17 نوفمبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

أننا نعيش في وطن مرعوب ..

أننا نعيش في وطن مرعوب ..

سيطرة الجماعات الإرهابية على التحكم  في زمان ومكان العمليات الإرهابية واختراقها للمؤسسات الأمنية عبر عملائها وأموالها فضلا عن الدعم ألاستخباراتي والمالي الذي تتلقه من دولا إقليمية وعالمية جعلها المتحكم الأول في أوضاع العراق الاقتصادية  والأمنية وبالتالي قدرتها على مسك كل خيوط اللعبة السياسية في العراق والذي أمسى بلدا مرعوبا بحكومته وشعبه يعيش هاجس الخوف والقلق والشك والحذر.. وكأن كل بقعة من أرضه ساحة حرب غير متكافئة ,لان قدرة العصابات الإرهابية اكبر بكثير من قدرة الأجهزة الأمنية المترنحة والضعيفة والهزيلة ..لا أقول كل الأجهزة الأمنية تعيش حاله الشكليات الفارغة التي لا تهتم آلا بالمظاهر الخداعة ( العنتريات )  فضلا عن العجز بإيجاد البدائل والوسائل والعمليات النوعية التي تكفينا فيها شر القتل والدمار, بل أقول اغلب هذه الأجهزة عبارة عن عبا ثقيل على الآمن الوطني  يوازي ثقلها على الميزانية العامة  والتي ينفق منها 30% على وزارة الدفاع والداخلية دون أن  يرى المواطن اثر لهذا الأنفاق الهائل ..ولو أن العراق خاض حربا إقليمية لما انفق بقدر ما أنفقة على الأجهزة الأمنية …
العمليات الإرهابية شهدت تطور نوعيا وكميا  في الآونة الأخيرة وأخذت  تنحو باتجاه جر العراق إلى واقع الظلام والاقتتال الطائفي أو العرقي بالوقت الذي فقد فيه الجندي والشرطي العراقي كل عناصر ومؤهلات الاحترام والتقدير عند أبناء ووطنه ..
 أن حالة الانكسار التي يعيشها المقاتل العراقي في الوقت الحالي لم يصل أليها حتى في عهد النظام البائد والذي خاض حروبا اقل ما يقال عنها أنها حروبا عدوانية وغير شرعية .. لكن مع ذلك احتفظ الجندي العراقي برصيد من  الحب والتقدير في قلوب أبناء شعبه, لكن هذا الرصيد فقده بفعل الفشل الغير المبرر على مدى العشر سنوات الأخيرة  في حربه ضد خفافيش الظلام …عصابات خارجة على القانون وتعيش في دهاليز ولا تجد من يقدم لها الدعم علنا ..آلا أنها استطاعت أن تمرغ أنوف قوى أمنية بعديد فاق المليون وربع المليون مقاتل ..مفارقة كبيرة من الصعب أن تجد لها تفسير أكثر من تفسير الفشل والهزيمة والتخاذل ..على كل حال ,حاله الاستنفار الأمني بقطع الطرق والسيطرات والجداران الكونكريتية لم تنجح في التقليل ولو بشكل بسيط  في الحد من العمليات الإرهابية بقدر  ما جعلت العراق بلدا مرعوبا وخائفا ومهزوما. فحين تقف لأكثر من ساعتين عند سيطرة من سيطرات احد مداخل المحافظات  لا يجول في خاطرك آلا مشاعر الخوف والرعب والضعف والوهن الذي تعيشه مؤسسات العراق الأمنية العاجزة عن إيقاف عجلة الإرهاب السريعة  والمتنامية ..أننا وبعبارة أوضح نعيش في وطن مرعوب ..

أحدث المقالات