23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

أنها حرب أخرى.. أنتبهوا رجاءاًّ

أنها حرب أخرى.. أنتبهوا رجاءاًّ

تتبع عصابات داعش الإرهابية أسلوبا آخر لتغطية فشلها في الجانب العسكري لخلق أزمة ثقة بين الجيش والحشد والشعب, فأبواق بعض دول الخليج الإعلامية تسعى لزرع بذور الشك حتى تورق أشجار الخبث لتثمر فتنة فيما بعد.

قبل أيام تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات المأجورة خبرا مفاده أن العمليات العسكرية في تكريت توقفت, بسبب وجود صفقات بين الحكومة وبعض الدول الداعمة لداعش, أذا اشارت تلك الأنباء الملفقة الى أن هناك بعض القيادات في النظام السابق موجودة في تكريت, وأن الحكومة العراقية تسعى لعقد صفقة مع دول خليجية مقابل أن تخرج تلك القيادات من تكريت!

أذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل كما يقال, معطيات ودلائل الحرب تؤكد عكس ذلك تماماً, مجموعة من التساؤلات تبين كذب تلك الادعاءات وتفضح من يقف وراءها ويروج لها والغاية منها أيضا.

سؤال يطرح نفسه, ويفتح الطريق أمام أسئلة أخرى, أن تلك القيادات التي يزعم بعض مروجي الشائعات وجودها في تكريت يمكنها أن تدير المعركة من الخارج, بسبب وجود الدعم الخليجي فما الذي يجبرهم على الدخول الى قلب جحيم المعركة؟ وهل أن وجودهم في أرض المعركة يمنحهم قدرة أكبر على التحرك, أم ان أدارتهم للمعارك من خارج البلاد يمنحهم حرية أكبر؟

ثم يثور جيش من الأسئلة, هل أن من يروج لتلك الشائعات رأى بأم عينه تلك القيادات قبل أن ينشر الخبر؟ هل أنه على تواصل مع الجيش والحشد الشعبي أكثر من الناطق الرسمي بأسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي, الذي نفى تلك الأخبار جملة وتفصيلاَ, وأكد أنها مزيفة ولا أساس لها من الصحة ولا شيء يمكنه أن يثني عزم الحشد الشعبي عن تحرير تكريت, فهل هناك دليل أكثر من كلام الحشد الشعبي؟

أذا كانت الجيش والحشد والمرجعية والحكومة كلهم متواطئون رغم أنهم نهضوا بأعباء وتركة ثقيلة خلفها المنكسرين, فمن هو المخلص أذاً من سلم مفاتيح البلاد على طبق من ذهب؟ أم مافيات الفساد التي نخرت مفاصل

الجيش ووزارة الدفاع والداخلية وأفرغتها من محتواها وحولتها الى مؤسسات وهمية تضم بين ثناياها الفضائيين؟

أذن تلك الشائعات تهدف ألى التشكيك بإخلاص الحشد الشعبي وقياداته ومختلف فصائل المقاومة التي تقاتل الدو اعش, ومن يروج لتلك الشائعات يشكك بنوايا المرجعية التي تعتبر المسؤول الأول عن تشكيل الحشد الشعبي الهدف الاخر وراء تلك الشائعات, التغطية على الخسائر التي تكبدها الدواعش في معركة تكريت, والتشكيك بأنتصارات الحشد الشعبي بالإضافة لزعزعة الثقة وزرع بذور الشك بين الجيش العراقي وقياداته من جهة والشعب العراقي من جهة أخرى لأن من يعقد صفقات مع قتلة أبناء شعبه خائن وهذا الوصف لا ينطبق على أبناء الجيش وقياداته من الشرفاء.

أنها حرب أخرى وأن لم تكن معلنة بشكل تام, الا أن غاياتها واضحة فالجيش والحشد الشعبي قد وضع كل ثقله في معركة تكريت لأنها بداية الطريق إلى الموصل, والدواعش فعلوا الشيء نفسه بذلوا قصارى جهدهم حتى لا يخسروا معركة تكريت, لأن الخسارة تمثل بداية النهاية بالنسبة لهم, هي حرب شائعات تطبخ على نار هادئة, وتحرك في قدورها أياد ملوثة تدعم داعش وتروج له, والأيام ستثبت ذلك.