23 ديسمبر، 2024 6:36 ص

أنهيار قيم الوظيفة والتخاطب الرسمي في الدولة العراقية

أنهيار قيم الوظيفة والتخاطب الرسمي في الدولة العراقية

أنهيار قيم الوظيفة والتخاطب الرسمي في الدولة العراقيةمن أكثر مظاهر أنحطاط الدول هو شيوع ظاهرة الرشوة والمحسوبية والتزوير , ولكن من معالم أنهيار الدول أنعدام قواعد التخاطب الرسمي , وتصغير قيم الوظيفة.في الدولة العراقية اليوم : تنعدم قواعد التخاطب الرسمي على مستوى كل من :-
1-   المؤسسات الرسمية المدنية .
2-    المؤسسات الرسمية العسكرية .
3-    الجامعات .
4-    المدارس .
ففي المؤسسات الرسمية المدنية , لم يعد منصب الوزير , ووكيل الوزير , والمستشار والمدير العام , ورئيس القسم والشعبة , لم تعد كل تلك العناوين محترمة بالرغم من وجود مكاتب للوزير وللوكيل وللمستشار وللمدير العام , ووجود سكرتاريا لكل تلك المناصب , ولهم أسطول من السيارات , وحشد من الحمايات والحواشي ؟والسبب في ذلك : أن الوزير ليس مؤهلا لوزارته , ولا لمنصبه , وكذلك وكيل الوزير , وكذلك المستشار , وكذلك المدير العام , وهؤلاء لآنهم غير مؤهلين لمناصبهم وغير كفوئين لآختصاصات دوائرهم , لذلك تراهم يعتمدون على كل من:1-   أحزابهم لحمايتهم لآنهم كثيروا ألآخطاء2-   يدفعون رشاوى وأتاوات للبقاء في مواقعهم .3-    يعتمدون على الموظفين القانونيين في الصغيرة والكبيرة من القضايا ألآدارية والمالية , ولآن أغلب الموظفين القانونيين ليسوا مؤهلين بالخبرة القانونية الكافية , لذلك أصبحت معاملات المواطنين ومعاملات المقاولين عرضة للآبتزاز وأخذ الرشا والعمولة , ونتيجة أنكشاف هذه الطريقة من التعامل , وعرفها المواطن العادي , والتاجر والمقاول , لذلك لم يعد من أحترام للوزير من قبل العاملين معه , وكذلك ألآمر بالنسبة لوكيل الوزير والمدير العام لآنهم تابعين مباشرة لآوامر الوزير , فسقوط شخصية الوزير هو سقوط لتراتبية المناصب تباعا , أما المستشارين , فهي عناوين للمنفعة لا للخدمة وألآنتاج , فكثير من المستشارين لايعرفون حقل أستشارتهم , ولا يعرفون قواعد وأصول ألآستشارة , ويكتفون بالراتب وألآمتيازات وتعديل وضعهم الشخصي مثل : السفر المستمر للخارج , وزرع الشعر للصلع منهم , وتصليح ألآسنان , مع بعض عمليات التجميل خصوصا للنساء ؟أما المؤسسة العسكرية : ونتيجة الدمج , أصبح من لايملك تحصيلا أكاديميا في الشرطة والجيش أصبح يحمل رتبة : مقدم أو عقيد , أو لواء وحتى فريق , مما لم تعد للرتبة من هيبة وأحترام , وأصبح البعض منهم مكدسين في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والمديريات التابعة لهما بدون عنوان وظيفي خاص , لآن بعضهم لايعرف كتابة مطالعة , ولا يحسن تنظيم تقرير , ولا يعرف مصطلحات : الدفاع والهجوم , وألآنسحاب , والتجحفل مثلا ؟وأغلب هؤلاء ممن منحوا رتبا جزافية , فالملازم يصبح عميدا , والنقيب يصبح فريقا وهكذا , ولآنكشاف عدم ألآختصاص , أصبح التخاطب بينهم وبين مرؤسيهم بكلمات : حجي , مولانا , وأبو علي , وأبو صلاح , وهكذا , وأختفى التخاطب العسكري المعروف بين الضباط والمراتب , كما لم تعد التحية العسكرية سائدة بين المنتسبين وهي دليل ألآنضباط وألآحترام .ومن جراء ذلك التسيب , لم يعد منصب رئيس مجلس الوزراء محترما , ومن خلال المخاطبات التي يجريها مكتب رئيس مجلس الوزراء مع الوزارات والدوائر المعنية , نرى أن ألآجابة تتم خلافا لكل ألآعراف والمخاطبات الرسمية , فموظفة قانونية يمكن أن ترد على مكتب رئيس الحكومة أو الوزير دون أن يكون الرد من خلال الوزير وأو رئيس المؤسسة , ومثل هذه الحالات أصبحت شائعة , لذلك لم تعد المخاطبات الحكومية تحظى بألآحترام والتنفيذ , ومن ألآمثلة على ذلك , مخاطبات مكتب رئيس الحكومة للجهات ذات العلاقة , ومخاطبات مكتب الوزير للدوائر المعنية , ومخاطبات ألآمانة العامة لمجلس الوزراء للوزارات والدوائر ذات العلاقة , ومثل : تبسيط ألآجراءات الحكومية التي تم ألآعلان عنها ونشر دعايات لها عبر الفضائية العراقية , لكننا لم نجد لها صدى في الدوائر الحكومية التي ظلت تتعامل مع المواطن بنفس الروتين , ومثل توصيات رئيس مجلس الوزراء بعدم طلب البطاقة التموينية في المعاملات ولكن دوائر الدولة لم تلتزم بذلك ؟وبهذه الصورة أصبحت الدولة تعاني من أنهيار قواعد مسلكية الخدمة وأصول التخاطب الوظيفي , والدولة التي تصل الى هذا المستوى لم تعد تسمى قانونيا بالدولة , لاسيما وأن الدولة العراقية فقدت قانونيتها منذ أن أصبحت لاتنقل البريد ولا تأمن التحويل المصرفي ولا تأمن نقل مواطنيها الى حيث يريدون ؟
[email protected]