23 ديسمبر، 2024 6:42 ص

أنور الحمداني …

أنور الحمداني …

يقول مثل امريكي شائع “تحدث عالياً،لكن لاتصم اذنيك ولاتغمض عينيك” يقال أن اول من اطلق هذا المثل هو الرئيس الامريكي تيودور روزوفلت. المثل يطابق المحقق انور الحمداني ببرنامجه الغرابي استديو التاسعة هو لايرى سوى عيوب كتلة سياسية محددة ، وليس هذا عيباً ،انما العيب في العمل الإعلامي الحر الذي يدعيه أن يركز على كتلة دون آخرى ، أن يجهو كتلة ويغازل آخرى، أن يفقد لباسه كمقدم برامج ليتحول إلى مصلح وواعظ ومنبه وداعية ومرشد هل قال له احد إنه يتحدث أكثر من ضيوفه المساكين الذين يضعهم في قفص الاتهام والتوبيخ.

لابأس أن كنت صادقاً أن تتحدث بصوت عن كل الاخطاء والسلبيات لكن لاتنتقي ولاتختر البرنامج وسيلة لتسقيط من تختلف معهم وتدعي أنك على حق وأنك سيف الاعلام المسلول.

صعود سلم النجاح لايتطلب من الحمداني أن يتحول إلى بوق ٍ يهلهل علينا ويصول ويجول بعباراته الرنانة والفضاضة .

غاب الحمداني ان يتفقه قليلاً بالاصول الاعلامية التي تقول من العيب أن تاتي بخصوم ليسقطوا خصومهم امام الناس بلا دلائل وكل منهم يبكي على ليلاه ، من العيب أن يكون برنامجه مساحة مظلمة لاحباط العراقيين واشعارهم بالياس الكامل وان تقتحهم يوميا بمظهر خداع بصورة المقهور الذي يتحسف على حال العراقيين البسطاء ، فالمهنية تفرض عليه أن يقول أن هناك ابيض واسود في العراق وأن هناك حق وباطل و أن هناك ايجابيات وسلبيات وأن هناك نجاح وفشل ، لايُفهم من كلامي أنني من دعاة تكميم الافواه أو من الداعين لتضيق حرية الرأي، لكنني لست من دعاة الحديث من اجل الحديث واستغلال وظيفة الاعلام لتصفية حسابات سياسية مدفوعة الثمن والاجر.

وليس سرا أن برنامج الحمداني في حلقاته الاولى كان مهماً ورصيناً نوعاً ما، لكن اندفاع المحقق الحمداني وحماسته الظاهرية ومحاولته اشعار العراقيين الذين ابتعد عنهم منذ 2003 وحتى يومنا هذا ،أنه حزين على واقعهم وافراطه في محاربة شخصيات سياسية معينة وغض الطرف عن كتل سياسية آخرى تحول إلى وسيلة سهلة المناط لتسريع عجلة التسقيط السياسي التي تحركت رحاها مع قرب اجراء الانتخابات النيابية.

ينقص الإعلام العراقي (البرامج الاستقصائية) ولولا ركوب الحمداني وفريق اعداده موجة الصراع السياسي ودخول خط العواطف والاهواء والامزجة لاصبح من البرامج الاولى في كشف الحقائق والمعلومات،في مرحلة دقيقة وحساسة من تأريخ العراقي .

فقد البرنامج هيبته الاعلامية إلى درجة لاتوصف وتحول بسرعة من برنامج ستديو التاسعة إلى وصايا الحمداني في نثر الخراب والدمار لانه لاينظر بعينين،ولن ينظر…