23 ديسمبر، 2024 7:14 م

أنْقذوا ما تبقى لي من الأيمان

أنْقذوا ما تبقى لي من الأيمان

أستمحيك عذراً يالهي وأني عارفٌ أنك سوف تغفر لي حديثي هذا الذي سأكشف الغطاء فيه عما يختلج في نفسي من صراعات لم أعد قادرا على تحملها وحدي لاني أصبحت ضعيفاً واهناً مشككاً غير متيقناً , واصبحت ضأئعاً فلم أعد أعرف أين هي الحقيقه ومن القائم عليها ومن يشمي في طريقها , فلجأت اليك وحدك ووحدك فقط لانك انت الحقيقه الوحيده التي مازالت في ثنيات نفسي وفي اعماق روحي , فأسالك ياربي بأسمك العظيم أن تعينني في زمان أصبحت لاأميز فيه الطيب من الخبيث ولا الغث من السمين ولا الصالحين من المفسدين , ولا العلماء من الجهلاء , ولا المؤمن من المنافق ,ولا الصديق من العدو , فأعني توكلت عليك أنك انت المعين وحسبي ذلك .

في فترة شبابي قد سحرتني ملذات الحياة التي أمرتنا ان نتجنبها ولكني عصيت أمرك لجهلي وقلة معرفتي بك وارتكبت ما لاترضاه ولاتقبله ولكنك تعلم أن مافعلته كنت أظلم به نفسي أما غيري من الناس فلم أظلم أحد منهم ولم أخذ ما ليس حقي وفي كثير من الاحيان كنت أتنازل عن حقي لهم ليس من باب التقوى ولكن من باب العطف واحترام الغير فقد نشأت في بيئه لاتشدد على الدين ولكنها محافظه جدا جل همها هي الاخلاق والنزاهة والرفعه , وقد علمت أنك غفرت لي حين تبت اليك توبة العارفين بعظمتك ولطفك ورحمتك . ولاني قصرت بعبادتك أجهدت نفسي وعقلي وروحي في القراءه والتعلم الشرعي الذي اوجبته علينا وصار كل اهتمامي هو كيف أعوض تلك السنين من والجهل الضلاله .

ومن قلب مفعم بالايمان بك ياسيدي بكيت كثيرا على مافاتني من العبادات والمعرفه الفقهيه في امور ديني ودنياي فواظبت ان تكون كل صلواتي في الجوامع والحسينيات واهرع قدما لاخذ مكاني في الصفوف الاولى خلف الامام وأقرا القران والصلوات والادعيه  واستمع بقلب خشوع لاي خطبه او حكمه وقرات الكتب وداومت على الذهاب الى الزيارات لال بيت النبي الاطهار حتى والله ان بعض الناس أخذوا يطلقون علي (سيد ) وعندما أنفي ذلك يقولون ان السيد باخلاقه وايمانه ولااخفي فقد كنت في غبطة لامثيل لها من قولهم هذا ولكني لا أعلنها لئلا تكون رياء , ثم ركزت على قراءة القران ولاني متعلم فقد ركزت على معانيه واسلوبه واعجازه حتى اصبح لي مسارا من حيث لاادري فقد استقر في وجداني وعقلي لانه يخاطب اؤلي الالباب , ولم اقصر في العطايا والصدقات والحث على الخير واصبحت اتكلم بحجج من القران لابين لمن لم يدخل الأيمان الى قلبه كم نحن جهلاء حين لانعرف الله , وأني عارف أنك حين ترضى عن عبدك تشعره بذلك فتجعله مطمئنا مستكينا يبيع دنياه ليشتري بها لقائك في الاخره .
وبعد ان قضيت ياربي على الطاغوت حين سلطت عليه الطواغيت والجبابره توجهنا بالدعاء اليك لنشكرنك ونحمدك حمدا كثيرا وبعدها كثر فينا الدعاة ومن هم أولى بالدين منا فقها وشرعا واحتسابا , وكثروا طلبه العلم والفقه والشريعه , من السادة والعوام ومن انساب تعود الى حبيبك ورسولك الامين , واصبحوا ولاة علينا , وهم ساسة الان في دولتنا , وزراء ونواب وسفراء , وكلهم يدعون الايمان بك وبرسولك وأوليائك , وأصبحوا متنفذين علينا ولهم من يتبعهم ويخدمهم , ولم نرى بأساً في ذلك فقلنا لعل ربنا اراد أن يهدينا ويزيد من بركته ونعمته علينا لانهم سليلي النبوه وهم ساده ابناء ساده لهم مكانتهم وعلمهم وشرفهم , واستبشرنا خيرا ,وقلنا اننا على خير مادام ولاتنا خير منا وأتقى وأشرف نسبا وأكثر علما ,  وشاع الامر أن بايعوا هؤلاء للحفاظ على دينكم ومذهبكم فبايعنا وتحقق لهم ماكانوا به يحلمون .

