتكفير والقتل….حين خرجت الشعوب وأسقطت الدكتاتورية السياسية يتوجب عليها الان اسقاط دكتاتورية الدين المتمثل بالطفيليين المدعين على الله زورا وبهتانا فأن الله ليس دكتاتورا حينما قال(آنا هديناه السبيل اما شاكرا وأما كفورا).