من المؤکد بأن الزيارة المشبوهة و غير المناسبة من حيث توقيتها التي يقوم بها نوري المالکي المعزول من منصب نائب رئيس الجمهورية لطهران و کذلك الحفاوة الغريبة من نوعها التي تحاط به من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، انما تعتبر کلها رسائل و نوايا غير ودية و غير سليمة بالمرة بالنسبة للشعب العراقي الذي يتطلع من أجل محاسبة المالکي و مقاضاته عن کل المشاکل و الازمات و المصائب التي تسبب بها للعراقيين.
المالکي الذي صار يطلق تصريحات مختلفة من طهران تتناسب و تتفق مع أفکار و توجهات و سياسات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يريد التأکيد للعالم کله على إنه قد وضع کل کراته في السلة الايرانية وانه قد ربط مصيره بمصير هذا النظام، حيث إنه وبعد أن أدلى بتصريحات معادية للسعودية بالشکل الذي أکد فيها بإنها المسؤولة عن معاناة المسلمين، فإنه في نفس الوقت لم ينسى من الثناء و الإشادة بهذا النظام و”فوائده”الجمة على العراق خصوصا عندما أکد بأن الحكومة العراقية استفادت من تجربة الجمهورية الإسلامية في تجربة تأسيس “الباسيج [التعبئة]”.
المثير للسخرية و مع علم طهران بأن المالکي معزول عن منصبه و ممنوع من السفر خارج العراق، لکنه ومع ذلك فإن السلطات الايرانية و وسائل الاعلام هناك، تصفه بنائب الرئيس العراقي، ويعتقد مراقبون سياسيون بأن إجراءات طهران هذا تأتي في سياق إعادة تأهيله لمسرح التحولات في بغداد، حيث تعتبره طهران رجلها الأول في العراق. علما بأنه قد أکدت مصادر من کتلة التحالف الوطني بأن المرشد الاعلى الايراني قد أعلن بشکل واضح رفضه لأي مساس بالمالکي،
کما أشارت المصادر أيضا الى أن مکتب المرشد أبلغ قيادات حزب الدعوة رفض أية محاولة لإقصاء المالکي من زعامة الحزب. هذه المواقف الصادرة من طهران و من جانب أعلى مستوى سياسي في البلاد أي المرشد الاعلى خامنئي، فإنها تدل و بصورة لاتقبل الالتباس بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايضع أي إعتبار لإرادة الشعب العراقي و رغباته و مصالحه وانما يضع الاولوية لمخططاته و لتدخلاته المشبوهة، ويجدر بنا هنا أن نذکر بما قد أکدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عام 2003، بأن “تدخلات نظام الملالي في العراق أخطر مائة مرة من المشروع النووي.”، وإن حقيقة و مصداقية هذا التأکيد صار ملموسا أکثر فأکثر مع مرور الايام، ومن هنا، فإن الاوضاع في العراق لايمکن إصلاحها و جعلها على المسار و الاتجاه الصحيح إلا من خلال إنهاء نفوذ طهران و بتر أذرعه المختلفة في هذا البلد. –