واليوم ياربي ألتمت النائبات علينا , واستبيحت الحرمات , ودخل فينا الجبابره  والطغاة , وتعاظمت قوى الشر علينا , وسلبت الحقوق من المستضعفين فينا , واستشرى الفساد وكثر الفاسدين منا , تفرقنا بأسم الدين سنة وشيعا , أنك تعلم كم قتل منا بغير حق ولاذنب , وكم هُجْرَ من قومنا وهم الان بلا مأوى ولا ناصر لهم ولامعين , وكم هاجروا من فتيانا الى بلاد الغرب ومنهم من قضى نحبه في رحلته غرقاً , وكم فينا من فقراء ومساكين , ويتامى وثكالى ومخطوفين ومسجونين , وقد كثر السحت والحرام والبغي والضلال , وانت أعلم بالباقي الذي لانعلمه لانك علام الغيوب .

فهل لي حق ان أشك في الحقيقه لان من تسلط علينا من الدعاة هم أكثر من افسد في أموالنا , واكثرهم سلباً لاراضينا وعقاراتنا , اخذوا يسكنون القصور والمقاطعات وكل له مملكته الخاصه فمنهم من يسكن الخضراء ومنهم من يسكن الصفراء , بنوا عروشا كفرعون وجمعوا أموالاً كقارون , أشاعوا الخراب والفرقه بيننا , زرعوا الفتنه والنقمه والبغضاء  , لهم جنود يحمونهم وتركوا قومهم للطغاة والجبابره , انشأوا فرقا سريه تهدد كل من يتكلم عليهم , يعتبرون انفسهم خطوطا حمر لانهم من نسب الرسول , باعوا ارضنا الى الغرباء , نهبوا الاموال وتركوا الخزينه بلا مورد , يتحالفون في احلاف همها التامر والخديعه , اسرفوا في ظلمنا وذلنا وضلالنا , مدعين أنهم من اتباع بيت الرسول الاطهار , وأنهم لمنهج الحسين متبعون , تجدهم يلطمون ويبكون وينتحبون ويحضرون المنابر واللطميات والزناجيل وضرب الرؤوس حتى تدمي , بل أن بعضهم تمادى في ذلك كثيراً معتقدا أنه جزء من مشروع الهي لظهور الحجة عليه السلام .

سبحانك ربي وبحمدك اسئلك مستصغرا لنفسي وعلمي مستعظما لعلمكَ  وحكمتك بعد ان صرنا في حيرة من امرنا , فهل ياربي هذا ما أمرت به من العدل والانصاف , هل هذا يوافق مع ما أنزلته في محكم كتابك الكريم , ألم توصي الغني بالفقراء والمساكين , ألم تقل بأنك لاتحب المفسدين , وقلت أن من يريد لقائك فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادتك أحدا , أهذه هي الرحمه بين المؤمنين والشده على الكافرين , الست من يقول أنك قريب تجيب دعوة الداعي اذا دعاك , نسألك بأسمك العظيم المعظم , هل مانفعله هو منهج الاصلاح والثوره للحسين عليه السلام , هل بكائنا عليه عباده وهل تغسل الذنوب كلها كما يدعون , هل كل هذه الشعائر الحسينينه من ضرب القامات والزناجيل والطعام الذي يرمى على الارض وهو من فضلك ونعمتك هل هي أيضا عباده , فهل قام الحسين الشهيد من اجل هذا ام من أجل الاصلاح في امةِ جدهِ , هل في موالاة هذه الاحزاب والفرق المدعيه لال البيت الاطهار فيه أرضاء لك , هل أموالهم حلالا لانهم من ذوي القربى وأن هذا هو الاجر الذي نتقرب به اليك , أن رجعنا الى علمائنا وفقهائنا ليوحدوننا فهم قد تكاثروا فينا وهم فيما بينهم ليسوا متوحدين , فهل هذه هي خير أمة أخرجت للناس , هل نحن ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , فوالله انت اعلم بما يدور في صدري , ألهي انت عالم بسريرتي وقلبي وهمي على أمتي . وهذا ليس حالي وحدي فهناك الكثير مثلي , فبرحمتك التي وسعت كل شئ أن تعيننا وتهدينا الى طريق الحق والعدل والاصلاح , فقد فقدت اعتقادي الا بعدلك وفقدت أيماني الا بوحدانيتك , فأن شئت منا أن نقوم بوجه من يدّعون انهم اولى بالدين منا قمنا , وأن شئت أن نسكت على الذل والهوان ( حاشاك ربي ) فاني بشر وليس لي الا ان استعيذ بك من الشيطان الرجيم , وعندما لاأفعل ذلك سياخذني أبليس حيث يريد